الإهانة في المنام | تفسير حلم الاذلال والتحقير
أيها السيدات والسادة، أهلا بكم جميعا في موقع تفسير الأحلام وتعبير الرؤى، في هذا اللقاء سوف نتطرق إلى تفسير الإهانة في المنام حيث نتعرف وإياكم على الدلالات التالية: التعرض للإهانة والاستهزاء والتوبيخ والاحتقار في الحلم نتمنى لكم متابعة طيبة لهذا الموضوع.
في محتوى هذا المقال
تفسير التعرض للإهانة في المنام
التعرض للإهانة في المنام من قبل شخص أو مجموعة من الأفراد هو شعور أو إحساس يحاكي الواقع بمعنى آخر، أن الذي يرى في حلمه كأنه يهان هو في الواقع قد يكون معرضا لذلك إذا لم يتخذ الإجراء المناسب.
الأشخاص الذين يرون باستمرار في أحلامهم كأنهم عرضة للإهانة قد يكونون من الذين يعانون الرهاب الاجتماعي Social anxiety disorder وهو صنف من الاضطرابات النفسية التي قد تحدث للمرء عندما يتحدث أمام مجموعة من الأشخاص فينتابه شعور بالتوتر والخوف أو عندما يشعر كأنه داخل دائرة الضوء حيث يخشى أن تظهر عليه علامات الخجل فتتسبب له في الإحراج و مثل ذلك تلعثم اللسان و الارتباك و ارتجاف اليدين ، هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يرون في أحلامهم التعرض للإهانة والسخرية من طرف زملاء العمل أو الدراسة و السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى ضعف الثقة بالنفس .
السبب الثاني الذي قد يجعل الرائي يقع في موقف مهين في الحلم هو عدم القدرة على التواصل مع المحيط الاجتماعي، الأسرة، الحي الذي يسكن فيه، مكان العمل، المدرسة، الجامعة وهكذا … محدودية الذكاء الاجتماعي وعدم القدرة على التكيف مع العلاقات الاجتماعية المعقدة قد تكون سببا رئيسيا في جعل الأشخاص يتعرضون في أحلامهم إلى الإذلال والتحقير والازدراء.
أما العامل الثالث الذي قد يجعلنا عرضة للإهانة في أحلامنا هو التطابق بين الحلم والواقع حيث يعمل عقلنا الباطن أثناء فترة النوم على استحضار واسترجاع بعض المواقف في اليقظة فإن كان الرائي قد قام بفعل في يقظته يستدعي الإهانة، فإن عقله الباطن قد يضعه في ذلك الموقف بتفاصيله كاملة، مثال ذلك أن يكون الرائي في يقظته قد سرق شيئا من أبيه، عقله الباطن سوف يعمل على تأنيبه أثناء فترة النوم فيرى في منامه كأن والده يوبخه أمام اخوته أو الجيران.
الإهانة في منام العزباء
قد تتعرض الفتاة العزباء في منامها إلى الإهانة من قبل صديقة أو زميلة أما أسباب هذا الحلم فهي عديدة منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي وأحيانا تفسر الإهانة في الحلم بعكسها أي التكريم أو التعظيم.
حكاية تليق بهذا الباب
رأت احدى الفتيات في منامها كأنها تحظر حفل زفاف بهيج والأرجح أن يكون ذلك زفاف إحدى قريباتها، تقول الفتاة في رسالتها للموقع: كنت جالسة وسط مجموعة من البنات نتجاذب أطراف الحديث وفجأة اغتاظت مني ابنة خالتي وبدأت بتوبيخي وتأنيبي وإهانتي أمام الناس وقد وصفتني بأبشع الصفات متهمة إياي بسرقة خاتمها الفضي وهو الخاتم الذي كنت أرتديه في ذلك العرس. فشعرت بخجل كبير أمام قريباتي خاصة شقيقة خطيبي التي كانت تجلس بيننا.
تضيف الفتاة: الحقيقة أن هذا الخاتم لي وقد أهدته لي والدتي منذ سنتين تقريبا وأنا لا أفهم سبب تصرف ابنة خالتي ولماذا تعمدت تحقيري بتلك الكيفية. (انتهى الحلم)
التفسير: عندما قرأت هذه الرسالة طلبت من الرائية بعض التوضيحات بخصوص علاقتها بابنة خالتها التي رأت في المنام كأنها توبخها. فأجابتني بأن العلاقة بينهما جيدة و لا يوجد خلاف حقيقي بينهما فظننت وأنا أفسر الحلم بأن الرائية قد تكون مخطوبة لشخص كانت ابنة خالتها تريده لنفسها، استفسرتها حول تلك المسألة إلا أنها قد نفيت قطعيا أن يكون بينهما صراع أو خلاف حول ذلك الخطيب و لكنها أوضحت لي بأن ابنة خالتها تفوقها بتسع سنوات وهي لم تتزوج بعد ، فأصبح تفسير الحلم بالنسبة لي واضحا وهو كالآتي : صاحبة الحلم كانت تخشى بشكل صريح حسد الأخريات خاصة اللاتي لم يرتبطن بعد ، فعمل عقلها الباطن على تجميعهن في الحلم من خلال حفل الزفاف، استجابة لاعتقاد راسخ لديها أنها محسودة من قبل قرينتها و أنها قد تكون عرضة للهمز و اللمز بسبب الغيرة أو شيئا من هذا القبيل و بالفعل استجاب عقلها اللاشعوري إلى ظنونها تلك و صور لها ابنة خالتها تهينها و تتهمها بسرقة الخاتم الفضي و الذي هو في الأحلام رمز للزواج أو العريس أو الحظ .
الحقيقة أن ابنة الخالة لم تكن تحقد على الرائية ولكن الحلم جاء بهذا السيناريو الغريب نسبيا، حتى يزيح لدى الرائية الشعور بتضخم الأنا والتعالي نظرا للأفضلية التي تشعر بها مقارنة بابنة خالتها التي لم تتزوج بعد وقد تجاوزت سن الثلاثين…
في الواقع، الذي أهانها ووبخها في الحلم هو عقلها الباطن، هذه الفتاة لديها في الواقع حس مرهف وهي تخشى إحراج الآخرين لذلك السبب انقلب الأمر فأصبحت هي في وضع مهين عكس الحقيقة والواقع.
عندما ترى العزباء كأن خطيبها أو حبيبها يهينها
الأجواء التي قد تجمع الفتاة بحبيبها أو خطيبها في الحلم غالبا ما تكون ودية للغاية فإن حدث في الرؤيا ما يخرج عن إطار الود مثل العراك والشجار والشتم فذلك قد يعكس وجود تباين أو خلاف بينهما لم يظهر بعد للعيان،الأحلام غالبا ما تستبق الأحداث وتظهر لنا ما قد نراه في المستقبل، المسألة ليست متعلقة بالخوارق أو قراءة المستقبل ولكنها توقعات العقل الباطن التي تستند إلى معطيات في اليقظة.
إذا رأت الفتاة في منامها كأن حبيبها يهينها أو يحقر من شأنها فذلك قد يعود إلى تصرف غير سوي قد قامت به تجاهه في اليقظة ولم تشعر به، إلا أن اللاشعور قد أدرك ذلك الخطأ وحاول إظهاره في المنام حتى تتجنب الوقوع فيه ثانية.
الشخص الذي يهينك في الرؤيا قد تكون مشاعره تجاهك إيجابية للغاية لأن بعض الأحلام تؤول بعكسها.
عندما ترى العزباء كأنها تهان من قبل الزملاء أو الأصدقاء
إذا رأت العزباء أو البنت في منامها كأن احدى صديقتها أو زميلتها تهينها فذلك قد يكون له دلائل متعددة فإن كانت في الواقع على خلاف مع تلك الصديقة فالإهانة هنا تعتبر من حديث النفس وهي محاكاة للواقع ولا يمكن بأي حال من الأحوال تأويل ذلك الحلم أما إذا كانت العلاقة بينهما جيدة فالإهانة في هذا السياق تؤول بالتعظيم أو الاحترام.
