لماذا يزداد وزن الناس بعد الزواج؟ سرّ المعادلة الغامضة!

هل لاحظت من قبل أن كثيرًا من الأزواج، بعد أن ينعموا بفترة الخطوبة الرشيقة والابتسامات المتبادلة خلف أطباق السلطة الخضراء، سرعان ما يبدأون في “التضخّم التدريجي” بعد الزواج؟ لا داعي للإنكار، فالأمر شائع جدًا، بل يكاد يكون قانونًا غير مكتوب: “تزوج، وزنك سيزداد!” لكن ما السبب؟ هل هي مؤامرة اجتماعية؟ هل يفعلها الحب؟ أم أن هناك سحرًا ما في عقد القِران يجعل أجسامنا تنتفخ ببطء وبلا مقاومة؟

فلنغص في هذا اللغز الإنساني.


أولاً: الحب لا يُسمّن، لكن الراحة قد تفعل!

عندما تكون في علاقة مستقرة، تشعر بالطمأنينة. لم تعد تسعى لإبهار الشريك في كل وجبة، لم تعد تراقب السعرات الحرارية وكأنها عدو لدود. فجأة، تصبح “البيتزا” وجبة رومانسية، و”الكنافة” جزءًا من الحوار الزوجي.

الراحة النفسية تؤدي غالبًا إلى الاسترخاء الغذائي. والمشكلة؟ أن هذا الاسترخاء لا يذهب في الهواء، بل يتراكم في محيط الخصر!


ثانيًا: الطبخ… يا فتّانة القلوب والبطون!

دعونا نواجه الأمر: كثير من الأزواج يكتشفون متعة الطعام البيتي بعد الزواج. الزوجة تطبخ بحب، والزوج يأكل بإخلاص. والنتيجة؟ كرشة صغيرة هنا، ووجنتان ممتلئتان هناك.

وهناك أيضًا ذلك التنافس غير المُعلن: من يُعدّ “المقلوبة” الألذ؟ من يجيد تحضير “البشاميل” أكثر؟ ومع كل طبق يُتذوق، تزداد احتمالية أن يتحول الجسم إلى متحف دائم للدهون.


ثالثًا: العادات المشتركة القاتلة

قبل الزواج، قد يكون أحد الشريكين ملتزمًا بنظام صحي صارم، والآخر مولع بالوجبات السريعة. بعد الزواج؟ يتقابل النظامان، وغالبًا ما ينتصر البرجر على البروكلي!

تبدأ التنازلات: “لنأكل معًا”، “لا بأس بكوب آيس كريم بعد العشاء”، “اليوم فقط، وغدًا رجيم”… ثم يصبح الغد بعد سنة!


رابعًا: قلة الحركة… مرحبًا بالسكون

معظم الأزواج يقل نشاطهم الحركي بعد الزواج. فبدلاً من الخروج للتنزه أو ممارسة الرياضة، يبدأ جدول الحياة بالامتلاء بمسؤوليات العمل، الأطفال، الواجبات الاجتماعية… وقائمة “الأعذار الشرعية” تطول.

والنتيجة؟ السعرات الحرارية تجد بيئة مثالية للتكاثر، تمامًا كالبكتيريا في طبق بيتري دافئ.


خامسًا: الجانب النفسي… المعادلة المعقدة

البعض يأكل حين يكون سعيدًا، والآخر حين يكون حزينًا. وبعد الزواج، تمر العلاقة بكافة التقلّبات العاطفية، من فرح واستقرار إلى ضغط وتوتر، وفي كل الحالات يكون الطعام حاضرًا: إمّا كمكافأة أو كعزاء.

في النهاية، تجد نفسك تُخزن المشاعر في جسدك بدلًا من التعبير عنها بالكلام.


هل هناك حل؟

بكل تأكيد!
الزواج لا يعني نهاية الرشاقة. بل قد يكون بداية لفصل جديد من العناية الذاتية المشتركة.

  • اتفقا على أهداف صحية ثنائية.
  • اطهوا معًا وجبات صحية.
  • مارسا رياضة ممتعة (حتى لو كانت رقصة في المطبخ!).
  • تذكّرا دائمًا أن حبكما يستحق جسدًا نشيطًا، لا مجرد كيس بطاطا مستقر على الأريكة!

في الختام…

الزواج لا يُسمن بحد ذاته، بل عاداتنا بعد الزواج هي من تفعل. نعم، الحب جميل، والمشاركة أروع، لكن لا تجعلا علاقتكما سببًا في معركة خاسرة مع الميزان!

فليكن الحب محفزًا للرشاقة، لا مبررًا للكسل. ولتكن العلاقة الزوجية حافزًا لمزيد من الصحة والحيوية… فالحياة، مع من نحب، أجمل ونحن نركض، لا ونحن نلهث بعد صعود الدرج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى