إيران وإسرائيل على شفا الانفجار: تصعيد غير مسبوق ومخاوف من حرب نووية

في تطور ميداني غير مسبوق، شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً حاداً بين إيران وإسرائيل، بلغ حد الهجمات المتبادلة على منشآت رمزية وعسكرية، ورافقه تبادل شديد اللهجة في التصريحات السياسية. فما الذي يجري بالضبط؟ وهل نحن أمام حرب إقليمية مفتوحة أو حتى نذر مواجهة نووية؟

تعهد إيراني بالرد واتهامات إسرائيلية خطيرة

بدأ التصعيد الجديد عندما أعلنت إيران، عبر تصريحات رسمية، أنها “تتعهد بضرب إسرائيل حتى تتوقف عن هجماتها”، في تأكيد واضح على أن طهران لم تعد تكتفي بردود رمزية، بل أصبحت تسعى لردع استراتيجي، بحسب وصف محللين.

في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “ABC” الأميركية، الموقف الإيراني بأنه “دفع متعمد نحو حرب نووية”، مضيفاً أن طهران “تسعى إلى حرب أبدية”.

استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني

من أبرز التطورات الميدانية، كان استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي في العاصمة الإيرانية طهران، بعد ساعات من تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بقصفه. وقد أظهرت مشاهد مصورة تصاعد أعمدة الدخان من “المبنى الزجاجي”، الذي يُعد من أهم رموز الإعلام الرسمي الإيراني ويقع في شارع “ولي عصر” الشهير شمال طهران.

وأكدت التقارير أن الحريق الذي اندلع عقب القصف كان شديداً، ويعود ذلك إلى احتواء المبنى على معدات واستوديوهات ضخمة وأجهزة إلكترونية متقدمة، ما جعل السيطرة على النيران أمراً صعباً.

تحذير إيراني وتهديد برد أكثر شدة

الرئيس الإيراني المؤقت، الدكتور مسعود بَزْوْجْكِيان، قال خلال جلسة علنية في البرلمان إن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، بل تدافع فقط عن حقها في الطاقة النووية السلمية. وأضاف أن الجيش الإيراني “جاهز لمواصلة الهجمات على إسرائيل بكل قوة”، معتبراً أن اغتيال قادة عسكريين وعلماء إيرانيين لم ولن يزعزع استقرار الجمهورية الإسلامية.

استهداف مباشر لمنطقة “باستور” الحيوية في طهران

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت “لأهداف معادية” في منطقة باستور، التي تضم مؤسسات قيادية حساسة مثل مكتب المرشد الأعلى ورئاسة الجمهورية. وبينما لم تؤكد السلطات وجود أي مسؤولين في المكان وقت الهجوم، فإن الضربة اعتبرت رمزية وتحمل رسالة سياسية واضحة من إسرائيل.

توسيع بنك الأهداف في طهران ومحيطها

الجيش الإسرائيلي كثّف عملياته داخل إيران، مستهدفاً محطات لتوزيع الوقود، ومناطق حيوية في طهران. كما شنّ هجمات بطائرات مسيّرة في وضح النهار، الأمر الذي شكل سابقة مقلقة، حيث أصبحت المسيّرات تُرى بالعين المجردة في سماء العاصمة الإيرانية.

الرد الإيراني: صواريخ باليستية على أهداف في الشمال الإسرائيلي

من جانبها، أطلقت إيران رشقة من الصواريخ الباليستية باتجاه مواقع إسرائيلية شمالاً، منها منشأة “رفائيل” العسكرية وميناء حيفا ومخازن أمونيا حساسة. وعلى الرغم من أن بعضها سقط في مناطق غير مأهولة، فإن بعضها الآخر بلغ أهدافاً رمزية، منها مواقع قريبة من مقر إقامة رئيس الوزراء نتنياهو، ما يعكس دقة في اختيار الأهداف من الجانب الإيراني.

قراءة في التصعيد: هل تنزلق المنطقة إلى حرب شاملة؟

يرى المحللون أن ما يجري بين طهران وتل أبيب لم يعد مجرد تبادل رسائل أو تصعيد محدود، بل بدأ يأخذ شكل مواجهات مباشرة، سواء عبر الطيران المسيّر، أو الصواريخ الباليستية. وتزداد خطورة هذا الوضع في ظل تصريحات تشير إلى إمكان وقوع “حرب نووية”، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ حقيقي في نزع فتيل الأزمة.

وقد ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيجتمعون مع وزير الخارجية الإيراني لبحث التطورات الأخيرة، في محاولة لاحتواء التصعيد.

الختام: مواجهة مفتوحة أم لحظة تفاوض حاسمة؟

في ظل توسع العمليات العسكرية واشتداد الحرب الإعلامية بين الطرفين، تبقى احتمالات تطور النزاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة قائمة بقوة. لكن في المقابل، هناك من يرى أن هذا التصعيد قد يفتح أيضاً نافذة جديدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً مع إعلان إيران استعدادها للحوار وعدم سعيها لامتلاك السلاح النووي.

ويبقى السؤال: هل سينجح الوسطاء الدوليون في احتواء الموقف، أم أن الطرفين قد تجاوزا بالفعل “نقطة اللاعودة”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى