القيروان صرح حضاري عظيم ومدينة سياحية فوق الوصف

لمن يريد زيارة تونس و التعرف على أهم مدنها التاريخية

القيروان أو مدينة الأغالبة كما تعرف تاريخيا، هي أيضا أيقونة التراث السياحي التونسي، وهي أيضا رمز من رموز الحضارة في البلاد التونسية. صوروها بملهمة الفنانين، وفاتنة الأدباء لسحرها الخالص الذي تجسده مساجدها التاريخية وازقتها العتيقة.

 مدينه القيروان هي احدى المدن التونسية التي تقع على بعد 160 كلم من العاصمة تونس. لها مكانة وأهمية عظيمة بسبب دورها البارز في الفتوحات الإسلامية التي امتدت إلى إسبانيا وجنوب فرنسا.

يعود أصل كلمة القيروان الى كلمات “كاروان” الفارسية والتي تعني الرتل العسكري او القافلة.

القيروان العتيقة صنفتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” سنه 1988 ضمن التراث العالمي. بفضل عراقة تراثها الإسلامي، وانتشار العديد من المعالم والمباني التاريخية والمساجد العتيقة والمقامات وزخارف الابواب والازقه والاقواس.

هذه المعالم الأثرية طالما الهمت بهندستها وألوانها الرسامين والشعراء والادباء وأبرزهم الاديب الراحل حسين القهوجي الذي ألف كتبا روايات عديدة تدور احداثها في المدينة العتيقة. منها مجموعه قصص “ليله راس العام الهجري”.

القيروان وجهة سياحيه بامتياز رغم تهميش هذه المنطقة. وتعرف المدينة بالمنتوجات التقليدية مثل النحاس المطروق والمنتجات الجلدية للمرأة القيروانية وكذلك السجاد وهي حرف لا تقل قيمة فنية عن التحف المعمارية.

حسين القهواجي

حسين القهواجي

 ولد بالقيروان في 6 نوفمبر 1959 وتوفي في 3 أكتوبر 2017، هو شاعر وأديب تونسي، عمل مؤلفاً ومُمثلاً بالفرقة المسرحية المحترفة بالقيروان في نهايات السبعينات. ثم تجرد للكتابة. كما أنتج برنامج «أثر ومعالم» في إذاعة صبرة أف أم القيروانية عن تاريخ القيروان والتصوّف وأعلام الإصلاح.

 وتتكون مدينه القيروان الحديثة كسائر مدن المغرب العربي من القصبة، حيث المركز الاداري ومنازل الاعيان. ومن الاسواق والمحلات. ومن اهم وأبرز معالمها جامع عقبه بن نافع أو الجامع الكبير. وهو من اروع شواهد العمارة الإسلامية.

وكان يعتبر أكبر جامع في المغرب العربي حتى أواخر القرن 20 تاريخ بناء جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء. ومن يزور القيروان لا يفوته زيارة مقام الصحابي الجليل ابي زمعة البلوي وهو من اهم المزارات الدينية في تونس.

الصّحابي أبو زمعة عبيد بن أرقم البلوي

مقام أبي زمعة البلوي

من أصحاب الشجرة. مات شهيدا سنة 34 هـ / 654م فترة الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيّة في غزوة معاوية بن حديج وذلك إثر موقعة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة (30كم غرب القيروان). وقد دفن جثمانه في موقع القيروان قبل إقامتها. له مقام من أهم المزارات الدينية بالبلاد التونسية ويرجع تاريخ تشييده إلى عهد حمودة باشا سنة 1072 هـ / 1663م.

 ولا يمكن ان نقف في بعض الاسطر للحديث عن مدينة القيروان الحضارة والتاريخ والتراث والأصالة. فهي مدينة كتب عنها الشعراء والادباء لما فيها من مخزون ثقافي وحضاري وتاريخ عظيم.

جامع عقبة بن نافع أو جامع القيروان الكبير

القيروان سياحية
جامع عقبة بن نافع

هو مسجد بناه عقبة بن نافع في مدينة القيروان التي شيدها بعد فتح إفريقية (تونس حاليًا) على يد جنده. كان الجامع حين إنشائه على أغلب الظن بسيطاً صغير المساحة تقوم أسقفه على الأعمدة رأسا، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.

 وحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وتوسع وزيد في مساحتهِ عدة مرات ووجد اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى فترات التاريخ الإسلامي، حتى أصبح صرحا تاريخياً بارزاً وعظيما. وبناء الجامع في شكلهِ وقياسه وطرازهِ المعماري الذي نراه اليوم يعود بدآ إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري أي القرن التاسع ميلادي وقد استمررت مشروعات الصيانة والتحسينات خاصة في ظل النفوذ الصنهاجي ثم في بداية العهد الحفصي.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى