السلطات الفرنسية تعتقل الحبيب بورقيبة في 31 يناير 1953

لمحة عن أبرز نضالات الزعيم الحبيب بورقيبة في مواجهة الاستعمار الفرنسي

لم يكن الحبيب بورقيبة زعيما وطنيا تونسيا فحسب بل كان مرجعية نضالية وسياسية هامة في التاريخ المعاصر، اختلفت حوله الآراء بين مؤيد ومنتقد ولكن على الرغم من ذلك بقي بورقيبة زعيما حقيقيا لتونس ساهم في استقلالها وساهم في بناء دولتها الحديثة، نهض بالتعليم ومنح المرأة حقوقها وأسس دولة وسطية تحظى باحترام الشعوب حتى أصبحت سياسته تسمى البورقيبية وهي السياسة التي تنتهج المرونة والمرحلية في بلوغ الأهداف.

طرح بورقيبة حلا للمسألة الفلسطينية في خطابه الشهير في أريحا وهو القبول بكل الحلول مؤقتا في سبيل التحرير التام ولكن أفكاره لاقت معارضة شديدة اتهم بالعمالة والتبعية للغرب ولكن التاريخ أنصفه ليحسب واحد من أهم الزعماء العرب في القرن العشرين.  

انخرط الحبيب بورقيبة في الحزب الحر الدستوري سنة .1933 واستقال منه في نفس العام، ليؤسس في 2 مارس 1934 بقصر هلال (الحزب الحر الدستوري الجديد) رافقه في نضاله السياسي، محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة

أول اعتقال للزعيم الحبيب بورقيبة

تم اعتقال الحبيب بورقيبة في 3 سبتمبر 1934 لنشاطه الكفاحي وأقصي إلى الجنوب التونسي ولم يفرج عنه إلا في مايو سنة 1936.

سافر الحبيب بورقيبة إلى فرنسا وبعد سُقوط حكومة الجبهة الشعبية فيها أسر يوم 10 أبريل من سنة 1938 إثر مظاهرة شعبية سحقها البوليس الفرنسي بعنف في 8 و9 أبريل 1938. ونقل الحبيب بورقيبة إلى مرسيليا وبقي فيها حتى 10 ديسمبر 1942، عندما نقل إلى حبس ليون ثم إلى حصن “سان نيكولا” حيث وجدته المخابرات الألمانية التي دخلت فرنسا، فنقلته إلى مدينة نيس ثم إلى روما، ومن هناك رجع إلى تونس حراً طليقاً في 7 أبريل 1943.

نجاحه في تدويل القضية أو المسألة التونسية

قرر الحبيب بورقيبة الرحيل إلى المنفى الطوعي إلى القاهرة في 23 مارس 1945، وزار من هناك الولايات المتحدة قبل أن يرجع إلى تونس في 8 سبتمبر 1949 وارتحل من جديد إلى فرنسا سنة ،1950 ليُقدم خطة إصلاحات للحكومة الفرنسية قبل أن يتنقل بين القاهرة والهند واندونيسيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والمغرب ويرجع إلى تونس في 2 يناير 1952 مفصحا عن انعدام وثوق التونسيين بفرنسا.

إجبار فرنسا على التفاوض وانتزاع الاستقلال الداخلي ثم التام

ولما نشبت الثورة المسلحة التونسية في 18 يناير 1952، اعتقل الزعيم الحبيب بورقيبة وزملاؤه في الحزب وتنقل بين الاعتقالات في تونس وفرنسا ثم بدأت فرنسا في التفاوض معه فرجع إلى تونس في 1 يوينو 1955 لتستقبله الجماهير استقبال الأبطال. ويتمكن من تحريك الجماهير، لتوقع فرنسا بعد ذلك في 3 يونيو 1955 الاتفاقية التي تعطي تونس استقلاليتها الداخلية.

وهي المعاهدة التي عارضها الزعيم صالح بن يوسف واصفا إياها أنها تحرك إلى الوراء مما أدى إلى نشأة ما يعرف بالصراع “البورقيبي اليوسفي” ويتهمه أعداؤه السياسيون بالتهاون والتخاذل.

في 20 مارس 1956، تم إمضاء وثيقة الاستقلال الكامل وشكل بورقيبة أول حكومة وطنية بعد الاستقلال.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى