لماذا سميت ألمانيا النازية في عهد هتلر بالرايخ الثالث؟

تخيل الزعيم النازي أدولف هتلر نظامه الديكتاتوري كخليفة تاريخية لإمبراطوريتين ألمانيتين عظيمتين. من خلال المطالبة بعباءة الرايخ الثالث لحكومته، حاول هتلر وضع نفسه ضمن السياق الأكبر للتاريخ الألماني والأوروبي. من وجهة نظره، فإن “الرايخ لمدة ألف عام” سيكون بمثابة الاستنتاج الطبيعي لعملية تعود إلى تتويج شارلمان في 800.

نشأ مفهوم خلافة “الرايخ” قبل 10 سنوات فقط من حكم هتلر وصعوده إلى السلطة، ومع ذلك، وبالنسبة للذين يعيشون بأثر رجعي “الرايخ الأول” (الإمبراطورية الرومانية المقدسة) أو “الرايخ الثاني” (الإمبراطورية الألمانية) لن يعترفوا بصحة مثل هذه التسمية.

في عام 1923، نشر الناقد الثقافي الألماني آرثر مولر فان دن بروك Reich Das Dritte؛ “الإمبراطورية الثالثة” أو “الرايخ”. كتبت في وقت كانت جمهورية فايمار تكافح لاحتواء القوى الثورية من اليمين واليسار على حد سواء، تبنت أطروحة مولر عقيدة محافظة تدعو إلى رفع مستوى الفكر والقومية الألمانية.

 كان يُنظر إلى كل من الماركسية والديمقراطية على النمط الغربي على أنهما عوائق أمام صعود ألمانيا الشرعي إلى السيادة في أوروبا، واقترح مولر تحقيق الإمبراطورية الثالثة أو النهائية سيشهد اندماجًا متناغمًا للحركات الاشتراكية والمحافظة في ألمانيا.

 قد يكون وضع الرايخ النظري كثالث في سلسلة محاولة لاستحضار المفهوم الهيغلي للتوليف أو استدعاء لفلسفة التاريخ التثليثية ليواكيم فيوري. ومع ذلك، لم يكن الرايخ الثالث لمولر اشتراكيًا قوميًا بشكل علني.

في حين أن هتلر لم يذكر صراحة الرايخ الثالث في بيانه السياسي Mein Kampf، ادعى الزعيم النازي الأول أوتو ستراسر أن هتلر كان على علم بعمل مولر، وأن عبارة الرايخ الثالث دخلت استخدامًا شائعًا في جميع أنحاء ألمانيا بعد أن أصبح هتلر مستشارًا في عام 1933. صاغ آرثر مولر اسم أحد أكثر الأنظمة رعبا وشتمًا في تاريخ البشرية (الرايخ الثالث)، ولم يعش ليرى مشروعه يتحقق. انتحر مولر في عام 1925.

آرثر مولر هو أول من ابتدع مصطلح الرايخ الثالث