الإوز في المنام : تفسير حلم الإوز لإبن سيرين

نواصل أيها الإخوة الكرام رحلتنا الممتعة و الشيقة في تصفح كتاب تفسير الأحلام الكبير للشيخ العلامة و الفقيه محمد ابن سيرين ، حيث نطالع هذه المرة تفسيره حول رؤية الإوز في المنام و ما يرتبط بها من رموز و معاني و دلالات . 

هذه المقالة سوف تعرض لكم بأسلوب مبسط ما ذكره ابن سيرين حول هذا الطير و سوف نردف المقالة بأخرى تعنى برؤية الإوز في منام المتزوجة و العزباء و الحامل كما سوف نظيف بإذن الله تعالى مقالا يشرح وجهة نظر علم النفس حول حلم الإوز حيث نتعرف فيها على الدلالات و المعاني وفق منهج و قراءة غربية تختلف عن تفسير ابن سيرين و لكنها أكثر ملائمة لروح العصر و تغيرات الواقع . 

نأمل أن يحظى المقال بإعجابكم و أن يجد طريقه إلى النشر داخل صفحاتكم الاجتماعية . 

تفسير الإوز في المنام لابن سيرين 

جاء ذكر الإوز في كتاب تفسير الأحلام ( أكبر موسوعة عربية و إسلامية في تعبير الرؤى) ضمن الباب الخامس و الثلاثين تحت عنوان الطيور الوحشية و الأهلية و المائية و سائر ذوات الأجنحة و صيد البحر و دوابه حيث قال المفسر الجليل :

الإوز في المنام ، نساء ذوات أجسام بمعنى بدينات و قال أيضا الإوز مولود ذكر أحيانا يدل على المال و الرزق الطيب . أما عن صوت الإوز في الحلم فإن ابن سيرين لم يستحسنه و قال فيه نواح وهو دال بالتالي على اللوعة و الحزن ….

أما الذي يرى في حلمه كأنه يرعى الإوز ( و كان من الرجال) فإنه يولى أمر قوم أصحاب منزلة و ينال منهم وراء ذلك أموالا . وقالت العرب قديما : أن الإوز رجل صاحب هم و حزن ولكن له سلطان وجاه في البر ووراء البحر و بين الأمصار و البلدان ( تاجر ، أو رجل أعمال في زمننا هذا) .

كما أضاف ابن سيرين في معرض حديثه عن الإوز بأن الذي يصيبه ( بمعنى اصطده أو أمسكه) في البحر تلد زوجته ولدا ( ذكرا دون الأنثى) .

أتى رجل ابن سيرين و سأله قائلا : رأيت في منامي كأني أخذت كثيرا من الإوز في الماء فذبحت الأول فأجابه الشيخ الجليل : إن لم ترد الماء فذلك تأويله رياش تصيبه ( أي ثروة يجمعها دونما تعب) وقال إن رأيت طائرا بجناحيه يحلق فوق رأسك فتلك رياسة و (الرياسة قد تكون حكما أو ملكا أو منصبا أو مرتبة مشرفة ) لقول الله تعالى في سورة { ص} الآية {19} .

 وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ

فإذا رأى صاحب الحلم أو الرؤيا كأن الطيور تحلق في بيته أو محله فتلك الملائكة الكرام و الله أعلم .

قيل أن بعض الغزاة رأى كأن حلاقا حلق رأسه و خرج من فمه طائر أخضر(يقصد الإوز ، لأن القصة وردت في باب الحديث عن الإوز دون سائر الطيور) ثم حلق ذلك الطائر في السماء و كأنه رجع من حيث ولدته أمه ثانية ، فقص تلك الرؤيا على أصحابه ثم فسرها لنفسه قائلا: أما حلق رأسي فمدلوله ضرب عنقي ، و أما الطائر فإنه رمز للروح التي هي في جسدي و أما صعوده في السماء فمعناه دخولها الجنة بسلام و أما العود إلى بطني أمي فيدل على عودة الجسد الفاني إلى الأرض و التراب . و قيل إن ذلك المحارب أو الجندي قتل في اليوم الثاني بعد رؤيته تلك .

وجاء رجل محدثا ابن سيرين بقوله : رأيت كأن طائرا ( على الأرجح إوزة ) جاء من السماء ثم وقع بين يدي ، ففسرها ابن سيرين : تلك هي بشارة لك تأتيك فتفرح و تسر بها كثيرا . 

هذا مجمل أو مختصر ما ذكر عن الإوز في تفسير ابن سيرين ، حاولت عرضه في هذه المقالة بأسلوب مبسط ولكن مثلما تلاحظون التفسير مقتضب و ينقصه الكثير من العمق و التحليل لذلك سوف نحاول جعل هذه المقالة مجرد مدخل إلى تفسير طائر الإوز في المنام و ليس التفسير كله إذ كان من الضروري البدء برأي ابن سيرين قبل التوغل في التفاسير الأخرى تقديرا لقيمة ذلك الشيخ في تعبير الرؤيا لذلك نوصي بقراءة المقالات المرتبطة بهذا المنشور و التي سوف تنشر لاحقا و تباعا لهذا الموضوع .

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى