نماذج صياغة و كتابة رسائل العتاب
العتاب في اللغة العربية معناه اللوم أو المؤاخذة. فنقول فلان عاتب فلانا، أي آخذه على شيئ ما قد فعله، أو وجه له لوما على شيئ ما لم يفعله، و كان عليه أن يأتيه.
كأن يلوم الأب إبنه على صنيع بغيض أو جرم .أو أن تعاتب الأم ابنتها على قول غير لائق، أو كأن يعاتب الحبيب حبيبه على قسوة أو جفاء. و اللوم أشد وقعا من العتاب، فقد يوجه اللوم إلى موظف في الإدارة من قبل مديره، و قد يوجه اللوم ضمن لائحة أو منشور إداري تحتى مسمى ( لائحة لوم) و غالبا ما تكون شديدة اللهجة. و قد تسبق الرفت أو الطرد أحيانا. لذلك وجب علينا أن نفرق بين العتاب و اللوم، في الظاهر هما مرادفان لكلمة واحدة ،و لكن في الأصل بينهما خلاف .
موقع (نموذج) يطرق في هذا المنشور، إلى سلسلة من الأمثلة عن رسائل أو خطابات مكتوبة تحمل معاني و عبارات العتاب بوسع المستخدم توظيفها في صياغة عتاب موجه إلى شخص عزيز.
في محتوى هذا المقال
نموذج رسالة أخ يعاتب أخاه
أخي العزيز
تحية عطرة و أشواق و حنين،
يوم بعثت لك رسالتي الأخيرة طالبا منك أن تمدني بمبلغ…….كنت أعلم علم اليقين بأنك ستلبي رغبتي و و تستجيب إلى طلبي بما أعهده فيك من أخوة و شهامة، و محبة كبيرة . وما كان ليدور بخلدي يومذاك أن أخي العزيز سيعتذر عن الإستجابة إلى طلبي ، و لا يرد على رسالتي إلا بعد شهر من وصولها إليه ، إذا كانت الأخوة الكريمة قد وصلت إلى هذا الدرك فكيف يكون موقف أولئك الذين لا إخوة لهم!! ولي الحق أن أعاتب ، و لكن لا بأس فأنت أخي و شقيقي و توأم روحي ، و أن أصفح فهو خير و أقرب للتقوى.
المصدر والتاريخ الإمضاء
نموذج رسالة عتاب من صديق إلى صديق لعدم تلبية رغبته
تحية طيبة وبعد،
سبق لي أن بعثت لكم رسالة إلكترونية أوصيكم فيها بالسيد ……..وهو رب أسرة يحتاج إلى عمل ، و رجوتكم أن توجدوا له عملا في إحدى المصالح التابعة لكم . كان الأمل حينها يخالج نفسي بأنني وفرت بمفضل مساعدتك لهذا الشخص عملا يكرم به نفسه و يغنيه عن السؤال لعلمي بمدى تقديرك لي ، و بالمكانة التي أشغلها في نفسك و لكن يؤسفني أن تخيب رجائي في حين كان بوسعك أن توفر لهذا الشخص عملا حتى ولو كان بسيطا . أنا في غاية الاستغراب و حتى هذه اللحظة لا زال يحيرني ترددك أو تجاهلك لطلبي البسيط.
