نبذة مختصرة جدا عن شخصية الملك الصالح نجم الدين أيوب
الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب لقب بـ أبي الفتوح...
كان الصالح أيوب ولدا للسلطان الأيوبي الملك الكامل محمد، والدته جارية تسميتها “ورد المنى”، وشقيقا للسلطان العادل أبو بكر بن الكامل، وحفيداً للسلطان الملك العادل أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي.
وكان أبوه الملك الكامل قد استقر في مصر في سنة 615هـ، بعد رحيل والده الملك العادل الذي كان قد قسم مملكته بين أنجاله قبل موته ومنح مصر للملك الكامل.
والملك الكامل هو من أتم بناء قلعة الجبل التي بدأ في إعمارها عمه صلاح الدين الأيوبي وكان الكامل أول من قطن قلعة الجبل من عواهل مصر وفيها ولد الصالح أيوب في سنة 603هـ.
توفى السلطان الكامل تاركاً ولده العادل في مصر وابنه الصالح أيوب في بلاد الشرق.
وبعد قتال طويل بينه وبين أخيه العادل، مروراً بحبسه هو وزوجته “شجرة الدر” في قلعة الكرك، الي تحرير الملك الناصر داود له من الكرك، وخروج العادل للكرك لإعادة اخيه الي الاعتقال حيث انقلب عليه امراءه وأسروه.
وفي 24 ذي القعدة سنة 637 وصل الصالح أيوب إلى بلبيس، ونزل في خيمة العادل المعتقل، وفي باكر صباح اليوم التالي دخل الصالح أيوب القاهرة، أما الناصر داود فقد عاد من بلبيس إلى الكرك وقام بتسليم القدس للصليبيين.
وجلس على عرش مصر بمساندة من أكابر الأمراء ومماليك والده “المماليك الكاملية”، وخطب له في الجوامع، وزخرفت البلاد وقلعة الجبل وأعجب الناس لما عرفوه عنه من حسب ومروءة.
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب، أول من جمع المماليك البحرية وجعل منهم قوة حربية كبرى، وهو الذي بنى قلعة الروضة، وهو آخر سلاطين الأيوبيين، وسيطر على القلعة، واستولى على ما تبقى بها من ثروة تركها أخيه.
نجح في محاربة قبائل الصعيد من أجل الوصول إلى السلطة، وتزوج إحدى جواريه وهي “شجرة الدر” التي أصبحت فيما بعد ملكة مصر.
وقد وصـفه المقريزي بأنه كان مقداما وخلوقا ومتكلما ومهابا وكثير الحياء ومصون اللسان، وكان الصالح أيوب عكس أبيه الملك الكامل، كان شجاعًا جسورا، وكان صارما إلى درجة البطش.
واجه السلطان الصالح انتفاضات بعض طوائف الجند فبدأ في تكوين جيش جديد يخلص له ويطيعه فاشترى آلاف المماليك والأتراك الذين تركوا أوطانهم في آسيا الصغرى بسبب هجومات المغول واتخذ الصالح أيوب منهم جندا منظمًا.
دخل الصليبيون مدينة دمياط في 6 يونيو 1249 دون قتال، وحولوا الجامع إلى كنيسة وأقاموا أسقفا فرنسيًا للمدينة، وكان شهر يونيو هو شهر فيضان النيل فرجح الملك لويس أن ينتظر حتى ينتهي الفيض حتى لا يقع فيما وقعت فيه الحملة الخامسة.
عندما انتهى موسم الفيضان بدأ لويس زحفه إلى القاهرة، وفي تلك الأثناء توفى السلطان الصالح، فأخفت قرينته شجرة الدر خبر موته حتى لا يخور الجنود المقاتلون، وأرسلت في استحضار ابن زوجها توران شاه من حصن كيفا “بالشام” وفي تلك الأثناء تولى بيبرس رئاسة العسكر، حيث نجح بيبرس في دحر الجيش الصليبي وأُسر ملكهم لويس التاسع سنة 648ه.