بوتين يتهم الولايات المتحدة بمحاولة استدراج روسيا إلى الحرب
الأزمة الأكرانية بين الحلول الممكنة والتصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة عظمى
في محتوى هذا المقال
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوروبا والولايات المتحدة بتعمد فرض سيناريو يستدرج بلاده إلى الحرب وكذلك اتهم الغرب بتجاهل مصالح روسيا الأمنية.
تصريحات بوتين الآخيرة
في أول تصريحات معلنة ومباشرة له حول الأزمة التي بدأت منذ ما يقرب من ستة أسابيع، لم يُظهر بوتين أي بوادر على التراجع عن المطالب الأمنية التي وصفها الغرب بأنها ليست تبريرا محتملاً لشن اجتياح، وهو ما ينفيه زعيم الكرملين.
مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء المجر
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء المجر، أحد قادة الناتو الذين يحاولون التدخل لحلحلة الأزمة:
“من الواضح الآن … أنه تم تجاهل التخوفات الروسية الرئيسية”.
كما صف بوتين سيناريو مستقبليًا متوقعا يتم فيه قبول أوكرانيا في الناتو ثم تحاول من جانبها استعادة شبه جزيرة القرم، وهي المنطقة التي استولت عليها روسيا في عام 2014.
حيث قال:
“دعونا نتخيل أن أوكرانيا عضو في الناتو وتبدأ هذه العمليات العسكرية. هل من المتوقع أن نخوض حربًا مع حلف الناتو؟ هل فكر أحد في ذلك؟ “
100 ألف جندي روسي على الحدود مع أكرانيا
نذكر في هذا السياق أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أكرانيا. وتخشى دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة من أن “سيد الكرملين” قد يخطط لغزو شامل.
لا زالت روسيا تنفي ذلك لكنها قالت إنها قد تتخذ إجراء عسكريا غير محدد ما لم تتم الاستجابة لمطالبها الأمنية.
وتهدد الدول الغربية في المقابل بأن أي اجتياح روسي لأكرانيا سيحمل موسكو عقوبات صارمة.
تصريحات وزير الخارجية الروسي
أما وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف فقد قال:
إن الكرملين يريد من الغرب أن يتقيد باتفاق 1999 الذي يقضي بعدم سعي أي دولة على تعزيز أمنها على حساب الآخرين، وهو ما يعتبره محور هذه الأزمة بين روسيا والغرب.
وتتطرق سيرجي لافروف إلى الميثاق الذي وقع في اسطنبول من قبل أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم الولايات المتحدة وكندا، خلال اتصال مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
وقال وزير الخارجية الروسي إن بلينكين قبل بوجوب مناقشة الموضوع بمزيد من التفصيل في حين ركز وزير الخارجية الأمريكي في الاتصال على ضرورة انسحاب موسكو التام وغير المشروط.
تصريحات مسؤول أمريكي
وكذلك صرح مسؤول أمريكي كبير في وزارة الخارجية للإعلاميين بأنه “إذا كان الرئيس بوتين لا يزمع حقا في خوض الحرب أو تغيير النظام، فإن هذا هو التوقيت الملائم لسحب القوات والأسلحة الثقيلة والدخول في مناقشة جادة”.
موقف بوتن حول الأزمة الأكرانية
لم يتحدث بوتين صراحة عن الأزمة الأوكرانية منذ 23 ديسمبر، مما ترك اللبس حول موقفه الشخصي. بينما كان دبلوماسيون من روسيا والغرب يشاركون في جولات متكررة من المحادثات حول هذه الأزمة.
أظهرت تصريحات بوتين يوم الثلاثاء وجهة نظر روسيا التي تسعى للدفاع عن نفسها ضد سياسات الولايات المتحدة العدائية تجاه بلده حيث قال بوتين:
وقال أيضا “بهذا المغزى، فإن أوكرانيا ذاتها هي مجرد وسيلة لتحقيق هذا الغرض”.
“يمكن القيام بذلك بوسائل مختلفة ، من خلال جرنا إلى نوع من الصراع المسلح ، وبمساعدة حلفائهم في أوروبا ، فرض هذه العقوبات القاسية التي يتحدثون عنها الآن.”
تصريحات رئيس الوزراء المجري
أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي تنازع كثيرًا مع زعماء أوروبا الغربية حول الديمقراطية في بلاده، إنه يعتقد بعد محادثاته مع بوتين أن هناك حيزا للوصول إلى حل يرضي الطرفين.
وقال أوربان “لقد اقتنعت اليوم بأن الخلافات القائمة في المواقف يمكن حصرها وأنه من الممكن توقيع اتفاق يضمن السلام ويضمن أمن روسيا ويكون مقبولا للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أيضا”.
روسيا تضع المسدس على رأس أكرانيا
سارع الغرب إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف واتهم بوتين برفع مسدس في وجه أوكرانيا للمطالبة بتغييرات في الهيكل الأمني في أوروبا.
وقال جونسون “من المفروض أن تتراجع روسيا وتتخير نهج الدبلوماسية”. “وأرى أن هذا لا يزال ممكنا. نحن حريصون على الحوار، لكن بالطبع نحن لدينا العقوبات جاهزة، نقدم دعمًا عسكريًا وسنكثف تعاوننا الاقتصادي أيضًا “.
وقال: “هناك 200 ألف رجل وامرأة مسلحين في أوكرانيا، وسوف يبدون مقاومة شرسة ودموية للغاية”. “أعتقد أن الآباء والأمهات في روسيا يجب أن يفكروا في هذه الحقيقة وآمل بشدة أن يتراجع الرئيس بوتين عن مسلك الصراع وأن ننخرط كلنا في الحوار”.
مواقف بعض الأوربيين المناهضين لروسيا
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، الذي يزور كييف أيضًا، إن بولندا ستساعد أوكرانيا في إمدادات الغاز والأسلحة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والاقتصادية.
قال مورافيتسكي: “إذا كنا نعيش بالقرب من جار مثل روسيا، فإننا نشعر بأننا نعيش عند سفح بركان”.
ووقع زيلينسكي، الذي قلل مرارًا وتكرارًا من احتمال غزو وشيك، مرسوماً يقضي بزيادة قواته المسلحة بمقدار 100 ألف جندي على مدى ثلاث سنوات. وحث المشرعين على التقيد بالهدوء واجتناب الفزع.
وقال زيلينسكي إن زيادة القوات “ليس لأننا سنخوض وشيكا اشتباكا … ولكن من أجل أن يسود سلام في أوكرانيا قريبا وفي المستقبل”.