المصدر والتاريخ الإمضاء
نموذج رسالة عتاب من صديق إلى صديق على قلة الزيارة
تحية و سلاما أما بعد،
لقد قدر لي أن أقوم بزيارتكم مرات عديدة : يوم عدت من تركيا مسلما عليك ، وفي سهرة قضيتها في بيتك ، و يم رزق الله بابنتك سارة ، وفي ختان ابنك مراد ، و استفسرت عن صحتك عشرات المرات عندما تلقيت نبأ مرضك و تركت لك رسائل كثيرة على “المسنجر” دون رد و كلك على “الواتس” ولقد قمت بتلك الزيارات راضي القلب مطمئن النفس لاعتقادي أني أقوم بواجبي نحو صديق كريم وفي المقابل لم تؤدي لي أي زيارة حتى عندما توفيت عمتى لم أتلقى منك أي رسالة تعزية رغم أن الخبر كان منشورا على الصحف و نشرته على صفحتي في الفيسبوك و كذلك من خلال تغريدة على تويتر و لكنك لم تكلف نفسك حتى بإرسال بعض الكلمات البسيطة تطيب الخاطر و تسكن جراح و آلام الحزن و أنت تعلم جيدا مدى ارتباطي و تعلقي بها كيف لا وهي التي ربتني مذ توفي والداي ، هل نسيت يا أحمد كيف كانت تتعامل معك و تعتبرك ابنا لها هل نسيت مدى فرحتها بك يوم نلت شهادة الباكالوريا …؟
الحقيقة التي لا مراء فيها أنني إذ بعثت هذه الرسالة، لا أقصد العتاب و لا اللوم، و لكن هي تعبير عن رجاء و تمني أن تبادلني الزيارات كما عهدتك من قبل.
المصدر والتاريخ الإمضاء
رسالة تحمل عبارات العتاب من أب إلى إبنه
أقبلك و أدعو لك بالهداية أما بعد،
كنت أوصيك يوم غادرتنا أن تراسلنا في كل أسبوع مرة على الأقل أو تطمئننا عليك بواسطة المسنجر أو تستفسر فيها عن أحوالنا أنا و أمك المريضة و إخوتك الذين يتمزقون شوقا لفراقك . و لكنك عملت بالوصية مدة قصيرة ثم انقطعت أخبارك تماما مما جعلني أقلق و أرسل لك هذا التأنيب و العتاب.
ابني وفلذة كبدي لست أدري ما الذي دفع بك إلى أن تسلك معنا هذا النهج ، هل حبنا لك و اهتمامنا البالغ بك ، وعدم تقصيرنا في شيئ تجاهك جعلك هكذا أم الدرس والمثابرة حال بينك و بين السؤال عن أبيك أبوك الذي أفنى عمره ليجعلك تتعلم و تبدو على الحالة التي فيها أنت الآن أبوك الذي تجرع كؤوس الحنظل لتكون أنت في أبهى صورة أمام أقرانك أبوك الذي حرم نفسه من كل شيء ليوفر لك لوازم الجامعة .
ابني الحبيب هذه الرسالة هي الأخيرة التي أرسلها إليك طالبا منك أن تغير هذا النهج و تسلك طريق البر بالوالدين و السلام.
المصدر والتاريخ الإمضاء
نموذج عتاب موجه من خطيب إلى خطيبته
لم يعد بمقدور هذا القلم أن يكتب ، ولم يعد باستطاعتي أن أدفعه إلى الكتابة ، لكثرة ما كتبت و ما عاتبت . و لم تبقى عبارة واحدة من عبارات الحب و الهوى و الإخلاص إلا و كتبتها . و أنت يا (سلمى) كما أنت كالصخرة لا تلين . أكل هذا لأني لم أشتري لك الهاتف المحمول الذي طلبت؟ و متى يا حبيبتي رفضت لك طلبا ؟ متى قصرت و متى تأخرت ؟ لقد كنت يا (سلمى) النبع الصافي و النبض الدافئ في وجداني . كنت البسمة المشرقة التي تنير دربي ، كنت يا حبيبتي الفجر الذي يغمرني أملا أو يقصر الحبيب نحو حبيبته في شيئ . هل يعقل يا حبيبتي أن أعود من السفر ولا أراك عند وصولي في المطار؟
اليوم أبعث لك هذه الرسالة عاتبا و ما كنت لأفعل إلا بعد أن استنفذت صبري. فهل لك أن تعودي راضية غير كارهة لنستعيد ذكريات حبنا و لنعود إلى سعادة أصبحنا نفتقدها؟ أعتقد أنك فاعلة لأني مدرك تمام الإدراك أنك لازلت تؤمنين بالحب الذي بيننا…
المصدر التاريخ الإمضاء
رسالة من خطيبة إلى خطيبها تعاتبه فيها
هل تدري حاجة الزهرة إلى نور الشمس؟
وهل تعرف كم تشتاق الفرشات إلى الرياحين؟
وهل تدرك ظمأ العطشان إلى الماء؟
وهل تعرف مدى حاجة الجريح إلى البلسم؟
أنا كذلك في حاجة إليك..
