الآذان في المنام تفسير النابلسى
قال النابلسي في كتابه الشهير (تعطير الأنام في تعبير المنام): الأذان في المنام يدل على الحج إذا كانت الرؤيا في الأشهر الحرم (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة)، ولعل الاذان في الحلم يدل كذلك على الوشاية بما يؤجج نار القتال أو الفتن إذا كان في غير موضعه أو ميقاته، وربما نبه الآذان في الحلم إلى وجود الأخطار والأهوال.
الآذان في المنام إذا كان في وقته فإنه يدل على علو القدر والمنصب وهو في التأويل تشريف وكلمة مطاعة، وربما دل الآذان للأعزب على الزوجة.
الآذان في الرؤى كثيرا ما يعبر عن الأنباء والأخبار الحسنة.
إذا كان الآذان في المنام إلى غير القبلة، أو كان بغير اللغة العربية، أو كان المؤذن قبيح الملامح، فهو حينئذ يدل على الأخبار الزائفة والنميمة، وربما دلت الرؤيا على انتشار المارقين وأصحاب الفتن في ذلك البلد.
والمؤذن في المنام، إذا كان معروفا فهو في التأويل الداعي إلى الحق، وقد يدل على الوكيل أو عاقد الزيجات بالنسبة للعزباء، أو مبعوث الحاكم أو حاجبه، أو المنادي في ساحات الوغى والقتال.
إذا سمعت المرأة تؤذن في مئذنة المسجد ظهرت في ذلك الموضع هرطقة أو بدعة كبرى، وإن أذن الفتيان الصغار أو الأطفال استحوذ المارقون على الحكم أو انقلب على السلطان أعوانه، سيما إذا كان الأذان في غير مواعيد الصلاة.
ومن رأى كأنه يؤذن على منارة وكان أهلاً للحكم نال سلطانا بقدر ما بلغ صوته وانتهى إليه، وإن لم يكن أهلاً لذلك زاد خصموه، وإن كان متاجرا وسعت تجارته بقدر ما بلغ صوته وانتهى إليه.
وقد يدل الأذان في منام المتزوجة أو الحامل على الدعاء المستجاب، أو على الأمان والخلاص من مكر إبليس وأعوانه من الإنس والشياطين.
ومن رأى في منامه كأنه يؤذن في بئر، فإنه في يقظته يدعو إلى التقوى والإحسان، ومن رأى غير المسلم يؤذن في الناس فإن خائنا يقيم بينهم، وربما كان المؤذن صاحب هرطقة يدعو الناس إلى الكفر أو المعاصي.
ومن رأى أنه يؤذن وكان مسلما فإنه يأمر الناس بالمعروف. ومن رأى كأنه يؤذن ولا يستجيب لآذانه أحد، فقد تهجره زوجته أو أولاده. ومن رأى أنه يؤذن على سطح جاره فإنه يخونه أو يغتابه.
ومن رأى أنه يؤذن فوق سطح الكعبة فإنه يبتدع في شؤون الدين أو يشتم أصحاب الرسول صلى اللّه عليه وسلّم.
ومن رأى أنه يؤذن منبطحا فإن زوجته تؤذي الناس بلسانها، فإن كان الرائي أعزبا ورأى في منامه كأنه يؤذن مضطجعا فإنه يتزوج ابنة الإمام أو المؤذن… ومن رأى كأن شخصا يؤذن في الأسواق فذلك الشخص قد يكون لصا أو أفاكا أو محتالا.
ومن رأى أنه يؤذن على باب الحاكم أو القاضي فإنه يدلي بشهادة حق. والأذان في الأزقة والميادين يدل على حياة مرفهة ومن رأى كأنه يؤذن في موكب أو محفل أو قافلة فإنه يُتهم في جرم أو يفتضح له أمر.
وربما دل الأذان أيضاً على مفارقة الشريك لشريكه خاصة إذا سمع الآذان من شخص لا صلة له بالصلاة أو المسجد. ومن رأى أنه يؤذن في موضع متهدم صار ذلك المكان عامرا وكثر فيه البيع والشراء.
ومن رأى أنه يؤذن في الحمام أو المغسل فإنه يصاب بالحمى. والأذان بصوت مرتفع أو بذكر المولى عز وجل يدل على التقرب إلى أهل الدين أو أصحاب المنزلة الرفيعة، خاصة إذا كانت المناداة إلى الصلاة بصوت حسن وأداء صحيح أو كان الناس في إصغاء وانتباه إليه.
أما إذا تبدل الآذان، أو حدث تغيير في صيغته أو لفظه، أو كان المؤذن مكشوف العورة فذلك تأويله استهتار بالدين أو بشريعة الإسلام.
ومن رأى أنه يؤذن في جمع غفير من الناس فإنه يدعو أهله إلى الحق وهم عنه معرضون. وربما أشار الأذان في الحلم إلى الزيادة في التقوى والورع والعلم. وقد يكون الأذان في المنام استدعاء إلى الرائي من طرف الحاكم أو القاضي.
ومن رأى أنه يؤذن ولا يتذكر التكبير فإنه يحبط في أمر أو يدركه ضرر. ومن رأى أنه يؤذن في السماء وقد استجاب له الناس فإنه يصير محبوبا لديهم. ومن رأى أنه أذن مرة أو مرتين، وأقام الصلاة فإنه لا يفارق الدنيا حتى يتم فريضة الحج.
ومن رأى أنًه يؤذن على جبل أو ربوة أو تلة فإنه يصيب ولاية أو امامة أو مكانة كبرى، وإن لم يكن أهلاً لذلك كله، فإنه يصيب تجارة أو حرفة أو مكسبا، فإن رأى أنه أنقص من الأذان أو أضاف إليه بعض الكلمات، فإن الناس يلحقون به الأذى بقدر ما زاد وما أنقص من الأذان.
ومن رأى كأنه يؤذن على جدار أو بنيان فإنه يدعو أهله إلى الوفاق والصلح. وإن أذَن فوق مسكن فإن صاحب ذلك البيت يموت أو يقع في منزله ذاك مكروه.
ومن رأى صبيا يدعو إلى الصلاة فإن ذلك الصبي يكون رحمة وبراءة لأبويه. ومن رأى كأنه يؤذن في سبيل العبث واللهو والمجون فإن الله قد يجرده من عقله وماله. ومن سمع المؤذن في السوق دلّ ذلك على هلاك تاجر من أهل السوق.
ومن رأى كأنه يؤذن فوق مزبلة فإنه يتستر برداء التقوى على مفسدة.
المصدر: كتاب (تعطير الأنام في تعبير المنام) لمؤلفه الشيخ عبد الغني النابلسي بتصرف من الناشر محرر هذا المقال.