تعريف الأسرار المقدسة السبعة في الكنيسة الكاثوليكية بالتفصيل والترتيب

الأسرار الدينية للكنيسة الكاثوليكية هي شعائر ظاهرة يقوم بها الكاهن لإحلال بركة ربانية غير منظورة. وهي مستمدة مما وضعه يسوع المسيح وعهد به إلى رسله لتنفيذها في الكنائس.

وفقا للمعتقدات المسيحية تمنح البركات غير المرئية بواسطة مادة ظاهرة لأن الانسان يحتاج إلى أن يشعر بشيء مادي ملموس، فعلي وحقيقي.

يعتقد الكاثوليّك في سبعة أسرار مقدسة، أسّسها يسوع المسيح وعهد بها إلى رسله لتكون أسس الكنائس التي سيشيدون عليه ملكوت الله.

قامت الكنيسة الكاثوليكية بحصر عدد الأسرار في مطلع القرن الثّاني عشر، بالاستناد إلى اللَّاهوتيّ (بيير لومبار)، ثمّ أعلنت الكنيسة القائمة الرئيسة للأسرار في مجمع ليون المسكونيّ سنة 1274، ومن بعده أكّد كلٌّ من المجمع الفلورنسيّ سنة 1439، والمجمع التّريدانتينيّ سنة 1547 على لزوم الأسرار السّبعة كمؤسسة حقيقةً من الرّبّ يسوع المسيح. الأسرار المقدسة السبعة هي شعائر ظاهرة غير سرية، بالرغم من كنيتها، وهي تعبير على بركة الله الرب لجميع من يحصل عليها.

سر المعمودية

يُستخدم الماء كمادة منظورة للمعمودية كنعمة غير منظورة للولادة الروحية الثانية

المعمودية

هو طقس مسيحي يجسد دخول الإنسان الحياة المسيحية. تتمثل المعمودية في اغتسال المعمّد بالماء بطريقة خاصة ومميزة. ويعتبر سر التعميد أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وأحد السرين المعظمين في الكنائس البروتستانتية.

الشخص الذي تتم معموديته يصبح تابعاً ليسوع المسيح وتابعاً للكنيسة المسيحية. والمعمودية تمثل موت يسوع المسيح وبعثه في الحياة الجديدة. أيضاً الطفل المعمد يعتق من الخطيئة الأصيلة التي هي معصية آدم وحواء، ويدخل الحياة مرة أخرى كشخص جديد. وبحسب القناعة المسيحية، فإن أول عماد في التاريخ كان عماد المسيح وهو يوحنا المعمدان في نهر الأردن.

وقد تباينت آراء المسيحيين حول المعمودية وكان الخلاف حول مسألتين: شكل المعمودية ومعمودية الفتيان أو الكبار. تعتبر المذاهب المسيحية الشرقية أن المعمودية لا تصح إلا بتغطيس الإنسان كليا تحت الماء، لأنها تشير إلى أن المعتمد بحسب السنن المسيحيّة دُفن مع يسوع وقام معه. استنادا إلى الآية القائلة:

«أمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ».

أو بتغطيسه ثلاث مرات على اسم الثالوث الأقدس وليس مرة واحدة. في حين تكتفي الشيع المسيحية الغربية برش الماء فقط على الوجه، لأنّ المقصود من وضع الماء هو الدلالة إلى تطهير الروح.

يعد بعض المسيحيين من البروتستانت مثل الكنيسة المعمدانية وتجديدية المعمودية أنه لا حاجة لتعميد الأطفال وأنّ الإعتماد للمؤمنين فحسب، أي الذين تخطوا طور الصبا وبلغوا سن البلوغ، بحيث يمكن لهم فهم الخلاص والإقرار بالتوبة بحسب المعتقدات المسيحية.

على الرغم من وجود عدد ضئيل يرفض معمودية الأطفال الّا أنّ معظم المسيحيين يعتبرون تعميد الصغار واجب ما داموا أبناء لمؤمنين. وذلك إشارة إلى العهد بين الرب وبينهم وفق المعتقدات المسيحيّة.

استنادًا للمعتقدات المسيحية تعتبر المعمودية ختم أزلي وبالتالي كل إنسان نال سر المعمودية يبقى مسيحيًا حتى الموت.

زيت الميرون

الذي يتضمن على أنواع أطياب مختلفة دلالة على ملكات الروح القدس المتنوعة، وقد استعمله الرسل كمسحة مقدسة.

زيت الميرون

سر الميرون (أو سر التثبيت) هو سر من أسرار الكنيسة السبعة ويستكمل بعد سر التعميد. وطبقاً لإيمان الكنيسة – كما ذكر الأنبا بنيامين في كتاب “اللاهوت الطقسي” الذي يتم تعليمه في الكلية الاكليريكية – فإنه “بالمعمودية يتم طرد الشيطان من الإنسان حتى لا يكون عبدا للشيطان. الشخص يُولد مملوكا من الشيطان، وفي المعمودية يخرج من مملكة الشيطان، وعن طريق الميرون توصد كل المنافذ التي من الممكن أن يدخل الشيطان منها مرة أخرى”.

ولذلك يتم بعد التعميد رشم (مسح) المرء في كافة منافذ جسمه بزيت الميرون (زيت مقدس في المسيحية) كما وصف الأنبا بنيامين في مؤلفه جوابا على سؤال “أي أجزاء الجسم التي ترشم؟”: “هي تشمل كل منافذ الجسد بدءاً من النافوخ والمنخرين والفم والأذنين والعينين والكاهن يرشم هؤلاء في الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والسرة وأمام القلب من الظهر حتى آخر العمود الفقرى وهو صلب الإنسان والزراعين (الكتف وتحت الإبط) والرجلين والركبة من فوق ومن تحت ومفصل المشط من الناحيتين.”

