“فتاح”: الصاروخ الإيراني الذي أرعب إسرائيل

في يونيو 2023، كشفت إيران عن سلاح استراتيجي قلب موازين الردع في المنطقة: صاروخ “فتاح”. وهو أول صاروخ فرط صوتي (Hypersonic) تعلن عنه الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي. لم يكن الإعلان مجرد استعراض عسكري، بل رسالة استراتيجية موجهة إلى إسرائيل والعالم.


ما هو الصاروخ الفرط صوتي؟

الصواريخ الفرط صوتية هي تلك التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت (Mach 5). أما “فتاح”، فتبلغ سرعته أكثر من Mach 13، أي ما يفوق 15,000 كيلومتر في الساعة، مما يعني أنه قادر على ضرب أهداف مثل إسرائيل خلال دقائق معدودة، دون أن يمنح أنظمة الدفاع وقتًا حقيقيًا للرد.


القوة في السرعة… والذكاء في المناورة

لكن السرعة وحدها لا تصنع الفارق. ما يجعل “فتاح” سلاحًا استثنائيًا هو قدرته الفريدة على المناورة أثناء الطيران. فخلافًا للصواريخ الباليستية التي تتبع مسارات متوقعة، يمكن لـ”فتاح” أن يغيّر اتجاهه، مما يجعله كابوسًا لأي نظام دفاع صاروخي، مهما بلغ تطوره.

حتى أنظمة مثل القبة الحديدية أو أرو الإسرائيلية قد تجد نفسها عاجزة عن تعقبه، ناهيك عن اعتراضه.


رسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية

إيران لم تكشف عن هذا الصاروخ اعتباطًا، بل في سياق مشحون بالتوترات الإقليمية. فقد جاء الإعلان بعد تصاعد التهديدات والاتهامات المتبادلة، ليكون بمثابة تحذير صارخ: أي اعتداء على إيران ستكون كلفته باهظة وسريعة وذكية.

“فتاح” ليس فقط صاروخًا فرط صوتي، بل هو وسيلة ردع استراتيجية تعيد رسم حدود القوة في الشرق الأوسط.


ردود أفعال مشوبة بالقلق

الإعلان عن “فتاح” أحدث صدمة في الأوساط العسكرية الغربية. بينما شكك بعض الخبراء في صحة الأرقام المعلنة، أكد آخرون أن إيران أحرزت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال. وفي كلتا الحالتين، فإن مجرد امتلاكها لسلاح بهذه المواصفات يغير معادلة الردع بشكل جوهري.


خاتمة: فتاح ليس مجرد صاروخ… بل مرحلة جديدة

يمثل صاروخ “فتاح” بداية دخول إيران إلى عصر الأسلحة الفرط صوتية. سلاح يمتزج فيه التفوق التكنولوجي بالرسائل الجيوسياسية، ويجعل من الدفاع ضده مهمة تكاد تكون مستحيلة.

في ظل هذا التطور، يبدو أن إسرائيل وباقي القوى في المنطقة مضطرة اليوم إلى إعادة حساباتها الأمنية، فزمن الحرب الباردة بصواريخه الباليستية قد ولى، وها نحن في زمن “فتاح” الأسرع من الصوت… والأذكى من أن يُعترض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى