تفسير رؤية الدبور في المنام
أيها الإخوة والأخوات، نواصل في هذا المقال التحدث عن دلالة وتفسير الحشرات في المنام، أما الموضوع الأساسي الذي نتناوله، فهو تفسير الدبور والدبابير في المنام، وفق ثلاث قراءات جوهرية وهي تفسير ابن سيرين و تأويل النابلسي وكذلك شرح خليل بن شاهين الظاهري، نأمل أن يحظى الموضوع إعجابكم، وأن تجدوا فيه التأويل المناسب .
في محتوى هذا المقال
الدبور أو الزنبور في المنام تفسير ابن سيرين
الدبور في المنام، شخص غوغائي من الأوباش، وهو محارب ومقاتل.
دخول الدبابير أو الزنابير بكثرة إلى موضع أو مكان، يدل على هجوم الجيش والعساكر ذوي الشجاعة والبأس والشدة، وقيل الدبابير ترمز إلى قوة الحاكم وجنده وعسكره… وهي دالة على الحرب والنزاعات والقتال…
الدبور في موضع آخر من التأويل يرمز إلى الرجل المجادل في مسائل الباطل، وهو سفيه دنيء لا مروءة له ولا دين.
لسعة الدبور أو لدغته أو قرصته تدل على كلام سيئ وإفك، مصدره الأوباش و الأراذل من الأشخاص.
صوت و طنين الدبور في الحلم
صوت الدبور في المنام، يرمز إلى مواعيد أو عهود كاذبة، من شخص يطعن في الأعراض ويقول الدنيء والسيئ من القول في حق الأشراف من الناس.
صوت الدبور أو الزنبور في الحلم دال كذلك على النميمة من قبل الفاسقين و الجائرين والحاقدين…
الدبور واليعسوب والذباب في الحلم
كل هذه الرموز في المنام تدل على ضعفاء الأنفس من الناس، والدبور على وجه الخصوص، يرمز إلى الرجل السافل، فمن رأى في منامه كأنه يدهس دبورا أو يقتله فإنه يظفر بسافل ويقهره أو يكشف كيده للناس.
فإن تعرض الرائي إلى لسعة الدبور فإنه في يقظته يتعرض إلى مكر المخادعين فيصيبه منهم الكرب والقهر.
مثل الدبور في التأويل كمثل اليعسوب والذباب والبعوض وسائر الحشرات المؤذية التي يمقتها الإنسان عموما و الدبور في المنام لا يختلف كثيرا عن الحية والعقرب وسائر الحشرات البغيضة التي تعيش على قتل فرائسها…
الدبور في المنام | تفسير النابلسي
الزنبور أو الدبور في الحلم، يرمز إلى العدو المقيت، وأحيانا يرمز الدبور في الرؤى إلى اللصوص والبلطجية وقطاع الطرق.
وقيل كذلك الدبور في الحلم، يرمز إلى الرجل الذي يتكسب من الحرام والرذيلة وهو الفاسق والمجرم.
فإن رأى صاحب الحلم كأن الزنابير دخلت مدينته أو بلدته فإن السفلة من القوم يجاورونه …
كثيرا ما يدل الزنبور أو الدبور في الحلم على الرجل سفاك الدماء أو القاتل أو المجرم ويدل أيضا على الشخص سيئ الطبع البغيض الذي لا ترجى من ورائه منفعة.
يحمد في التأويل أو تفسير الأحلام، أن يقتل الرائي الدبور أو يدهسه أو يضربه بخفه أو نعله أو حذائه… فإن هو رأى ذلك، فإنه ينجو من عدوه أو يظفر به حتى يغلبه أو يدفع عن نفسه المضرة والسوء.
الدبور أو الزنبور في الحلم تفسير خليل بن شاهين الظاهري
الدبور في المنام أو الحلم يدل على رجل صاحب همة وبأس، فمن رأى في المنام كأن دبورا يعضه أو يلسعه أو يلدغه أو يقرصه، فإنه في يقظته أو صحوه يتعرض إلى غم وهم من قبل رجل بغيض أو امرأة سليطة اللسان…
ومن رأى مجموعة كبيرة من الدبابير تلاحقه، فإنه في يقظته يتعرض إلى ملاحقة من طرف العساكر أو حرس الدولة أو الجيش أو الشرطة.
الدبور كذلك يرمز في الحلم إلى شخص ماكر، لا يمكن التخلص منه إلا بمكر وخديعة، أو بواسطة شخص يماثله في البأس والشدة والدهاء…
أما الذي يرى في منامه كأنه ينش الدبابير بمذبة، فإنه يصيب فائدة ويبعد الضرر عن نفسه وعن أهله.
فإن رأى صاحب الحلم كأنه يطارد الدبابير ويخرجها من بيته، فإنه يتخلص من هموم كثيرة والرؤيا على أية حال تعد في هذا السياق خيرا.
فإن رأى صاحب الحلم أو المنام، كأنه يطرد الدبابير أو الذباب عن غيره، فإنه يدافع عنه أمام الناس ويكذب قولهم السيئ فيه…
روي أن شخصا من الصالحين الأتقياء رأى في منامه محمد ابن إسماعيل البخاري قائما على رأسه ينش الدبابير والذباب بمذبة، فأولها العلماء بأنه يبعد الكذب والزور والبهتان في نقله لحديث رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
بهذا نكون أيها السيدات والسادة، قد أتممنا تفسير الدبور في المنام وفق ما جاء في أشهر كتب تفسير الأحلام وهي كتاب تفسير الأحلام الكبير لابن سيرين و كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام للشيخ عبد الغني النابلسي وكتاب الإشارات إلى علم العبارات لمؤلفه خليل ابن شاهين الظاهري، وهؤلاء جميعا يعدون صفوة معبري الرؤى وفق المنهج الإسلامي في تفسير الحلم.
نلتقي إن شاء الله، مع موضوع جديد من تفسير الأحلام، حتى ذلك الموعد، تقبلوا منا فائق عبارات الشكر والتقدير، على حسن اهتمامكم ومتابعتكم لما تنشره مدونتنا من مقالات…