عدد وأسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

بحث في أهم المعلومات الموجزة حول سيرة أمهات المؤمنين

من بين أهم المسائل والمباحث التي يخوض فيها المؤمنون هي مسألة أزواج النبي وعدد نسائه. والسبب في ذلك يعود أساسا لفهم السيرة النبوية وتوثيقها على نحو شامل ودقيق. ولقد اختلفت المصادر حول عدد زوجات الرسول محمد. في هذا المقال نضع بين أيديكم ملخص ما اتفق عليه أصحاب السيرة من علماء ومؤرخين حول عدد زوجات النبي وكذلك نسبهن وسيرتهن.

أمهات المؤمنين في القرآن

أمهات المؤمنين هي تسمية إسلامية تطلق على زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقد وردت هذه التسمية في سورة الأحزاب في القرآن الكريم بقوله تعالى:

 النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا.

 يعتبر المسلمون بأن لزوجات الرسول فضل وامتياز عن سائر النساء بنص آية من سورة الأحزاب في القرآن: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا.

عدد زوجات الرسول

التباين في عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن على مقولتين. بعض المصادر تشير بأنهنّ 12 ومصادر أخرى تؤكد أن عددهن لم يتجاوز 11.

 أما سبب الاختلاف فهو في مارية القبطية، هل هي زوجة للرسول أم مجرد ملك يمين؟ فالمجمع عليه من زوجاته إحدى عشرة فقط.

زوجات النبي محمد من القريشيات بالترتيب

أما القرشيات من زوجات النبي فهن ستة، خديجة بنت خويلد (1)، وسودة بنت زمعة(2)، وعائشة بنت أبي بكر(3)، وحفصة بنت عمر بن الخطاب(4)، وأم سلمة (5)، وأم حبيبة بنت أبي سفيان(6).

زوجات النبي محمد من العربيات

والعربيات من غير قريش كن أربعة، وهن: زينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث.

وتزوج النبي عليه الصلاة والسلام واحدة من غير العرب وهي: صفية بنت حيي قيل بأنها يهودية من بني إسرائيل.

واختلفت المصادر حول مارية القبطية وهي من مصر. وتوفِّيت اثنتان من زوجات النبي محمد أثناء حياته، وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتُوفي عليه الصلاة والسلام عن تسعة من نسائه.

أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن

خديجة بنت خويلد

خديجة بنت خويلد هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية، تلتقي مع الرسول محمد بن عبد الله في جده قصي بن كلاب، وهي أولى زوجاته، تزوجها وكان عمرها أربعين عاما وكان عليه الصلاة والسلام في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج عليها غيرها حتى توفت، وكل نسله كان منها باستثناء إبراهيم فهو من مارية القبطية. وكانت خديجة بنت خويلد سيدة تاجرة ذات شرف ومال.

سودة بنت زمعة

هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تلتقي مع الرسول في جده لؤي بن غالب، تزوَّجها بعد وفاة خديجة بقليل، عقَد عليها بمكة، وقيل: دخَل عليها بمكة أو المدينة، وتُوفّيت سنة 54 هـ. زوّجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها النبي محمد أربعمائة درهم.

يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت. وكانت سودة بنت زمعة قبل زواجها من النبي عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل.

عائشة بنت أبي بكر

كان عمرها عند الزواج من النبي 6 سنوات إذ خطبها النبي محمد بمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنوات.

لم يتزوج الرسول محمد بكرًا إلا هي، وقد زوجه إياها والدها أبو بكر الصديق، وأصدقها النبي أربعمائة درهم. توفيت سنة 56 هـ أو بعدها وقد قاربت السبعين عاما.

حفصة بنت عمر بن الخطاب

هي حفصة بنت عمر بن الخطاب، زوّجه إياها والدها عمر بن الخطاب، وأصدقها النبي مثلما أصدق من قبلها عائشة أربعمائة درهم، وكانت السيدة حفصة قبل ذلك قد تزوجت خنيس بن حذافة السهمي. تزوَّجها النبي في السنة الثانية أو الثالثة بعد الهجرة، وتوفيت سنة 45 هـ.

زينب بنت خزيمة

كانت تُلقَّب في الوثنية بأمِّ المساكين، وكانت من المهاجرين، قتل زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أحد، فبعث النبي محمد إليها ليخطبها لنفسه، فردت عليه أني صيرت أمر نفسي إليك، فتزوَّجها في شهر رمضان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة، وتوفِّيت في السَّنة ذاتها، وكانت فترة مكوثها عند الرسول شهران أو ثلاثة، وفي بعض المصادر ثمانية.

أم سلمة

هي أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ولدها، وأصدقها النبي فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، وطاحون، وكانت قبل زواجها من النبي متزوجة من أبي سلمة بن عبد الأسد، وكنيته عبد الله. تزوّجها النبي بعد موت قرينها في السنة الرابعة من الهجرة، وتوفِّيت أم سلمة سنة 58 هـ أو بعدها بقليل.

زينب بنت جحش

هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية. زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش وأصدقها النبي أربعمائة درهم مثل السيدة عائشة وكذلك حفصة، تزوَّجها سنة 3 هـ وكانت قبل ذلك متزوجة من زيد بن حارثة، مولى الرسول، ويعتقد المسلمون أن الآية القرآنية “فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها” نزلت فيها. تُوفِّيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ أو بعدها بقليل.

جويرية بنت الحارث

هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، كانت متزوجة من ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي، وقد قُتل يوم “المريسيع”، ثم غزا النبي محمد بن عبد الله قبيلتها بني المصطلق فكانت من بين السبايا.

تزوجها النبي في السنة الخامسة للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة، فلما تزوجها فك المسلمون أسراهم من قومها.

لما وقعت جويرية بنت الحارث في الأسر، جاء أبوها إلى النبي فقال: إن ابنتي لا يُسبى مثلها، فأنا أشرف من ذاك، فخل سبيلها، فقال النبي: “أرأيت إن خيّرناها، أليس قد أحسنّا؟”، قال: بلى، وأدّيت ما عليك، فأتاها والدها فقال: إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا، فقالت: فإني قد اصطفيت محمد بن عبد الله.

توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وقد ناهز عمرها 65 سنة.

أم حبيبة

هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة سنة سبع من الهجرة، وأصدقها النجاشي عن الرسول محمد أربعمائة دينارا، وهو الذي كان خطبها للنبي، وكانت قبل ذلك متزوجة من عبيد الله بن جحش الأسدي. توفِّيت أم حبيبة سنة 44 هـ.

صفية بنت حيي

هي صفية بنت حيي وكانت من يهود بني النضير، وقعت في الأسر فاشتراها الرسول من دَحْية، وتزوَّجها في غزوة خيبر سنة سبع للهجرة، وكانت قبل ذلك متزوجة من كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. تُوفِّيت السيدة صفية بنت حيي سنة 50 هـ.

ميمونة بنت الحارث

هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب في السنة السابعة من الهجرة في عُمْرَة القضية، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم.

وكانت ميمونة بنت الحارث من قبل متزوجة من أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. ويقال إنها هي التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت ميمونة: البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها كانت الآية القرآنية: “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي”. تُوفِّيت ميمونة بنت الحارث سنة 51 هـ.

مارية القبطية

هي جارية وهبها عاهل مصر إلى محمد بن عبد الله مع شقيقتها سرين عند وصولها إلى الرسول، أنجبت للنبي ولدا سماه إبراهيم وقد توفى صغيرًا. توفيت مارية القبطية سنة 12 أو 16 هـ.

نساء النبي اللاتي عقد عليهن ولم يدخل بهن

كان هناك عدد ممن عقد عليهن محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يدخل بهن (لم يتم بينه وبينهن بناء). وأما من خطبها ولم يتزوجها، ومن وهبت نفسها له، ولم يتزوجها، فزهاء أربع أو خمس. وأصحاب العلم بسيرة النبي وأحواله لا يؤكدون ذلك، بل ينفونه والمعلوم لديهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها.

وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بخاصرتها بياضًا (بهاق أو برص). فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن، هذا هو المذكور والله أعلم. وقال أبو محمد المقدسي: وعقد على سبعةٍ ولم يدخل بهن.

عمرة الكلابية

هي ابنة يزيد بن رواس بن كلاب. أخبر رسول الله أن بها بياضًا (بهاقا)، فطلّقها ولم يدخل بها.

قُتيلة الكندية

هي ابنة قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندّية، شقيقة الأشعث بن قيس، توفي نبي الله قبل نزولها عنده، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل، وكان سبب تزوجه إياها، أن الأشعث قال للنبي -لما بلغه تَعوَّذ أسماء منه: والله يا رسول الله لأزوجنك من هي أشرف وأجمل وأنبت منها، فزوَّجه قتيلة أخته.

سَنَا السُلمية

ابنة أسماء بن الصَّلتْ بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سّمَّال بن عوف السُلمي، توفت قبل أن يجئ إليها نبي الله.

شَرَاف الكلبية

هي أخت دِحْية الكلبي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي رسول الله على هيأته، توفيت قبل دخول الرسول عليها.

العالية الكلابية

هي بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. قيل إنها أقامت عند نبي الله مدة قصيرة ثم طلّقها.

ليلى الأوسية

هي بنت الخطيم الأوسي، جاءت الرسول وقالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال النبي: قد قبلتُك. فعادت إلى قومها، فقلن لها: إن نبي الله عديد الضَّرائر وأنت سيدة غيورة، ولسنا نأمن أن تغضبيه فيدعو عليك، فجاءته، فصرفها النبي.

أسماء بنت النعمان

هي ابنة النعمان بن الجوْن بن شراحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحبيل بن النعمان من كِندة، اتفقوا على أنَّ نبي الله تزوجها، وتباينوا في رواية فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فلما قالت ذلك فارقها النبي، وأصبحت تُسمِّي نفسها الشقية.

المراجع والمصادر

اعتمد موقع نموذج: كتاب البداية والنهاية، لابن كثير في صياغة هذا المقال. وكذلك السيرة النبوية لابن هشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى