نهاية التهديد: الكويكب 2024 YR4 لم يعد يشكل خطرًا على الأرض

بعد أن كان يشكل مصدر قلق منذ اكتشافه في ديسمبر الماضي، لم يعد الكويكب 2024 YR4 يمثل تهديدًا لكوكب الأرض. في البداية، تم تصنيفه كجسم فضائي يحتمل أن يكون خطيرًا نظرًا لحجمه الذي يقدر بخمسين مترًا تقريبًا، وهو ما يكفي لإحداث دمار واسع النطاق في حال الاصطدام. لكن أحدث البيانات الصادرة عن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تشير إلى أن احتمال وقوع التصادم قد انخفض بشكل كبير إلى درجة تجعل التهديد غير قائم فعليًا.

الاكتشاف الأولي والمخاوف الأولية

تم رصد الكويكب 2024 YR4 لأول مرة في أواخر عام 2023، وسرعان ما أصبح محل اهتمام واسع بين العلماء. يبلغ قطر هذا الجرم السماوي نحو 55 مترًا، وهو ما يعادل عرض برج بيزا المائل، ما جعله مصنفًا ضمن الأجرام التي يمكن أن تُحدث ضررًا بالغًا في حال الاصطدام. في يناير 2024، قدرت وكالة ناسا أن احتمال اصطدامه بالأرض في ديسمبر 2032 يبلغ 3.1%، وهو معدل مرتفع نسبيًا مقارنة بالأجرام المشابهة التي تمت دراستها سابقًا.

ورغم أن حجمه ليس ضخماً مقارنة بالكويكبات الأكبر، إلا أن طاقته التدميرية كانت تثير القلق، إذ قدرت بأنها تعادل 500 ضعف قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، مما قد يسبب دمارًا كارثيًا إذا ارتطم بمنطقة مأهولة بالسكان.

من تصاعد القلق إلى تبديد المخاوف

ظل العلماء يراقبون مسار الكويكب 2024 YR4 عن كثب، وأظهرت الحسابات الأولية في 21 فبراير 2024 أن احتمال الاصطدام لا يزال قائماً بنسبة 0.28% (أي واحد من بين 360 احتمالاً). ورغم أن هذه النسبة كانت منخفضة مقارنة بالتقديرات السابقة، إلا أنها كانت لا تزال مقلقة وأثارت اهتمام وسائل الإعلام والجمهور.

لكن ومع استمرار عمليات الرصد وتحليل البيانات بشكل أكثر دقة، شهدت التوقعات تحولاً كبيرًا خلال الأيام التالية، إذ انخفضت احتمالية الاصطدام إلى 0.005% فقط (واحد من بين 20,000 احتمال). وعليه، أعلنت ناسا رسميًا أن الكويكب لم يعد يشكل خطرًا على الأرض.

نتيجة لذلك، تم إعادة تصنيف 2024 YR4 إلى المستوى “صفر” على مقياس تورينو، وهو النظام المستخدم لتقييم مخاطر اصطدام الكويكبات والمذنبات بالأرض. ووفقًا لهذا المقياس، فإن أي جسم فضائي يكون احتمال اصطدامه أقل من 0.1% يتم تصنيفه عند المستوى صفر، مما يعني أنه لا يشكل أي تهديد فعلي.

أهمية الرصد المستمر للكويكبات القريبة من الأرض

على الرغم من أن خطر الاصطدام المحتمل لهذا الكويكب قد زال، إلا أن هذه الحادثة تسلط الضوء على مدى أهمية مراقبة الأجرام القريبة من الأرض (NEOs). فالتطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة مكنت العلماء من تتبع هذه الأجسام بدقة عالية، وهو ما يسمح باتخاذ تدابير احترازية مسبقة وتقليل المخاوف عبر حسابات دقيقة.

قصة الكويكب 2024 YR4 تنتهي بخاتمة مطمئنة، لكنها تؤكد في الوقت ذاته الحاجة إلى استمرار جهود المراقبة والتتبع. فرغم أنه لا يوجد حاليًا أي كويكب معروف يشكل تهديدًا وشيكًا للأرض، إلا أن المراقبة المستمرة تبقى أمرًا ضروريًا لمنع أي مفاجآت مستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى