حكم صلاة الوتر في الإسلام وعدد ركعاتها

متى و كيف تصلى صلاة الوتر وهل القنوت فيها واجب؟

صلاة الوتر تعتبر من السنن المؤكدة والثابتة عن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وقد جاء في مزاياها أحاديث عديدة منها عن على كرم الله وجهه قال:

“الوِتْرُ ليس بِحَتْمٍ كصلاتِكم المكتوبةِ ولكنْ سَنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالَ إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فأَوْتِرُوا يا أهلَ القُرآنِ “

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله أن النبي الأكرم محمد بن عبد الله قال: ” أوتِروا قبلَ أن تُصبِحوا” رواه مسلم.

عدد ركعات صلاة الوتر

صلاة الوتر تجوز بركعة واحدة، وكذلك تجوز بثلاثة ركعات، أو خمس أو سبع أو تسع ركعات فقد جاء في الحديث عن ابن عمر قال:

” قام رجل فقال يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أخفت الصبح فأوتر بواحدة”  رواه البخاري ومسلم.

 وعن ابن عمر؛ أنه كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر، حتى أنه كان يأمر ببعض حاجته، رواه البخاري. وعن أم سلمة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس، لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام. رواه النسائي وابن ماجة وأحمد.

كيف تصلى صلاة الوتر؟

إذا صلى المؤمن الوتر ثلاث ركعات، فيجوز فيها ثلاث صيغ كالآتي:

  • الصيغة الأولى: أن يصلي ركعتين ثم يسلم وبعدها يشرع في الثالثة.
  • الصيغة الثانية: أن يصلي المسلم ركعتين، ثم يجلس بعد الركعة الثانية، ثم يشرع في الثالثة مثلما يصليها في صلاة المغرب.
  • الصيغة الثالثة: أن يصلي المسلم الركعات الثلاثة متصلة، ولا يجلس إلا بعد الثالثة. وكل ذلك مسموح به بإذن الله تعالى وقد وردت فيه أحاديث تدعمه.

أما القنوت في صلاة الوتر فهو سنة وليس بواجب. فإذا تركه المسلم فلا تثريب عليه. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان أحيانا يقنت في الوتر، وأحيانا أخرى لا يقنت. يجوز القنوت قبل الركوع وبعده وهو الأفضل والأصح.

متى تصلى صلاة الوتر؟

أفضل توقيت لصلاة الوتر هو آخر الليل، في حق من يغلب على ظنه الاستيقاظ في آخر الليل. وإلا فيصلي الوتر إثر صلاة العشاء.

جاء في الحديث عن جابر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: وإلا فيصلى الوتر بعد صلاة العشاء.

جاء في الحديث أيضا عن جابر أن الرسول الأكرم قال:

” أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل، فليوتر ثم ليرقد، ومن وثق بقيام الليل آخره، فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل” رواه مسلم.

ومن السنة في القراءة في الوتر إذا صلى ثلاثا أن يقرأ في الركعة الأولى: سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الكافرون وفي الثالثة سورة الإخلاص.

جاء أيضا عن أبي بن كعب ” أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الوتر سبح اسم ربك الأعلى، وفي الركعة الثانية يقرأ يا أيها الكافرون، وفي الثالثة يقرأ هو الله أحد”. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة.

من صلى صلاة الوتر أول الليل، ثم رغب في أن يصلي في آخر الليل، يصلي ما يشاء ولا يعيد الوتر.

المصدر: كتاب يسألونك للدكتور حسام الدين عفانة، أستاذ مشارك في الفقه والأصول كلية الدعوة وأصول الدين جامعة القدس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى