تفسير دخول الجنة في المنام ورؤية النعيم
من رأى الجنة في المنام ولم يدخلها، فإن رؤياه تلك بشارة وهي دالة على خير في عمله وسعيه ودأبه في الدنيا.
جاء في كتاب (تعطير الأنام) لمؤلفه الشيخ عبد الغني النابلسي: من رأى الجنة دار النعيم وكان مهموما فإنه يبلغ غاية ويحقق ما تمنى وقيل يكشف عنه الضر والأذى ولا يغتم بعد رؤيته تلك أبدا.
دخول الجنة في المنام
أما الذي يرى في منامه كأنه يريد أن يدخل الجنة فيمنع من دخولها، فإنه يبعد عن منصب أو ولاية أو حج… وقيل تمنعه نفسه عن التوبة من المعاصي وقيل أيضا من يرى كأنه يمنع من دخول الجنة فإنه يصر على ارتكاب ذنب أو جرم أو معصية.
أما الذي يرى في حلمه كأن أبواب الجنة مغلقة أمامه، فإن أبواب الخير توصد أمامه في الدنيا، فإن قصد غاية أو أراد تحقيق أمنية فإنه لا يبلغها إلا بشق الأنفس أو لا يبلغها أبدا.
وقيل أبواب الجنة في المنام ترمز إلى الأبوين، فإن رأى صاحب الحلم كأن بابا منهما قد أغلق في وجهه أو كلاهما، فذلك تأويله سخط الوالدين فإن فتحت في وجهه أبواب الجنة فإن أبويه يرضيان عنه كل الرضى فلا يموت إلا في شيبة صالحة…
أما الذي يرى في المنام كأنه دخل الجنة فإنه ينال سعادة وأمنا في الدارين، فإن رأى الملائكة تدخله الجنة فإن عمره يطول حتى يدرك الحج ويتم دينه كله فيتم الله عليه بذلك نعمته.
أما الذي يرى في المنام كأن شخصا يعرفه يدخله الجنة، فإنه يتعظ ويتوب على يد ذلك الشخص. وقيل أيضا من رأى نفسه يدخل الجنة بلغ مرادا ويحقق مقصدا بعد مشقة أو صبر أو مكابدة أو عناء لأن الجنة مطمح كل مؤمن ومؤمنة.
من دخل الجنة بثياب بيضاء أو رأى وجوها كأنها النور الساطع كالشمس في السماء، فإنه في الدنيا يخالط علية القوم وأكرمهم وأتقاهم وقيل من رأى ذلك فإن الناس يحسنون إليه في الدنيا ولا يصيبه الأذى أبدا… حتى يلاقي ربه. وقيل من دخل الجنة فهو في طاعة وحفظ من الله سبحانه وتعالى.
أما الذي يرى الجنة ونعيمها فلم يدخلها، فإنه في دنياه تارك للدين والعبادة معرض عن الصلاة جحود للنعم قيل يحيا في الشقاء والضنك.
فإن سمع الرائي في منامه كأن شخص يخبره بأنه من أهل الجنة، فإنه يصيب ميراثا أو تركة، فإن كان الرجل أعزبا وسمع في منامه كأن شخصا يدعوه لدخول الجنة فإنه يتزوج لأن الزواج يضاهي شيئا من النعيم.
أما الفردوس في التأويل فهو منزلة المهتدين والعلماء فمن رأى في منامه كأنه دخل الفردوس فإنه يكون من أهل العلم أو النخبة أو خاصة الخاصة…إما كاتبا أو مفكرا أو عالما أو إماما أو قاضيا وقيل الفردوس في منام الرجل يدل على عبقرية كامنة في ذاته.
فإن دخل الرائي الجنة وهو مبتسم فإنه يصيب خير في الدنيا وينال في آخرته أحسن جزاء، لأن الابتسامة في التأويل دالة على الخيرات والحسنات وقيل هي تعبير عن البشائر كلها…
جاء في التأويل من دخل الجنة بسيفه أو سلاحه أو فرسه، فإنه في الدنيا شخص داعية يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحارب الأهواء والنزوات والفتن… وقيل ينال منزلة حسنة وثوابا وقيل يحسب لدى الله شهيدا حتى وإن مات على فراشه وليس قتيلا…
فإن رأى صاحب الحلم كأنه تحت ظل شجرة من أشجار الجنة أو يأكل شيئا من ثمرها، فإنه ينال حظا وفيرا في الدنيا فإن كان في روضة من رياضها فإنه ينال رزقا واسعا من حيث لم يحتسب وقيل أيضا: قصور الجنة تدل على القصور في الدنيا فمن رأى قصره في الجنة دخل قصرا في الدنيا أو نال منصبا أو شرفا أو تقديرا وقيل يحظى بمنزلة لدى الحكام والأمراء…
أما ثمار الجنة في التأويل فهي رزق لطالب المال في الدنيا، وهي علم نافع لمن اعتكف على الدرس والبحث. ومن رأى كأنه يشرب ماء من الجنة أصاب مالا كثيرا لا ينفد. فإن شرب فيها خمرا زالت كروبه كلها. وإن كان مشربه فيها لبنا فتلك هداية من الله يصيبها بعد ضلالة. وقيل كل شراب الجنة في التأويل خير وما من رجل رأى في منامه كأنه يغترف بيديه من أنهار الجنة إلا ونال في دنياه رفعة وخيرا بقدر ما تمنى وتشهى.
فإن رأى الرجل في منامه كأنه متكئ على فراش من فرش الجنة فإنه يصيب في الدنيا امرأة عفيفة وصالحة. وقيل فرش الجنة و زرابيها المبثوثة دالة على نعيم الدنيا وخيراتها.
