دمشق تحت الحصار: تصعيد عسكري مع تداعيات إنسانية وسياسية عميقة

تشهد سوريا تصعيدًا غير مسبوق في النزاع القائم منذ أكثر من عقد، مع فرض فصائل المعارضة المسلحة حصارًا على العاصمة دمشق، في تطور يسلط الضوء على التحولات الكبيرة في ميزان القوى العسكري. هذا التصعيد جاء بعد مكاسب ملحوظة للمعارضة في شمال البلاد، خاصة في محافظتي إدلب وحلب، مستغلة التراجع الملحوظ في الدعم الميداني لقوات النظام وحلفائه.


الوضع العسكري: حقائق وأرقام

حصار دمشق

  • الموقع الجغرافي: طالت الاشتباكات محيط العاصمة دمشق، مع تركيز العمليات في الريف الجنوبي والشرقي.
  • المعارضة المسلحة: تقود هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) الهجوم بالتعاون مع فصائل مثل “جيش الإسلام” و”فيلق الشام”. تشير التقارير إلى أن المعارضة تمتلك الآن نقاطًا استراتيجية تجعل العاصمة في مرمى عملياتها.
  • القوات الحكومية: تُعاني من نقص واضح في الإمدادات البشرية والتقنية، مع تزايد الانسحابات التكتيكية من عدة مواقع استراتيجية.

المكاسب الميدانية

  • في إدلب: سيطرت المعارضة على مواقع جديدة على طول الطريق الدولي “M4″، مما يعزز قدرتها على قطع الإمدادات العسكرية للنظام.
  • في ريف حلب الغربي: تعزز المعارضة وجودها في مناطق قريبة من قاعدة النظام الجوية في كويرس.

الدعم الإقليمي والدولي: تحولات بارزة

  • روسيا: رغم الدعم الجوي المستمر، تواجه روسيا تحديات لوجستية بسبب الانشغال في النزاعات الدولية الأخرى.
  • إيران: تدعم قوات النظام بالعتاد والمقاتلين، لكن التقارير تشير إلى انسحابات جزئية من بعض المواقع، مع تزايد التكلفة المالية والإنسانية للانخراط.
  • تركيا: تراقب التطورات عن كثب، مع تعزيز وجودها على الحدود الشمالية، وسط دعوات لوقف التصعيد ودعم الحلول السياسية.

الوضع الإنساني: سكان دمشق في مأزق

  • عدد السكان: يعيش أكثر من 4 ملايين شخص في العاصمة ومحيطها، معظمهم يواجهون أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار.
  • الإمدادات: ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 200% خلال الأسبوع الماضي، مع تقارير عن نقص حاد في الدواء والوقود.
  • الهجرة الداخلية: نزح الآلاف من ريف دمشق باتجاه المناطق الآمنة نسبيًا وسط العاصمة، مما يزيد الضغط على الخدمات الأساسية.

تحليل واستنتاج: سيناريوهات محتملة

  1. انهيار النظام في دمشق: إذا استمر الضغط العسكري، قد تصبح العاصمة مهددة بسيناريو شبيه بحصار حلب في 2016.
  2. تدخل إقليمي أو دولي: من المتوقع أن تدفع روسيا أو إيران بتعزيزات جديدة لاستعادة التوازن العسكري.
  3. مفاوضات تحت الضغط: قد يُجبر التصعيد الميداني الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع الوساطات الأممية.

خاتمة: دمشق في مواجهة مصير مجهول

التصعيد الأخير يمثل اختبارًا كبيرًا للقدرة العسكرية للنظام السوري وحلفائه، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. ومع استمرار المعارك، يبقى مستقبل دمشق، وسوريا ككل، رهينًا بقدرة القوى المحلية والدولية على تحقيق توازن سياسي وعسكري يخفف من معاناة المدنيين ويضمن استقرارًا طويل الأمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى