البابا يوليوس الثاني يضع حجر الأساس لبناء كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان في 17أبريل / نيسان سنة 1509
كاتدرائية القديس بطرس أو بازليك القديس بطرس وتعرف رسميًا باسم بازليك القديس بطرس البابوية، كنيسة كبيرة بنيت في نهايات حقبة النهضة في القسم الشمالي من روما وتقع اليوم داخل دولة الفاتيكان رسميًا.
في محتوى هذا المقال
أعظم كنيسة من حيث المساحة
كاتدرائية القديس بطرس تعتبر أعظم كنيسة داخلية من حيث المساحة، وواحدة من أكثر المواقع حرمة وإجلالا في الكنيسة الكاثوليكية، وقد صورها عدد من النقاد بأنها “تحتل مكانة بارزة في العالم المسيحي”، وبأنها “أعظم من جميع الكنائس المسيحية الأخرى”.
تحوي ضريح القديس بطرس
بالإضافة إلى وصفها بكونها من الجمال وتناسق الخطوط في الذروة”. سبب التبجيل يعود، لأن الكاتدرائية وبحسب التراث الكاثوليكي تحوي ضريح القديس بطرس، ويقع المدفن مباشرة تحت المذبح الرئيسي للكاتدرائية والذي يسمى “مذبح الاعتراف” أو “المذبح البابوي” أو “مذبح القديس بطرس”.
القديس بطرس
القديس بطرس هو أحد التلاميذ الاثني عشر ومن المقربين ليسوع، وبحسب العقائد الكاثوليكية فإن يسوع قد سلّمه زمام إدارة الكنيسة من بعده، وبالتالي كان بطرس الكاهن الأول للكنيسة الكاثوليكية وكذلك أول أسقف لمدينة روما.
تشير البحوث المستقلة التي أجريت بين عامي 1940 و 1964 خلال حبريات بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرون وبولس السادس إلى صواب التقاليد الكاثوليكية بشأن مدفن القديس بطرس؛ ومنذ إعمارها في القرن السابع عشر دفن أغلب الباباوات في قبور مستقلة على طول الكنيسة أو في البهو الذي يقع تحتها، وذلك كدلالة اعتبارية بصفتهم خلفاء القديس بطرس.
الكنيسة القسطنطينية
المقر الذي تشغله الكنيسة، كان محط إجلال من قبل مسيحيي روما منذ القرون الأولى، وقد ذكر الموثق الروماني غايوس في بداية القرن الثاني عن “الضريح المجيد” الذي يوقره المسيحيون في المدينة؛ وبعد إشهار المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية الرومانية عمد الإمبراطور قسطنطين إلى تشييد كنيسة فوق الضريح الحقيقي سميت “الكنيسة القسطنطينية” نسبة إلى بانيها الإمبراطور.
شيدت الكنيسة الأولى بدءًا من العام 320 وبداعي التقادم الزمني من ناحية والثورة الثقافية في عصر النهضة عمد الباباوات منذ يوليوس الثاني إلى تجديد ومن ثم بناء الكاتدرائية بشكلها الحالي، وقد أدت الأوضاع السياسية والاقتصادية من ناحية وبعض العقد الهندسية كطريقة تشييد القبة الكبرى من ناحية ثانية، إلى تأجيل إنجاز عمليات التشييد لما يربو القرن من الزمان. إذ بدأ العمل يوم 18 أبريل 1506 وانتهى في 18 نوفمبر 1626.
محتويات الكنيسة
تحوي الكاتدرائية على عدد كبير من القطع الفنية التي تعود لفترة عصر النهضة والأزمان اللاحقة لها، ولعل من أهمها أعمال مايكل آنجلو، كما أنها مدرجة كجزء من الفاتيكان على قائمة التراث العالمي، ومنذ العام 1960 مدرجة في “السجل الدولي للأعمال الثقافية تحت الحماية الخاصة في حالة الصدام المسلح”.
بازليك القديس بطرس
في الواقع فعلى الرغم من شيوع لفظ كاتدرائية في توصيفها، فإن هذه الكنية ليست دقيقة؛ إذ كلمة كاتدرائية وهي مستمدة من الفعل اليوناني كاتدرا بمعنى “كرسي”، نظرًا لكون الكاتدرائية تحوي الكرسي أو المقر الرسمي للكاهن؛ غير أن المقر الرسمي لأسقف روما هو كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني، إحدى الكاتدرائيات الثلاث التي تقع في روما وتتبع سيطرة الفاتيكان، ولذلك يعمد البعض إلى وصفها بعبارة بازليك القديس بطرس، أي كنيسة كبيرة دون أن تكون مركزا أسقفيًا لتنال توصيف كاتدرائية بشكل رسمي.
وعلى الرغم من ذلك فإن عبارة كاتدرائية القديس بطرس تفترض أكثر انتشارا. وعلى العموم، فإنه قبل بناء البازليك بالشكل الراهن وكذلك القصر الرسولي بقربه، فإن الكاهن كان يقيم في القصر اللاتراني في روما.
تحوي الكاتدرائية على 777 عمودًا و44 مذبحًا و395 تمثالاً، إلى جانب عدد من المدافن والأيقونات الأخرى، وقد أضيف لها متحف خاص للآواني المقدسة والملابس الكهنوتية المستعملة بها.