إن المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل تعد في تفسير الأحلام من الأماكن المعبرة عن محيط الرائي الاجتماعي وهي تعكس مدى اندماج الرائي اجتماعيا فإن رأى في أحلامه تلك الأماكن مريحة أو حميمية فالرائي عندئذ قد يشهد نجاحا اجتماعيا باهرا و إن ظهرت تلك الأماكن غريبة أو مزعجة فذلك قد يدل على اضطراب أو قلق اجتماعي في الأفق. عندما تتعرض العزباء للإهانة من قبل زميلتها في العمل أو المدرسة فذلك تعبير عن مشاعر الخوف والتوتر اللذان يسيطران عليها في الوقت الراهن.
تفسير الإهانة والتحقير والإذلال في منام المتزوجة
عندما ترى المتزوجة في منامها كأن زوجها يهينها
إن المشاكل الأسرية لها تأثير كبير على أحلامنا، عندما تتفاقم الخلافات بين الأزواج فإن بعض تلك الخلافات تقفز على مسرح الأحلام لتعيد صياغتها على نحو دراماتيكي متزايد فترى الزوجة في الحلم كأن زوجها يعنفها أو يحقرها أو يذلها هذا التطور المتسارع ناجم عن الانفعالات السلبية المتراكمة والتي لم تجد تصريفا إيجابيا لها في اليقظة.
انعدام أسلوب التحاور بين الزوجة وزوجها قد يدفعانها في الحلم إلى التصعيد الذي قد يكون مرة عنفا مسلطا ضدها وفي مرة أخرى قد يتسلط ذلك العنف على الزوج نفسه، فترى المرأة في منامها كأنها تشتمه أو تذله وتقذفه بعبارات نابية وأخرى بذيئة لا يجوز التفوه بها.
عندما ترى المرأة المتزوجة كأنها تهان من طرف الجيران
العلاقة السيئة مع الجيران قد تكون عاملا أساسيا يجعل الرائية في منامها ترى كأنها تتخاصم معهم أو تتبادل معهم عبارات نابية مؤذية، إذا استندنا إلى علم التأويل فإن المهان في الحلم أفضل من المهين كما المَشْتوم أفضل من الشاتم والمضروب أفضل من الضارب فإذا رأت المتزوجة في منامها كأنها تتعرض للإهانة والذل من قبل الجارة فذلك قد يدل على منفعة أو مكرمة قد تنالها الرائية من الجارة التي رأت كأنها تذلها.
أما إذا استندنا إلى التحليل النفسي للأحلام فالمسائل قد تتغير تماما، مثلما أشرنا منذ بداية المقال هناك عوامل نفسية كثيرة قد تجعل المرأة توضع في حلمها داخل دائرة الاحتقار، أبرز تلك العوامل هو الاضطراب والقلق الاجتماعي والذي يسمى إكلينيكيا بالرهاب الاجتماعي وهو خوف مرضي من مخالطة الناس أو الظهور أمامهم أو التعامل معهم.
الشعور بالنقص أو عقدة الدونية قد تجعل المرأة المتزوجة ترى نفسها في وضعيات اذلال وإهانة سواء من قبل الجيران أو أفراد العائلة أو حتى الغرباء.
الإهانة والاحتقار والاستهزاء في منام الرجل
كرامة الرجل هي أهم شيء في حياته، كلما ازداد الرجل حرصا على صون كرامته وعرضه داخل المجتمع كلما كان وضعه أحسن وأداؤه الاجتماعي أفضل لهذا السبب نجد أن معظم الرجال تقريبا لديهم حساسية خاصة تجاه هذا الموضوع حتى أن مفهوم الرجولة نفسه يكاد يختلط مع مسألة الكرامة والرجل العربي أو الشرقي يكره أن يوضع في موقف مخزي أو مهين.
إن الرجل الذي يرى في أحلامه كأن شخصا يصغره أو يحقره أو يحاول النيل من كرامته قد يكون في يقظته يعاني من ضعف ما قد يولد لديه مركب نقص، الحلم في هذا الصدد يعد مناورة من قبل العقل الباطن لدفع الرائي إلى تجاوز شعوره بذاك النقص.
إن الأوضاع التي قد تضعنا فيها الأحلام هي في الواقع تجارب محفزة لتدريب جهازنا النفسي حتى يحسن التعامل مع هكذا أوضاع في اليقظة.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا التفسير، نلتقي إن شاء الله مع موضوع جديد من تفسير الأحلام، حتى ذلك الموعد، تقبلوا مني فائق عبارات الشكر والامتنان.