معنى رؤية نهاية العالم وفناء الدنيا في المنام
تفسير نهاية العالم في الأحلام
نهاية العالم في المنام تؤول على عدة أوجه و معاني ، فهي للمؤمن بشارة خاصة إذا كان مكروبا و مهموما أو حزينا. و هي في منام الظالم و الجائر و الكافر تحذير. و يؤول حلم نهاية العالم وفقا للمشاهد ، فمن الناس من يرى في المنام نهاية العالم بواسطة حريق هائل ونيران مستعرة في كل مكان . و منهم من يرى نهاية العالم تقترب بواسطة فيضان كبير و أمواج عاتية تتقلب في البحر. و منهم من يرى هول يوم القيامة مثل تصدع الجبال و زلزلة الأرض . ومنهم من يرى طيرا عظيما يقذف مدينته بالحجارة المشتعلة . و منهم من يرى كائنات غريبة و متوحشة تخرج من المكان. و منهم من يرى خروج الأموات من القبور. كل هذه المشاهد لها تفسير، أحد هذه التفاسير هو نفسي بالأساس و التفسير الثاني قد يكون موصولا بمعنى معين و هذا ما سنكتشفه تباعا في الفقرات اللاحقة.
في محتوى هذا المقال
نهاية العالم وفناء الدنيا في منام العزباء
من كانت مؤمنة بيوم البعث و النشور و رأت في منامها العالم يفنى فذلك تأويله أنها باقية على ايمانها . فإن رأت من هول القيامة شيئا عليها ان تزيد من الطاعات و العبادات حتى لا تضيع الأجر و الثواب في لهو الدنيا و عبثها .
و يوم القيامة يدل على زوال الكرب لمن كانت من العازبات تعيش ظلما أو حيفا أو قسوة . و يوم القيامة يدل على نهاية الآلام لمن كانت تحيا و تعيش في الطاعات مؤدية لفروض دينها خاصة الصلاة .
و يوم القيامة في منام العزباء اذا ابتدآ بهول و انتهى بخير، فهو يدل على خير مقبل خاصة اذا ما رأت بعد الهلع مكانا اخضر جميل فيه زرع و نبات و فاكهة . مثل هذه الرؤى تعبر عن خاتمة حسنة و ربما رأت في غضون اشهر قليلة فرحة كبيرة تليق بما كانت تترجاه و تتمناه.
و يوم القيامة لبعض الطالبات و التلميذات قد يرمز الى يوم الامتحان لأنه يحاكيه في الخوف و الهوس و يشبهه . و الامتحانات في العقل اللاوعي تستتر رمزيا وراء مشاهد تشبه مشاهد يوم القيامة خاصة منها الامتحانات التي قد تحدد مصير الرائية و مستقبلها.
لا يجب على العزباء أن تنزعج تماما من رؤية يوم القيامة . بل على العكس يجب أن تطمئن و تشكر الله أنه ذكرها به ، لتتجنب اهواله من خلال فعل الخير و البر و الاحسان.
و أن لا تغرنها الدنيا ، لأن الفناء هو مصير كل شيء .و السعيد في هذا الوجود كله هو الذي من سيلاقي ربه بعمل صالح و قلب مؤمن تقي .
نهاية العالم وفناء الدنيا في المنام للمتزوجة
ترى نهاية العالم من كانت في كرب وهم و حزن ،و تراه المظلومة التي تعيش الضيم و الخوف في وقت و آن. و تراه المتزوجة اليائسة و ربما تراه أيضا من لا تقيم الفرائض و تشعر بذنب ترك الصلاة .
يدل حلم نهاية العالم في منام المتزوجة على وجوب النأي بالنفس عن بعض الصغائر من الأمور. و التي تفسد النفس و الدين و يدل على تذكير بضرورة اتباع النهج القويم و الابتعاد عن طلب حوائج الدنيا مما قد يرهق الزوج .
فهناك من المتزوجات من يطلبن ما لا يقدر الزوج على تلبيته. يوم القيامة هنا يذكرهن بأن متاع الدنيا زائل. و من كانت من المتزوجات تسأل الرفاه و النعيم فلتهرع الى ربها بالسؤال و الدعاء و ليس الى زوجها فالكريم المجيب هو الله وحده و لا أحد سواه.
أما من كانت تعيش في كرب و حزن وهم ،و رأت في المنام البحر ينفجر و الموج يعلو و يقترب نحوها ، فإن الخير يقترب. و من رأت النار في نهاية الدنيا فالنار هنا أمان لمن كانت تكبلها الأحزان.
و النار للمتزوجة المهمومة شفاء، و من رأت الجبال تتصدع و تسقط فإن تغييرات كبيرة سوف تحدث لها في المستقبل. تغييرات قد تأتي بالخير، و نقول لكل متزوجة رأت هول يوم القيامة بأن لا تجزع و لا تكتئب. فلتهرع الى كتاب الله و تفتح سورة القيامة، و تقرأ ما تيسر لها من الأبيات ثم تتوضأ و تصلي عسا أن تكون رؤيتها بشارة. لأن الصلاة هنا تجلي الهم و السوء و الحزن و تطهر النفس و من كانت نفسها طاهرة فلا تخف ابدا.
نهاية العالم وفناء الدنيا في المنام للحامل
تحسبها الحامل رؤيا مروعة مفزعة قاتمة كئيبة ،الا أن نهاية العالم في منام المرأة تبشر بنهاية متاعب الحمل أو نهاية كرب أو حزن.
نهاية العالم وفناء الدنيا في المنام للمطلقة
من كانت من المطلقات في طاعة و إيمان تسعى نحو الخير فإن رؤيتها ليوم القيامة تبشير بنهاية احزانها و نهاية الأحداث السيئة .الفرج قريب و الأمل قريب و مفاتيح الخير مقرونة بما سوف تأتيه من عمل صالح.
و من كانت في غير طاعة أو تاركة للصلاة ،عليها حينئذ ان تتذكر أن نهاية العالم مهما طال بنا العمر هي اقرب إلينا من حبل الوريد. لذلك وجبت الطاعة و الصلاة و العبادة و التذرع لله في كل لحظة و ينطبق هذا التأويل على الأرملة أيضا.
نهاية العالم وفناء الدنيا في المنام للرجل
من كان في غير طاعة و لا إيمان فهذا المنام يذكره بضرورة العودة الى رحاب الله. و من كان مؤمنا متعبدا صالحا فرؤيته لنهاية الدنيا أو العالم هي نهاية ألمه و حزنه و مرضه و عوزه و نهاية قيده ان كان محبوسا أو أسيرا.
فإذا رأى المؤمن نهاية العالم فلا يجزع حتى و ان رأى الهول و النيران. لأن تلك المشاهد العنيفة قد تلتهم الخوف العميق في نفسه، شريطة أن يكون عبدا صالحا لا يعمل في الربى و لا يظلم و لا يقهر و لا يسطو و لا يسرق و لا يهتك و لا يفسق. فإن كان في نفسه شيء من السوء عليه ان يتذكر ان الدنيا لن تدوم له و ان نهاية العالم قريبة و ان حسبها هو بعيدة و لقد وصف الإمام علي الدنيا فقال:
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها، تَركُ ما فيها . لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها ،إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها. فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها. أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها. أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها . كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها. لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها.