
كيف تجني ميتا مليارات الدولارات من واتساب المجاني؟
السر في تحويل المستخدمين إلى سلعة!
في محتوى هذا المقال
- 1 أولاً: المستخدمون مجاناً.. لكن الشركات تدفع المليارات
- 2 ثانياً: الهند.. مختبر واتساب التجاري الناجح
- 3 ثالثاً: لماذا تعجز تطبيقات المراسلة المنافسة عن المنافسة؟
- 4 رابعاً: المستخدم هو “المنتج”.. نظرية تعمل بامتياز!
- 5 مستقبل واتساب: من مجرد دردشة إلى “سوبر آب” مالي!
- 6 الخاتمة: اللعبة الأذكى في عالم التكنولوجيا
عندما أرسلت تلك الرسالة السريعة لصديقك عبر واتساب، أو شاركت صورة العائلة في مجموعة الدردشة، هل تساءلت يومًا: كيف يربح هذا التطبيق المجاني مليارات الدولارات بينما لا أدفع شيئًا؟ المفارقة تكمن في أننا – المستخدمين – لسنا العملاء الحقيقيين، بل نحن المنتج الذي يتم تسويقه! الشركة الأم “ميتا” (المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب) تحولت إلى ماكينة طَبع أموال عبر نموذج أعمال خفي، وهنا تكشف الأسرار:
أولاً: المستخدمون مجاناً.. لكن الشركات تدفع المليارات
السر الأساسي يكمن في تحويل واتساب إلى جسر تجاري بين الشركات والعملاء:
- خدمة واتساب للأعمال: تدفع الشركات لميتا مقابل التواصل مع العملاء عبر واتساب، مثل إرسال تأكيدات الطلبات أو دعم العملاء. في الهند – حيث يبلغ عدد المستخدمين ٥٠٠ مليون – يمكنك حجز تذكرة حافلة واختيار مقعدك كاملاً عبر واتساب .
- الإعلانات المدفوعة: تدفع الشركات لفيسبوك لعرض إعلانات تحمل زر “تواصل عبر واتساب” مباشرة، مما يسهل بدء محادثات مبيعات. ٥٣٪ من المتسوقين يفضلون التواصل مع الشركات عبر منصات المراسلة مثل واتساب .
- قنوات البث المجانية: منذ ٢٠٢٣، أصبح للشركات إنشاء “قنوات مجانية” على واتساب (شبيهة بقنوات تليجرام) لإرسال رسائل جماعية للمشتركين، مع دفع ميتا مقابل خدمات متقدمة مثل إجراء معاملات مالية داخل التطبيق .
حسب نيكيلا سرينيفاسان (نائب رئيس ميتا): “رؤيتنا أن تنجز الشركات وعملاؤها كل شيء عبر سلسلة محادثات واحدة دون مغادرة واتساب” . هذه الرؤية تدر حالياً “عدة مليارات دولار” سنوياً لميتا!
ثانياً: الهند.. مختبر واتساب التجاري الناجح
الهند ليست أكبر سوق لواتساب فحسب، بل هي النموذج الأكثر تطوراً لتحويل التطبيق إلى منصة تجارية:
- حجز التذاكر ودفع الفواتير وإتمام عمليات البنوك كلها تتم داخل واتساب دون تطبيقات خارجية.
- الشركات تدفع مقابل “روابط دردشة سريعة” تظهر في إعلانات فيسبوك، تنقل العميل مباشرة لمحادثة واتساب .
- هذا النموذج بدأ التوسع عالمياً، خاصة في دول مثل البرازيل وإندونيسيا، حيث يُعرف واتساب باسم “زاب زاب” .
ثالثاً: لماذا تعجز تطبيقات المراسلة المنافسة عن المنافسة؟
مقارنة سريعة تكشف تفرد نموذج ميتا:
| التطبيق | نموذج الربح | التحديات الرئيسية |
|---|---|---|
| واتساب | خدمات الأعمال + إعلانات فيسبوك | مخاوف الخصوصية |
| سيغنال | تبرعات (غير ربحي) | محدودية التمويل |
| تيليجرام | تمويل مستثمرين + إعلانات محدودة | ضغط لتحقيق أرباح |
| ديسكورد | اشتراك “نيترو” (٩.٩٩ دولار شهرياً) | اعتماد على مجتمع الألعاب |
حتى سناب شات – الذي يجمع بين الإعلانات واشتراكات “بلس” وبيع نظارات سبيكتاكلز – لم يصل لنجاح واتساب في التكامل مع النظام الإيكولوجي لشركة أم .
رابعاً: المستخدم هو “المنتج”.. نظرية تعمل بامتياز!
“إذا كنت لا تدفع مقابل المنتج، فأنت المنتج” – هذه العبارة الشهيرة تشرح جوهر نموذج أعمال واتساب:
- البيانات سلعة ثمينة: حتى مع تشفير المحادثات، تَجمَع ميتا بيانات عن: (١) جهات اتصالك، (٢) توقيت استخدامك، (٣) نوع الجهاز، (٤) اهتماماتك عبر تفاعلك مع إعلانات فيسبوك.
- استهداف إعلاني دقيق: هذه البيانات تباع للمعلنين عبر فيسبوك وإنستجرام، حيث يصل سعر النقرة في الإعلانات المستهدفة بدقة إلى ٣ دولارات .
- التكامل القاتل: خاصية “زر واتساب” على صفحات فيسبوك تربط بين منصات ميتا، مكونة حلقة مغلقة من جمع البيانات والتحويلات المالية.
مستقبل واتساب: من مجرد دردشة إلى “سوبر آب” مالي!
مع اتجاه ميتا لفرض اشتراكات مدفوعة لخدمات مثل “ميتا فيريفايد” (بـ ١١.٩٩ دولار شهرياً) ، قد نشهد تحولاً في نموذج واتساب:
- دفع مستخدمين مقابل ميزات مميزة: مثل علامات توثيق أو دعم فني مخصص.
- التوسع في الخدمات المالية: تحويل واتساب لمحفظة إلكترونية (كما حدث في الهند).
- تحديات الخصوصية: الضغوط التنظيمية في أوروبا (مثل غرامة ١.٢ مليار يورو على ميتا ) قد تضغط لفرض اشتراكات اختيارية.
الخاتمة: اللعبة الأذكى في عالم التكنولوجيا
بينما ننشغل بتبادل الرسائل والصور على واتساب، تحولته ميتا إلى أداة استخراج ذهب خام: بياناتنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا! الشركات هي العميل الحقيقي، ونحن الجسر الذي تعبر عليه مليارات الدولارات. قد لا ندفع مالاً، لكننا ندفع بما هو أثمن: انتباهنا وخصوصيتنا ووقتنا. هل تستحق هذه المقايضة استمرارنا في استخدام التطبيق؟ هذا سؤال لكل مستخدم يجيب عليه بمفرده بينما تغتني ميتا أكثر فأكثر…







