تفسير القلم في المنام لابن سيرين
ورد ذكر القلم في كتاب تفسير الأحلام الكبير المنسوب للشيخ العلامة ابن سيرين ضمن الباب الخامس والأربعين وهو فصل مخصص لتأويل النقش والمداد والورق والكتابة والشعر. حيث يقول ابن سيرين في تفسير حلم القلم:
القلم في المنام يدل على ما يذكر الإنسان به والذي على إثره أو بسببه تنفذ الأحكام وهو رمز الحاكم والسلطان والعالم واللسان وكذألك السيف والولد الذكر.
والمداد أو الحبر في التأويل قوة الرجل وربما دل على بذره وزرعه.
القلم في التأويل يدل على الحق والعدل والكتابة بالقلم دالة على زيادة الرؤيا أو البصيرة وهي ضمير المؤمن وآماله في اليقظة.
قيل في التأويل: القلم في الرؤى يدل على العلم، فمن رأى في حلمه كأنه أصاب قلما فإنه ينتفع بعلم يناسب ما رأى في منامه كأنه يكتبه أو يسطره أو يدونه أو يسجله.
قيل كذلك: القلم في الحلم يدل على الدخول في كفالة أو ضمان لقوله تعالى في سورة آل عمران، الآية (44):
ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ.
يحكى في هذا السياق من التفسير: أن رجلا قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جانبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلما أخر فأخذته وكتبت بكلاهما جميعا فسأله المفسر الجليل: هل لديك غائب أو مغترب؟ فقال الرجل نعم، فقال ابن سيرين: كأن الغائب يعود إليك. وكان على الأرجح لذلك الرجل ولد مفقود منذ أمد بعيد.
إن رأى الكاتب في منامه كأنه يمسك قلما بيمينه أو دواة فإنه يأمن الفقر لحرفته، فإن رأى كأنه تناول دواة الكتابة بأكملها فإنه يصيب من كتابته تلك رياسة وسيادة فتجعل منه شخصا مرموقا في مجتمعه، ويجري هذا التفسير على كل شخص يمسك في منامه أداة حرفته، مثل الحلاق الذي يمسك المقص أو القصاب الذي يمسك السكين أو النجار الذي يمسك المنشار.
المبراة التي يبرى بها القلم في الحلم قد تدل على ابنة بارة أو ولد محسود لأنها في التأويل تعادل السكين وجميع الأدوات الحادة.
القلم في التأويل يدل على الأمر والنهي أو الولاية وقيل كذلك: القلم رأس القوانين والشرائع.
القلم في الرؤى يدل على الولد الكاتب أو المشرع أو القاضي.
يروى في هذا الباب من التأويل: أن رجلا رأى في منامه كأنه نال قلما فقص رؤياه تلك على معبر فقيل له: يولد لك غلام (ولد) فيتعلم علما حسنا يفيد به قومه أو أمته.
المصدر: من كتاب تفسير الأحلام الكبير لابن سيرين
الدواة: قنينة زجاجية يوضع فيها القلم والحبر، أي المحبرة.