وإجمال هذه الرشومات 36 رشمة وفق شعيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

القربان المقدس

أو سر الشكر (الافخارستيا) تناول جسد الرب ودمه والمعمول من دقيق الحنطة ليتحول إلى خبز سمائي هو جسد الرب، والخمر عصير العنب كدمه.

سر الأفخارستيا

سر الأفخارستيا أو سر التناول أو القربان المقدس أو الأوخارستيا لفظ مفاده اللغوي الشُكر، وهي تعريب للكلمة اليونانية εὐχαριστέω (أقول شكرًا)، وسر الأفخارستيا هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية أو أحد السرّين المقدسين في الكنيسة البروتستانتية.

 سر الأفخارستيا هو تذكير بالعشاء الأخير الذي تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه. ويُحتفل بها في جماعة المؤمنين لأنها التعبير المرئي للكنيسة.

الاحتفال يكون بهيئة أخذ قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالـبرشان) التي تمثل جسد يسوع وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يجسد دم يسوع.

سر التوبة

أو سر الاعتراف ويكون بوضع الصليب على الرأس وهو المادة الظاهرة لمغفرة الآثام.

التوبة

سر التوبة، ويعرف أيضًا باسم سر الاعتراف، أو سر المصالحة، أي المصالحة مع الله.

سر التوبة هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في المسيحية. يقوم سر التوبة في اتجاهين هما الإقرار بالذنب وطلب الصفح من الله، وطبقًا لأوامر الكتاب المقدس الله وحده هو غافر الخطيئة. الاتجاه الثاني، هو الإقرار بالذنب وطلب الصفح من الله من خلال سماع كاهن معرّف بنية الحصول على إرشاد روحي ونفسي صحيح، ومن ثم تكفير الخطيئة بأعمال البر.

شروط سر التوبة تشمل، القصد، وفحص الضمير، والإقرار بالخطايا، وسماع الإرشاد، وأخيرًا التكفير أو التعويض بأي من الصلوات أو أعمال المحبة. تعويضًا عن المضرات المترتبة عن الإثم.

من الممكن قبول الاعتراف دوريًا، وعادة ما يلتزم المسيحي أحد رجال الدين فيصبح له “مرشدًا روحيًا”، وتشترط الوصايا الكنسيّة أن يتم الاعتراف مرة في العام على الأقل، ويحتم الإقرار بالذنوب الكبرى، أو التي تدعى بلغة الكنيسة “مميتة”. صيغة الحل، في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، هي كالتالي:

ليظهر لك الله أبونا، رحمته، هو الذي صالح العام بموت ابنه وقيامته، وأرسل الروح القدس لمغفرة الخطايا. وليهب لك الصفح والسلام بواسطة الكنيسة وخدمتها.

سر مسحة المرضى

وفي سر مسحة المرضى يستخدم القنديل (زيت وفتيل).

مسحة المرضى

سر مسحة المرضى، هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في المسيحية وقد نصّ عليه العهد الجديد، ويعطي بوسم الجبين بزيت الزيتون مباركًا، أي مقروءًا عليه نصوص وصلوات. ومن الممكن أن يمنح للمرضى أو المنازعين أو قبيل العملية الجراحية، ويبين تكافل الكنيسة الجامعة مع المريض، ويجلب نعمة الله له، وفقا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية.

سر الزيجة

أو سر الزواج يكون الإكليل المقدس على رأس العريس والعروس دلالة إلى إكليل العفاف والعبادة

الزواج هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية

سر الزواج هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقد رفعت المسيحية من قدر الزواج والأسرة. إذ حسب الكتاب المقدس تعتبر الأسرة الخلية المحورية للمجتمع المسيحي، وهي في النظرية المسيحية كنيسة صغيرة، وقد اعتنت الكنيسة بالزواج ورأته سرًا من الأسرار السبعة المقدسة وذلك لكونه يؤلف قاعدة العائلة، بحيث يصبح به القرينان جسدًا واحدًا. ويعلن المتقدمان لسر الزواج نيتهما إقامة أسرة، ثم يعلن كل منهما موافقته العلنية، ويطلبا بركة الرب” كما بارك إبراهيم وسارة؛ اسحق ورفقة؛ يعقوب، وراحيل” ثم يتم تأكيد الزواج.

ومن حوائل الزواج في المسيحية حظر الزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين وذلك استنادًا إلى الكتاب المقدس، وبين الفتاة والرجل الذي تولى تعميدها لأنه يعدّ أبًا روحيًا لها.

سر الكهنوت

وتكون المادة المنظورة هي اليد الأسقفية أو الكهنوت لمنح الملكة والسر

سر الكهنوت، هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في المسيحية. يتم بوضع اليد على رأس المتقدم

سر الكهنوت، هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في المسيحية. يتم بوضع اليد على رأس المتقدم، وهو العرف الموروث منذ أيام العهد الجديد. لقد نصّت التوراة بوضوح على قانون كهنوتي مضبوط، غير أن يسوع حسب العقائد المسيحية قد أسقطه، وكما يؤكد العهد الجديد فإن المسيح قد صار “الكاهن الوحيد” أي الوسيط الوحيد بين الله والبشر، فكان بذلك اكتمال الكهنوت. بكل الأحوال، فقد أقام المسيح اثني عشر “مساعدًا له” وأوكلهم أعمال التدبير -الإدارة -والتقديس -إقامة الأسرار العماد، الافخارستيا …الخ -والتعليم -الوعظ -غير أن هذه الإقامة ليست بطاقتهم الذاتية بل بتوكيل من المسيح، وهو مبدأ سر الكهنوت إلى اليوم، وواجبات الآباء.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى