في 27 يناير توفي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الإمام على بن أبي طالب، ابن عم النبي، وزوج كريمته فاطمة، وأول من أسلم من الفتيان، ولد في 17 مارس 599م وتوفي في مثل هذا اليوم 27 يناير 661 م وذلك بعد أيام من الطعنة التي تلقاها من عبد الرحمن بن ملجم.

وقال رسول الله، صل الله عليه وسلم، لعلي “لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق”، وتكلم علماء مثل ابن كثير وعلى الصلابي وابن الأثير عن سيرته منذ ولادته وخلال فترة النبوة وفي خلافة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، كما نوهوا بخصاله وسجيته وآثره وشأنه بين الصحابة وعند كافة المسلمين.

ومن مواقفه مع الرسول، عن “ابن كثير:” أنه عندما ابتغى النبي الرحيل إلى يثرب، أمر على بن أبي طالب أن يرقد في مضجعه، وفي ليلة الترحال في جنح الدجى، تسلل جماعة من كفار مكة، وفي يد كل واحد منهم حسام شديد قاطع، وقفوا أمام باب مسكن الرسول ينتظرون مغادرته لصلاة الفجر، حتى يضربوه ضربة رجل واحد، فأخبر الله رسوله بالمكيدة، وأمره بالخروج من بينهم، فخرج الرسول وقد أعمى الله أبصار المشركين، فألقى النبي الرغام على رؤوسهم وهو يقرأ قول الله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)، “ولما طلعت الشمس، أفاق المشركون، وهاجموا البيت، ورفعوا سيوفهم، ليضربوا النائم، فإذا بهم لا يجدونه نبي الله، وإنما هو ابن عمه على بن أبي طالب، الذي هب واقفًا في بسالة مستهزئا بالمشركين، ومحقرًا لشأنهم”.

وأشار “ابن الأثير” في مصنفه “أسد الغابة” إلى أن “رسول الله بشره بالجنة، فكان أحد العشرة المبشرين بها، وزوجه رسول الله ابنته فاطمة، رضي الله عنها، وقدم عليٌّ لها مهرًا لسيدة نساء العالمين وريحانة الرسول، ورزق منها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم”.

وشهد على مع الرسول كافة الحملات، وعرف ببسالته وبطولته، وفي يوم خيبر قال النبي “لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله (أو قال: يحب الله ورسوله)، يفتح الله على يديه”، كما رواه البخاري.

عرف على، رضي الله عنه، بحسب ما ذكره على صلابي، في كتابه “سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب”، بالعلم الواسع، فكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها-إذا سئلت عن أمر قالت: اسألوا عليًّا وكان عمر كذلك.

وفي خلافته للمسلمين، تحدث “الصلابي” و”ابن الأثير” عن خلافته فال: “لما تولى على الخلافة نقل مقرها من المدينة إلى العراق، وكان -رضي الله عنه يحرص على شئون أمته فيسير بنفسه في الأسواق ومعه درعه وعصاه ويأمر الناس بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان، وكان يوزع كل ما يدخل بيت المال من الأموال بين المسلمين، وقبل وفاته أمر بتوزيع كل المال، وبعد توزيعه أمر بكنس بيت المال، ثم قام فصلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة”.

وقال “ابن كثير” عن وفاته “في نهاية خلافة على، رضي الله عنه- كانت الفتنة قد شبت، وعمت البلبلة أرجاء واسعة من الدولة الإسلامية، فخرج ثلاثة من شباب الخوارج، وتواعدوا على قتل من خمنوا أنهم السبب المباشر في تلك الفتن وهم على، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فأما معاوية وعمرو فقد خلصا، وأما على فقد استنظره عبد الرحمن بن ملجم، وهو خارج إلى صلاة الفجر، فتمكن منه، وأصابه في رأسه إصابة خطيرة أشرف منها على الهلاك، وكان ذلك في 40 هـ، وعمره آنذاك (65) سنة، ودفن رضي الله عنه بالكوفة بعد أن ظل خليفة للمسلمين خمس سنين إلا أربعة أشهر، وروى عن رسول الله أكثر من 400 حديث”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى