القسيس في المنام
يختلف تأويل القساوسة والكهنة ورجال الدين المسيحيين عموما من مجتمع إلى آخر. أما ابن سيرين فقد كره في تأويله رموز المسيحية في منام المسلم وقد اتبعه في ذلك عبد الغني النابلسي وابن شاهين. حيث عبر جميعهم رؤية القسيس كونها دلالة بدعة أو ضلالة وذلك وفقا للمنهج الإسلامي في تعبير الرؤيا. بينما تعتبر رؤية القسيس أو الراهب في المجتمعات المسيحية بشارة. في هذا المقال سوف نطلع وإياكم على تفسير ابن سيرين والنابلسي وكذلك تفسير خليل ابن شاهين الظاهري لرؤية القسيس في المنام. نتمنى للجميع متابعة جيدة للموضوع.
في البداية دعونا نتعرف على معنى القسيس
القسيس أو القس وجمعه قساوسة هو خادم الكنيسة أو سيدها وهو يهتم بشؤون العبادة. أصل الكلمة سرياني “قشيش” ومعناها الشيخ أو الرجل صاحب المرتبة العليا.
القس هو ثاني رتبة في الكهنوت المسيحي بعد رتبة الأسقف وتليها رتبة الشماس ولكن جميعهم لهم نفس الدلالة في تفسير الأحلام وهي الدلالة المتصلة بالرهبان والكاهن.
في محتوى هذا المقال
الراهب والقسيس والكاهن في المنام
تفسير ابن سيرين
قال ابن سيرين في كتابه (تفسير الأحلام الكبير): من رأى في منامه كأنه أصبح راهبا (قسيسا) فإنه يأتي بدعة ويفرط في إظهارها للناس لقوله تعالى في سورة الحديد …
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
جاء في التأويل أيضا، أن رؤية القسيس في المنام تدل على ضيق في العيش وتعسر في الأمر. وقيل أيضا: القسيس في المنام يدل على الخوف والرهبة والوجل أو الذعر.
وفقا لتفسير ابن سيرين، القس والراهب والكاهن في المنام يدل على مكر أو خديعة وقيل رؤيتهم جميعا تدل على التيه والبهتان.
حكاية تليق بهذا الفصل
رأى أحد الأعراب في منامه كأنه يرتدي ثوبا من الصوف مثل رداء القساوسة و الرهبان وفي وسط ذلك الثوب كستيج (أي خَيْطٌ غَليظٌ يَشُدُّهُ القسيس فَوْقَ ثوبه دُون الزُّنَّارِ)، و في قدميه قيد، و على كتفيه طيلسان(شالٌ) عسلي اللون، و رأى في ذلك المنام كأنه يقف في مزبلة، وفي يده طنبور يضرب به، وهو مستند على جدار الكعبة، فطلب الأعرابي من ابن سيرين أن يعبر له تلك الرؤيا فأجابه: أما ثوب الصوف فهو في التأويل ورع و زهد و كستجيه يرمز إلى قوة العقيدة والإيمان. واللون العسلي في الطيلسان فهو دليل حب القرآن (لأن العسل في المنام يرمز للقرآن) والقيد في القدمين يدل على ثبات الرائي في دينه وعقيدته. والوقوف في المزبلة يدل عل جعله الدنيا تحت قدميه (أي ترك الدنيا والتفرغ للعبادة والزهد) وضرب الطنبور في المنام يدل على نشر الحكمة بين الناس واستناد الرائي (صاحب الحلم) إلى جدار الكعبة فهو توكله على الله سبحانه وتعالى.
تفسير النابلسى
جاء في كتاب تعطير الأنام للشيخ النابلسي:
-رؤية الراهب والقسيس والكاهن تدل في المنام على أصحاب البدع الذين يضللون الناس عن السبيل القويم.
-قيل أيضا: القسيس في المنام يدل للرجل على نقص في دينه وتقصير في شؤونه.
-أما إذا رأى صاحب المنام كأنه أصبح راهبا فإن كان للمسلمين فهو في ظلالة وإن كان للمسيحيين أو النصارى فهو صاحب نفوذ وعلو شأن بينهم.
-ومن رأى الرهبان والقساوسة يدخلون بيته فإن هلعا وفزعا يحل في داره. فإن رآهم مجتمعين حول مائدة طعامه يأكلون منها فذلك تأويله نقصان وخسران في رزقه.
-فإن اتشحت ملابسهم بالسواد فتلك أيام يقضيها الرائي في تعب أو كمد. فإن رآهم في ثوب أخضر أو أبيض فذلك تأويله زوال المحن والمآسي.
-فإن رأى الصليب في أيديهم أو معقودا على صدورهم فإنه يقع فريسة لأشخاص أصحاب مكر وخديعة.
تفسير الظاهرى
قال خليل بن شاهين الظاهري في كتابه الإشارات في علم العبارات: الراهب أو القسيس في منام الصالحين ورع وخشية لله عز وجل. وهو في منام الماكرين وأصحاب البدع يدل على السوء والضير وما ينجم عنهما من شدة أو محنة وألم.
-ملاحظة: هذا التأويل ينطبق على كافة رجال الكنيسة مثل البابا والبطريرك والأسقف والخوري.
-تنويه: هذا التأويل لا ينطبق على المسيحيين والأقباط والأرثدوكس والكاثوليك لأن القسيس في أحلام النصارى عموما يعد رمزا إيجابيا للغاية.
-المصادر: تمت صياغة هذا الموضوع بالرجوع إلى المصادر التالية:
- تفسير الأحلام الكبير لابن سيرين
- تعطير الأنام في تعبير المنام للنابلسي
- الإشارات في علم العبارات للظاهري