تفسير مفترق الطرق في المنام

إذا رأى شخص في منامه كأنه في مفترق الطرق، فإن معنى الحلم يبدو واضحا للغاية: إذ يتوجب على الرائي أن يختار بين الطرق أو يحدد الطريق الذي يقوده الى هدفه مباشرة فقد تتعدد السبل ولكن طريق النجاح غالبا ما تكون واحدة خالية من العراقيل والحفر والمطبات ونحو ذلك.

يعتقد بعض المفسرين أن رؤية مفترق الطرقات في المنام، يعد عرضا او اقتراحا من طرف العقل الباطن لصاحب الرؤيا، بمعنى أدق، هذا الحلم يعد توجيها ضمنيا للرائي بأن يسلك طريقا قصيرا أو طويلا أو يدله على الأماكن التي قد تظهر فيها الحواجز والموانع وهي في الأصل محاكاة لما قد يتعرض له الإنسان من عراقيل في حياته.

بعض تلك العراقيل يكون سببها القدر وبعضها الآخر سببه اشخاص بعينهم وبعض من تلك العقبات يصنعها الرائي لنفسه دون أن يشعر.

مفترق الطرقات في المنام هو دعوة من قبل اللاوعي بضرورة التريث والتمعن مليا في الأفق قبل اتخاذ أي قرار مصيري حتى يتجنب صاحب الرؤيا الندم.

مفترق الطرقات في المنام هو وقفة تأمل مركزية في الحياة وقفة تستدعي كل القدرات والإمكانيات حتى يتسنى للرائي إختيار الطريق المناسب.

في واقع الأمر؛ حلم مفترق الطرقات يبدو غاية في الأهمية ويجب اخذه على محمل الجد. بعض هذه الأحلام قد ترشد الرائي الى الطريق الصحيح إذا ما استشعر فحوى الرسالة وتبين معانيها.

إذا كان الرجل أعزب أو كان في بداية مشوار الحياة، فإن مفترق الطريق قد يظهر في منامه رمزا صريحا و واضحا. إن هذا الحلم بما ينطوي عليه من إشارات مرورية ضوئية او علامات قد يكون انعكاسا لحالة تأمل و توقف تستوجب وضع القدمين على الطريق الصحيحة.

في هذا الحلم قد يرمز مفترق الطريق إلى جملة من الاقتراحات لاختيار وظيفة أو مجال في الحياة العملية قد يكون الرائي في هذه المرحلة متردد بين عمل وآخر بين شعبة دراسية و أخرى بين السفر أو البقاء في ارض الوطن. التردد هنا هو ما يجعل مفترق الطريق يظهر في الحلم و لعل الإشارة الخضراء أو الضوء الأخضر يكون دالا على أن الطريق الذي اختاره الرائي في يقظته يبدو صحيحا و سليما و يؤدي الى الهدف المنشود .

فإذا كانت الإشارة المرورية برتقالية أو صفراء فإنها تحذر الرائي من مغبة المجازفة وتدعوه الى المزيد من التريث.

أما الإشارة الحمراء فهي تدل على أن الطريق الذي اختاره الرائي في اليقظة يبدو غير صحيح أو مليء بالمنزلقات أو تتخلله مطبات. في هذه الاثناء على الرائي أن يغير طريقه وأسلوبه ونهجه في الحياة، وأن يعيد النظر في كل حساباته سواء كانت عملية او اجتماعية أو حتى أسرية، الحلم هنا يبدو تحذيرا صريحا لا لبس فيه يجب قراءة الرسالة على هذا النحو لتجنب المنزلقات.

أما إذا كان الرائي متزوجا، فرؤيته مفترق الطرقات في الحلم قد تتخذ معاني عديدة، لعل أبرزها ان الرائي قد عاش فترة عصيبة من المشاكل في حياته الزوجية، لعله فكر في الطلاق ألف مرة و لكنه لم يفصح عن ذلك خوفا من تشتت الأبناء أو تشتته هو، الحلم بمفترق الطرقات غالبا ما يأخذ هذا المعنى، تبدو كل الطرق مسدودة كل أساليب الحوار مع الزوجة لم تعد مجدية، أسئلة كثيرة قد تقفز الى ذهنه -هل أطلق؟- هل اصبر على ما أصابني في سبيل أن لا أشتت ابنائي؟ هذه الأسئلة هي الطرق التي رآها في المنام، بعضها مؤلم و بعضها مظلم و بعضها شائك و بعضها صعب لا أحد بوسعه ان يقرر مكان الرائي، و لكن في هذه الحالة عليه ان يستعين بالحكمة لأن الطلاق يظل أسوأ اختيار و في غالب الأحيان يؤدي الى مشاكل أكبر لذلك على الرائي أن يصبر ويجاهد في سبيل إصلاح شأنه وشأن زوجته، يجب أن يصاحبها في الدنيا بالمعروف حتى وإن أبدت هي إليه الإساءة أو تسببت له في ضير، إن جزاء الصابرين هو الفرج فإذا وقفت في منامك في مفترق طريق و كنت تعيش حالة من الضيق في حياتك الزوجية فلا تختر تطريق الطلاق بل يجب عليك أن تسلك طريق الأمل و الصبر .

مفترق الطرقات قد يكون متفرعا الى اربع اتجاهات و هذه الاتجاهات الأربع قد تتعلق بأهم أربعة أشياء في حياة الشخص وهي الصحة و المال و العمل و الحب. فأنت قد تختار طريقا وتترك آخر، قد تختار الحب و تترك المال، قد تختار الصحة و تترك العمل، إن الوقوف عند مفترق يؤدي الى اربع اتجاهات هو وقوف قدري وقوف مصيري عليك أن تحدد طريقا واحدا و لكن لا تغفل البقية، فإذا اخترت المال لا تهمل الصحة و اذا اخترت العمل لا تهمل الحب.

إذا كانت الرائية أو صاحبة الحلم عزباء و رأت في منامها كأنها تقف في إشارة مرور أو مفترق طريق فهذا الحلم يتحمل اكثر من معنى و دلالة غالبا ما ترى الفتيات مفترق الطرق عند بداية مشوارهن في الحياة الدراسية والعملية، الفتاة ترى مفترق الطرق لأنها حائرة بين أمرين او ثلاثة او اربع على سبيل المثال أختار الجامعة أو تكوين قصير؟ اختار شعبة القانون أو المحاسبة؟ اختار ان اسافر أو أبقى في بلدي و أقبل هذه الوظيفة او تلك؟ اقبل العريس الذي اختاره لي أبي ام انتظر حبيبي؟ أسئلة و أسئلة تزدحم في عقل الرائية و بعض هذه الأسئلة يستوجب حسما لأن عامل الوقت مهم في هذه المسائل. في الاثناء يمكن للحلم أن يدل العزباء او الفتاة الى الطريق الصحيح من خلال إشارات هي تفهمها مثل الإشارات الخضراء أو ابتسامة شرطي المرور أو مظهر الطريق نفسه. إن الحلم أحيانا ينطوي على الحل لكن يجب قراءته قراءة صحيحة و غالبا ما يكون الرائي قادرا على تفسير حلمه فهو يستشعر الخير قبل غيره إنما النفس ادرى دوما بشؤونها.

أما بالنسبة للمرأة المتزوجة فإن مفترق الطرقات له كذلك دلالات تحاكي واقها اليومي، صراع مع الزوج مثلا، خيار متاح أمامها و لا تعرف كيف تحسم ذلك الاختيار، و على سبيل المثال مسألة الطلاق قد تخطر على بال المتزوجة عندما تنسد أفق الحوار مع الشريك، فتجدها ترى في أحلامها طريقين: طريق طويل و متشعب وهو طريق الصبر و التحمل و طريق قصير مليء بالمآزق وهو طريق الانفصال.

و كما اشرنا سلفا أسوء الخيرات هو أسهلها و اقصرها، ليس الطلاق هنا خيارا صائبا بل الأفضل التمسك بالتوازن الأسري و تحمل الآلام لأنها في النهاية زائلة. أنصح في هذا السياق عدم التسرع بل انصح كل من ترى هذا الحلم وهي تفكر في الطلاق بأن تتراجع عن ذلك الخيار لأنه مكروه شرعا و عواقبه سيئة للغاية .

مفترق الطرقات بالنسبة لبعض المتزوجات قد يكون متصلا بالرزق او الكسب و مثل ذلك ان تداهم الرائية حيرة او تساؤلات فيما إذا يستوجب عليها ترك الوظيفة و البقاء في البيت للعناية بالأطفال أو قبول الوظيفة وترك الأبناء لدى الجدة أو الاستعانة بمربية أو دور الحضانة، كل اختيار له تكلفة لذلك يجب ان تختار المتزوجة ما يضمن لها الاستقرار المعيشي دون أن يتسبب ذلك في إهمال الأطفال.

مفترق الطرقات في منام المتزوجة قد يكون ناجما عن خيارات متعلقة بالسكن هل أبقي في بيت أهل زوجي ؟أم أستأجر بيت آخر؟ هل اشتري بيت جديد أم أبقي في صيغة الكراء؟ هل اسكن في قلب المدينة قريبا من العمل أم خارجها بعيدا عن الضوضاء؟ هذه الحالة غالبا ما يعقبها حلم مفترق الطرقات لأنه مثلما أشرنا في بداية المقال، مقترن باختيارات فإذا اخترت حلا فليس بوسعك الاحتفاظ بالحل الاخر، لذلك ينتاب الرائية الكثير من الحيرة والتململ لكنها في النهاية سوف تهتدي الى الطريق السليم عندما تحكم العقل وتغلبه على العاطفة.

المطلقة أيضا و الأرملة بوسعهما أن يرين في احلامهن مفترق الطريق وهذا الحلم غالبا ما يترجم خيارات يتوقف عليها مستقبل الرائية و مثل تلك الخيرات ان تبقى المطلقة او الأرملة دون زواج أو يجب عليها أن تقبل بالشخص الذي تقدم لخطبتها و تبدو هذه الأسئلة صعبة للغاية خاصة اذا كان لدى المطلقة أو الأرملة أبناء و لكن في النهاية قد تهتدي الى الحل المناسب طالما حكمت عقلها ومشاعرها بصفة متوازنة.