شهر يناير: أصل التسمية ومعناها تاريخيا وميثولوجيا لدى العرب والأمازيغ والرومان

يناير هو الشهر الأول في السنة حسب التقويم الجريجوري

 هو واحد من السبعة أشهر الغريغورية، ويتألف من 31 يوم. يسمى أيضا كانون الثاني في بلاد الشام والعراق، وجانفي في تونس والجزائر.

يصنف شهر يناير من أبرد شهور العام في معظم نصف الأرض الشمالي (إذ هو الشهر الثاني لفصل الشتاء). وهو أحر شهور السنة في معظم نصف الكرة الجنوبي (لأنه الشهر الثاني لفصل الصيف). وهو شهر موسمي في نصف الكرة الجنوبي ويقابله شهر يوليو في النصف الشمالي.

ويبدأ يناير بنفس اليوم من الأسبوع، كما في أكتوبر في السنة العادية، وينتهي بنفس اليوم من الأسبوع كما في فبراير وأكتوبر.

أما في السنة الكبيسة فيبدأ بنفس اليوم من الأسبوع كما في أبريل ويوليو، وينتهي بنفس اليوم من الأسبوع كما في يوليو. وفي علم التنجيم يبدأ يناير عندما تكون الشمس في برج الجدي وينتهي في برج الدلو. أما فلكيا فيبدأ عندما تبدأ الشمس في برج القوس وتنتهي في برج الجدي.

تاريخ التسمية

تمت تسمية الشهر على اسم يناير “Janus” إله المداخل في الميثولوجيا الرومانية. وهي مأخوذة من اللاتينية والتي تعني الباب (ianua) لأن شهر يناير هو بوابة الدخول إلى العام.

يتألف التقويم الروماني الحقيقي من 10 شهور فقط (304 يوم). وقد اعتبر الرومان الشتاء فترة لا تحتوي على شهور.

ونحو عام 713 قبل الميلاد، قام (رومولوس) خليفة الملك (نوما بومبيليوس) بزيادة الشهرين يناير وفبراير ليصبح التقويم مكافئا للسنة القمرية (354 يوم). وطبقا للأسطورة الرومانية المضادة للأعداد الزوجية، تم إضافة يوم ليصبح التقويم (354 يوم). ومع أن شهر مارس كان في الأصل الشهر الأول حسب التقويم الروماني القديم، إلا أنه تم وضع يناير مكانه.

ويعرف الأول من يناير بيوم السنة الجديدة حيث تجري احتفالات صاخبة في كافة أنحاء المعمورة.

التسميات التاريخية لشهر يناير

تشمل الأصل الروماني، جانواريس. قام أهل ساكسونيا بتسميته شهر الذئب، وقام شارلمان بتسميته شهر الشتاء. وفي التقويم الياباني يسمى موتسوكي (睦月). ويعرف اليوم الثاني من الشهر بالهاتسوميومي (初夢) واليوم السابع باسم ناناكوسا (七草). وفي اللغة الفنلندية يسمي الشهر تاميكو والذي يعنى شهر البلوط.

الإثنين الأول من يناير يعرف بإثنين “الهبات” في اسكتلندا وشمال إنجلترا. وتبدأ سنة المزارعين في إنجلترا بشراب الأحد يوم الأحد بعد (عيد الغطاس).

كما أن يوم البلوغ في اليابان هو الإثنين الثاني في يناير، وهذا لمن سيصبح عمره 20 عامًا في التقويم السنوي الجديد، وهو احتفال وطني. وهذا اليوم كان يتم الاحتفال به منذ عام 1948 حتى 15 يناير عام 1999 حينما قررت الحكومة اليابانية إلغاء هذا اليوم لرفع الإنتاج.

كما أن يناير هو الشهر الأول من العام الميلادي في معظم البلاد العربية. أمّا في بلدان المغرب العربي، فيسمّى الشهر بالتسمية الفرنسية “جانفي”. وفي بلاد الشام، يسمُى يناير “كانون الثاني”، من التسمية السريانية “كانون أحراي” ܟܢܘܢ ܐܚܪܝ. ويذهب الدكتور فريحة إلى القول بأنه مستمد من أصل سامي مشترك هو جذر «كن» ومعناه المبدأ والثبات والاستقرار لأن الناس يتوقفون فيه عن العمل و«يكنّون» في منازلهم.

في التقويم المصري، يُطلق عليه “طوبة”.

“ينّاير” الشهر الآول في التقويم الأمازيغي الذي يوافق الثاني عشر من يناير

يناير أو (ناير) أو جانفي، بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، و يتوافق حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية.

السنة الأمازيغية تبتدئ من سنة 950 قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد 950 سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2969 السنة 2019 الميلادية.

لقد اقترن شهر يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يرى الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحرز سنة سعيدة وموفقة، ويتباين شكل الاحتفال من عشيرة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض العشائر العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية.

وتعد أكلة (أوركيمن) والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك العيد، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية المنشئ، ذات شأن متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا. بل حتى إن سكان المغرب العربي يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة عندهم.

أسطورة يناير والعجوز

وفق للمعتقدات الأمازيغية استهانت سيدة عجوز بقوى الطبيعة وتعالت بنفسها فأصبحت ترجع تحديها لفصل الشتاء القاسي، إلى قوتها ولم تحمد قوى السماء، فتحدّت ينّاير أشد فصول الشتاء بردا بالطلوع مع عنزاتها الصغيرات لإعداد طعامها بالخارج، في عزّ برده وجليده.

فاغتاظ ينّاير لهذا الشأن فأوصى “فورار” (شهر فيفري) أن يسلفه ليلة ونهارا حتى يعاقب العجوز على فعلتها تلك، فكان له ذلك، فجمّد يناير العجوز وعنزاتها.

حيث يعتقد اليوم أنه توجد بناحية جرجرة صخرة تسمى” صخرة العجوز والعنزات” حيث بالنظر إلى تلك الصخرة الهائلة يمكن أن نلمح عجوزا تحلب معزاتها، وبجوارها بعض صغار الغنم.

وإلى يومنا هذا يتذكر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم يقظة وحذر، ويخير عدم الطلوع للرعي في هذا اليوم خشية إعصار شديد.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى