شريفة فاضل … أم البطل وأيقونة من زمن الطرب الجميل
بالرغم من غيابها ونأيها عن الأضواء منذ أعوام إلا أن صوتها دائمًا حاضر في حياتنا وفى أهم المناسبات، يملأ صوتها الدروب والبيوت في أواخر شهر رمضان وهي تردد «تم البدر بدري»، وتبكينا أغنيتها «أم البطل» في الانتصارات وتملأنا غبطة ونحن نستمع إلى أغنيتها «مبروك عليك يامعجبانى يغالى»، كما أصبحت أغنياتها ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وأه من الصبر وأه»، «وأه يالمكتوب» و«الليل» أيقونات في تاريخ الغناء.
حياتها مليئة بالأحداث، وولدت عام 1938، وهي حفيدة المقرئ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة، واسمها الحقيقي فوقية محمود أحمد ندا، وانفصل والداها، وتزوجت والدتها من إبراهيم الفلكى أحد أثرياء مصر، الذي أطلق اسمه على ميدان الفلكى الشهير.
وبدأت طريق نجوميتها عندما سمعها رجل الأعمال الشهير «السيد ياسين» صاحب مصنع الزجاج الشهير، فنصح والدتها وزوجها أن تدخل المجال الفنى كمطربة في فيلم من إنتاجه، وهو فيلم «الأب»، الذي أنشدت ومثلت فيه وهي طفلة.
وفى منتصف الخمسينيات تزوجت شريفة فاضل من المخرج والممثل السيد بدير، وأنجبت منه ولدين «سيد، وسامي»، وحققت نجاحات كبيرة، ولكنها انفصلت عن السيد بدير بسبب غيرته المشددة.
استشهد ابنها البطل الطيار سيد السيد بدير في حرب الاستنزاف، فأصيبت بصدمة شديدة، وقالت في حوارها لها: «استشهد ابني خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر، بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران في روسيا، كان ابني الكبير وأول فرحتي، وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة”.
تغلبت شريفة فاضل على أحزانها وعادت للغناء بعد انتصارات أكتوبر بأغنية أم البطل التي كتبتها صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل.
تزوجت شريفة فاضل اللواء طيار على زكى، وبعد إصابته بالشلل باعت كازينو الليل وتفرغت لخدمته وأنجبت منه ابنها تامر الذي يعيش معها الآن.
اعتزلت الغناء في التسعينات بعدما تجاهلها المسؤولون عن حفلات الإذاعة والتليفزيون، ومنذ سنوات لا تخرج سلطانة الطرب من شقتها بجاردن سيتي، بسبب وضعها الصحي، وتقضى أغلب وقتها في غرفتها، ولا يزورها أحد من الوسط الفنى.
ورغم حالة الوحدة التي تعيشها سلطانة الطرب إلا أنها منسجمة مع نفسها، وقالت فى حوار لها