و لكن أين أنت ، وعد بلا وفاء ، تقسم و لا تأتي ، أراك تجاهلت حبي ، أو نسيت عهدي ، كل يوم تزداد نفورا وقد كنت بالأمس القريب تفتش عني كما يبحث التائه في الصحراء عن قطرة ماء..
بلى يا حبيبي ، تبدلت ، وتناسيت عهدا كتبناه بالدموع والزفرات ، وحفرته على شغاف قلبي بآهاتك ، حتى إذا رضيت بك، وجلست إلى جوارك أنعم بوجودك ، تناسيتني . نعم تناسيت كل شيء حتى إسمي أكاد أجزم أنك نسيته.
لك أن تتناسى ، و أن تبحث عن سواي . فهل تريد مني أن أتناساك لأنك لم تقدر حبي ، إن لم تكتب لي ردا أو جوابا فسوف تكون هذه أخر رسالة مني إليك.
المصدر التاريخ
رد الخطيب إلى خطيبته على رسالة العتاب و اللوم
شكرا لك على هذه الكلمات و العبارات الرقيقة ، و شكرا يا حبيبتي على هذا اللوم و العتاب . كيف لي أن أتبدل ياحبيبة العمر. و أنشودة حياتي، و أنت ربيعي ؟ كيف أنساك و أنت ملاكي الطاهر ؟ كيف أدرك حاجة الزهر إلى ضياء الشمس ، وحاجة الفراشات إلى زهور الحقل ، و لا أدرك حاجتي إليك ، و إلى كلماتك ، و ابتسامتك ، و إلى لمسة بريئة من يديك يا أنشودة الأناشيد و يا لحن هذا الوجود .
بلى يافتاتي أعرف كل ما تقولين و أشعر بما تشعرين ، و لكن هل يوم عاتبتني بحثت عني لتعرفي أين كنت؟ لقد كنت مريضا ، متعبا منهكا القوى و كنت مع ذلك أذكرك و أرتل بإسمك نشيدي الأبدي .
عتابك الشديد جعلك غير مدركة لنداء قلبي المنكسر، لقد حان لنا أن نلتقي لنجدد عهد الحب بيننا . فإلى لقاء قريب ……..
المحب والمخلص دوما ( فلان)
المصدر والتاريخ (إختياري) الإمضاء ( إختياري)
خاتمة
كانت هذه سلسلة من رسائل العتاب محملة بالكثير من عبارات اللوم ، عادة ما تستخدم في هذا الصنف من الرسائل ، يمكن للقارئ أن يستفيد منها لتوجيه العتاب إلى شخص عزيز أو قريب أو صديق.
تجدر الإشارة في هذا السياق أن رسائل العتاب يجب أن لا تحمل في طياتها معاني متصلة بالغضب أو الكراهية حتى لا تخرج عن وظيفتها الأساسية وهي مجرد لفت انتباه المتلقي إلى مسألة أو حثه على التواصل مع المرسل وهي في المحصلة جسر تواصل و لكن بأسلوب خاص.
رسائل العتاب و اللوم يجب أن تحمل في طياتها معاني الحب و الخير و الوصال لأن الذي يعاتب غالبا ما يكون محبا مخلصا فلا يعاتب العدو عدوه و لا الغريم غريمه بل نجد المحب يعاتب حبيبه و الصديق يعاتب صديقه و الأم تعاتب إبنها وهكذا…