فإن رأى صاحب المنام كأنه يمد يده ليأكل من ثمار الجنة فلا يبلغها أو يرى كأن شخصا يصده ويمنعه عنها، فإنه في الدنيا لا يقيم وزنا لدينه. وقيل من رأى ذلك فإنه يصد الناس عن الإيمان والمبرات ويدفع بنفسه إلى الأذى أو لا يصدها عن المحرمات.
ومن رأت من النساء كأنها تلتقط ثمار الجنة وتطعمها لغيرها، فإنها تكون في الدنيا امرأة صالحة تصنع الخير وتنفع الناس، لا تخون أمانة ولا تمشي بالنميمة، تقيم الصلاة، تزكي نفسها بالتقوى وتنأى بها عن الأهواء والزلات…
ومن رأى كأنه بدل موضعه من الجنة إلى النار فإنه يتم بيعا فيه خسران. وقيل يأكل ثمن ما قبض وينفقه في الملذات حتى ينتهي به الأمر في دنياه من الغنى إلى الحاجة والفقر والسؤال…
فإن رأى صاحب المنام كأنه يشرب من ماء الكوثر فإنه ينال رفعة ويصيب منفعة وقيل الكوثر في المنام ظفر ونصر ونجاح.
من دخل قصرا من قصور الجنة في المنام فإنه في الدنيا يخالط ملكا أو حاكما أو وزيرا… فإن كان الذي رأى الحلم شابا أعزبا فإنه يتزوج الحسان من النساء …
فإن رأى الرجل في منامه كأنه يتزوج فتاة من الجنة فإنه في الدنيا يبلغ أمنية ويحقق غاية منشودة.
أما الذي يرى رضوان خازن الجنة فإنه ينال فرحة ونعمة، يطيب عيشه ويهنأ باله وينجو بنفسه من الأذى والبلايا.
فإن رأى صاحب الحلم كأن الملائكة يسلمون عليه في دار النعيم فإنه ينال من الله مغفرة في الآخرة وربما تكون منزلته رفيعة في الجنة.
فمن دخل الجنة هو وزوجته وعياله، فإنه يصيب خيرا في الدنيا وسعة في الرزق. وقيل الجنة في هذا السياق تدل على المنازل والديار والحدائق والمزارع والبساتين والرياض.
أما الذي يرى كأنه يأكل من طلح الجنة المنضود أي الموز، فإنه يصيب أجرا طيبا أو حسنة. ومن جلس في الجنة يستظل بشجرها أمن في الدنيا ونال في الآخرة خير ثواب.
دخول الجنة في المنام يدل أيضا على التوبة وإصلاح الشأن وقيل من دخل الجنة في الحلم يهجر الرجس في اليقظة وينتقل من حال إلى حال أفضل. فإن تكسب من حرام في الدنيا ورأى كأن الجنة تفتح أمامه فتلك رحمة من لدن الله يصيبها إن هو تاب توبة نصوحا خالصة.
دخول الجنة يدل على التخلص من البأس والبلاء، فمن كان مريضا ورأى الجنة فإنه بحمد الله يشفى. فإن كان تاجرا ورأى الجنة فإن تجارته تزدهر. فمن كان في خصومة أو نزاع ورأى كأنه يسكن الجنة فإن الطمأنينة تسكن قلبه أو يدخل في صلح ووفاق مع خصمه أو عدوه.
فإن رأت العزباء في منامها ملك الجنان فإنها تصيب بركة فإن تمنت الزواج فإن ملك الجنان بشارة لها بأن زواجها أمسى قريبا.
أما الأرملة التي ترى في نومها كأنها تدخل الجنة فإنها تتزوج إن هي تمنت ذلك.
ومن رأى في الجنة صحبه وأهله وعشيرته يدخلون دار النعيم فإنه ينال منهم الرضا فلا يذكر في مجلس إلا وكان ذكره طيبا كطيب وروح الجنان.
أما الذي يرى في منامه كأنه دخل الجنة من باب الريان، فإن الله يدخله الجنة في الآخرة لصومه وقيامه الليل. والجنة أيضا تدل في التأويل على الحج المبرور والجهاد والنهي عن المنكر. وهي للعالم دليل معرفته وغزارة علمه. والجنة أيضا ترمز في الحلم إلى دار يأمن فيها الرائي من بطش عدوه.
أما حور الجنة والولدان فرؤيتهم في المنام تدل على الهداية والرزق والذرية الصالحة والأزواج وقيل أيضا الحورية في المنام تدل على الفتاة البكر المحافظة على عفتها.
نهر الماء في الجنة يرمز إلى الرزق والكسب والمال أما نهر اللبن فيدل على الهداية والفطرة والإيمان. ونهر العسل في الجنة يدل على العلم والقرآن أما نهر الخمر فهو في التأويل تصوف.
أكل ثمار الجنة في المنام يدل على ما صلح من أعمال ونيات فمن رأى كأنه أصابا شيئا منها فتلك حسناته التي قد يجزى بها في الآخرة خير جزاء…
أما الذي يرى في منامه كأنه يطرد من الجنة فإن كان غنيا افتقر. وإن كان في نعمة فقد كفر بها أو جحدها حتى تزول … فمن رأى ذلك عليه أن يستغفر الله كثيرا ويعود إلى رشده فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ولا يفوت من دينه شيئا حتى ينال الرضى من الله سبحانه وتعالى فيرضى.
المصدر: تمت صياغة المقال بالرجوع إلى كتاب (تعطير الأنام في تعبير المنام) لمؤلفه الشيخ عبد الغني النابلسي.