
وفاة الفنان لطفي لبيب.. “صاحب البهجة” يغادرنا عن 77 عامًا
في محتوى هذا المقال
توفي الفنان المصري القدير لطفي لبيب صباح اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. وقد سجلت الساعات الأخيرة تدهورًا حادًا في حالته الصحية، إذ نُقل أمس الثلاثاء مجددًا إلى المستشفى إثر إصابته بنزيف حاد في الحنجرة تسبَّب في التهاب رئوي حاد، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات الصباح الأولى. ونعا نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي الراحل كاتبًا على حسابه: «وداعًا صاحب البهجة»، وعبَّر زملاء المهنة عن حزنه بعبارات من قبيل «ويرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب».
أفادت التقارير الطبية أن سبب الوفاة يعود إلى النزيف الحنجري الحاد الذي أدّى إلى تدهورٍ حاد في الرئة، فيما كان الراحل قد أمضى أيامًا في الرعاية المركزة بعد تعرضه لهذا النزيف، الذي تسبّب في فقدانه الوعي. وقد أعلنت نقابة المهن التمثيلية وصحيفة «المسيحي اليوم»، وغيرها من المنصات أن الجنازة ستُقام الخميس في كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة.
مسيرة فنية حافلة
امتدت مسيرة لطفي لبيب الفنية لأربعة عقود، شارك خلالها في أكثر من مئة فيلم سينمائي وثلاثين عملاً دراميًا. تألق في أدوار ثانوية محببة وتنوعت شخصياته بين الفكاهية والعاطفية والاجتماعية، مما جعله محبوبًا لدى شرائح واسعة من الجمهور. ومن أهم أعماله في السينما لعب دور السفير الإسرائيلي في فيلم «السفارة في العمارة» (2005) مع عادل إمام، وكان له دور مضحك في فيلم «عسل إسود» (2010) مع أحمد حلمي. كما شارك في عدد من الأفلام الناجحة مثل «بوبوس» (2011) و«زهايمر» (2010)، وعمل مع عادل إمام أيضًا في مسلسلات لاقت رواجًا مثل «صاحب السعادة» و«عفاريت عدلي علام». ولُقّب لبيب بـ«صاحب البهجة» لكثرة أدواره الكوميدية الداعمة للممثلين الشباب، إذ وقف إلى جانبهم في بداياتهم في مشاهد في أعمال مثل «مبروك أبو العلمين حمودة» و«كده رضا» وغيرها.
إلى جانب التمثيل، كان للفنان الراحل بصمة في الكتابة؛ فألف سيناريو فيلم «الكتيبة 26» المستوحى من تجربته كمجند في حرب أكتوبر 1973، وهو نص روائي صادق يوثق مراحل خدمته العسكرية. وكان لبيب من أبطال الجيش المصري في حرب الاستنزاف وأكتوبر، ولم ينسَ حياته الوطنية؛ ففي ذكرى مرور خمسين عامًا على انتصار أكتوبر كرّمته مصر في عام 2023، وتحدث بفخر عن خدمته في صُفوف المشاة. ولم تخلُ سيرته من مواقف عزّت مبادئه: فبعد دوره كسفير إسرائيلي في «السفارة في العمارة» دعاه السفير الإسرائيلي في القاهرة لتكريمه، لكنه رفض رفضًا قاطعًا تمسّكًا بمبادئه الوطنية.
ردود الفعل على الوفاة
تفاعل الوسط الفني والإعلامي ومحبو لبيب على وسائل التواصل بكثير من الحزن والتقدير لمسيرته. فقد نشرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بيان نعي أعربت فيه عن حزنها، وذكرت أن الراحل «قدّم أعمالًا خالدة أثّرت الساحة الفنية وأسهمت في رسم البهجة على وجوه الملايين»، مشيرة إلى أنه كان «رمزًا للفن الهادف وصوتًا صادقًا… وأحد أبطال القوات المسلحة خلال حرب 1973». كما نعاه المركز الكاثوليكي للسينما، إذ كتب بطرس دانيال رئيسه: «الراحة الأبدية أعطه يا رب… فقد العالم أجمع، والوسط الفني بصفة خاصة، جوهرة خالدة بعد صراع مع المرض… ظل مبتسمًا حتى آخر لحظة في حياته، فنان احترم جمهوره وأحبهم». ومن بين الفنانين، نشر إسماعيل فرغلي على حسابه: «إنا لله وإنا إليه راجعون وفاة الفنان القدير لطفي لبيب… ربنا يرحمه ويغفر له».
على الجانب الرقمي، انقسمت ردود الأفعال بين تعازي حارة ودفاع مستميت عن زميل مَنَعَ البعض من ترْحُّمه. ففي هذا السياق، تصدّر الممثل صبري فواز المواقف المؤيدة حين كتب على فيسبوك: «كان الأستاذ لطفي لبيب عندما كان أبوك بيتعلَّم المشي بيحارب العدو على الجبهة!»، في إشارة إلى بطولاته العسكرية، مُنبِّهًا منتقدي الدعاء للراحل إلى حياته النضالية والفنية معًا.
الختام
بغياب لطفي لبيب فقدت مصر والعالم العربي فنانًا محبوبًا اشتهر برسم الابتسامة على وجوه الملايين. قادته مسيرته الفنية الحافلة على مدار السنوات أن «يعبّر عن وجدان الناس ببساطة وعمق»، فترك بصمة لا تُنسى في كل دور جسّده حتى صار واحدًا من أكثر الوجوه المحببة في الدراما والسينما. وتبقى أعماله الخالدة وأدواره الإنسانية «صانعة البهجة» ذكرى باقية في قلوب محبيه، فهو الذي تميز بعطاء فني لم يتوقف حتى نهاية حياته. رحم الله الفنان الجندي، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
المصادر: تصريحات ومعلومات واردة في التقارير الصحفية الصادرة في 30 يوليو 2025.







