الملكة علياء الزوجة الثالثة للملك حسين تلاقي مصرعها في 9 فبراير 1977 على إثر تحطم مروحيتها
حدث في مثل هذا اليوم 9 فبراير 1977 في الأردن
في محتوى هذا المقال
في ذكرى وفاة الملكة علياء موقع نموذج يفتش في أرشيف الذاكرة ليستعرض لقرائه أهم ملامح شخصيتها ومسيرتها في الحياة كمثال للمرأة العربية قبل أن تكون ملكة أردنية.
علياء بهاء الدين طوقان
تلقب الملكة علياء الحسين (25 ديسمبر 1948 -9 فبراير 1977)، هي الزوجة الثالثة للعاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال. ولدت في مدينة القاهرة لعائلة من أصل فلسطيني من أسر مدينة نابلس. أبوها هو السفير الأردني السابق في المملكة المتحدة السيد بهاء طوقان، تزوجت من الملك حسين في 24 ديسمبر 1972، وبعد القران أصبحت تلقب بالملكة علياء الحسين، وأنجبت للعاهل الأردني الأميرة هيا (ولدت في 3 مايو 1974). والأمير على (ولد في 23 ديسمبر 1975.)
تلقت تعليمها في العاصمة التركية أنقرة ولندن وعمّان وروما، وأخيراً في نيويورك، درست الملكة علياء العلوم السياسية وعلم النفس الاجتماعي. وكانت تجيد اللغتَين الإنجليزية والإيطالية. اشتغلت بعد رجوعها إلى الأردن في شركة الطيران الأردنية قسم العلاقات العامة.
تسلمت القلادةَ الهاشمية من الملك الحسين بن طلال، ونالت رتبة عقيد فخرية في الجيش الأردني وكانت الملكة تحب السباحة والتنس والموسيقى والقراءة.
توفيت الملكة علياء يوم 9 فبراير 1977 حينما سقطت الحوامة(الهليكوبتر) التي كانت تقلها خلال توجهها إلى جنوب الأردن في جولة تفقدية للمناطق النائية في الطفيلة. وبعد رحيلها سميّ الميناء جوي الدولي في العاصمة عمّان باسمها.
علياء بهاء الدين طوقان في طفولتها
كانت علياء الابنة الوحيدة لوزير البلاط الملكي الهاشمي والسفير بهاء الدين طوقان، أشقاؤها هم مستشار أمراض الجهاز الهضمي في الأردن الدكتور علاء الدين طوقان، ووزير الاتصالات الأسبق الدكتور عبد الله طوقان.
انتقل والدها إلى تركيا سفيرا للأردن، حيث تعلمت علياء اللغة التركية هنالك عندما بدأت النطق على يدي مربيتها التركية. تنقل والدها كسفير بين عدة عواصم مثل لندن باريس روما وواشنطن، فدرست في مدارس تلك المدن وتعلمت الإيطالية والإنجليزية، أما العربية فكانت لغتها الأم.
عادت الملكة علياء إلى القاهرة مع والدها اللاجئ السياسي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأقامت مدة في مدينة الإسكندرية تسكن في مبنى على البحر الأبيض المتوسط في منطقة جليم بالقرب من فيلا الموسيقار محمد عبد الوهاب صديق والدها الذي تزوج فيما بعد من السيدة نهلة القدسي والدة عمرو الرفاعي السفير الأردني السابق في القاهرة.
كانت علياء تقضي بضع الوقت وأهلها في سراي صبحي طوقان بالإسكندرية الذي كان مصاحبا للملك طلال ولعب دورًا هامًا في استقرار بهاء الدين طوقان في مصر، ويقول عنها د. عبد الفتاح طوقان “كانت الملكة وهي صبية تحب ان تأتي إلينا ونلعب سويًا.
كانت مصر في تلك الأيام مليئة بالأردنيين من كل الأطياف والتيارات وربطتنا علاقات متينة مع الجميع من المحيط إلى الخليج لأن مصر أطلق عليها آنذاك” مهبط الأحرار وقلعه الثوار.
دراسة الملكة علياء تكوينها العملي
التحقت الملكة علياء بمدرسة الكنيسة في لندن ومركز روما للفنون لويولا، وصارت ناشطة في تنظيم الطلاب، فنهضت بأعمال السكرتارية وشاركت في الأنشطة الرياضة.
لاحقا انضمت إلى كلية هانتر حيث تخرجت عام 1971 بتخصص ثانوي في العلوم السياسية، في علم النفس الاجتماعي والعلاقات العامة. عملت كاتبة في قسم السفر بشركة أمريكان إكسبريس في نيويورك. حفزها والدها لتكون سيدة متحررة عصرية.
كانت الملكة علياء تطمح أن تحذو حذو والدها وأن تكون دبلوماسية إلا أن طموحاتها تخطت ما كان مقبولا بالنسبة لسيدة أردنية، فقبلت عوضا عن ذلك منصبًا شبه دبلوماسي كمديرة علاقات عامة لشركة الطيران الأردنية.
زواج الملك الحسين من علياء بهاء الدين طوقان
في سنة 1971، رجعت علياء إلى عمان للعمل. وحدث أن تلاقت بالملك حسين في حفلة عائلية. لم يتعرف عليها الملك حسين وسأل الأمير زيد بن شاكر عن هويتها. واقعيا كان الملك يعرف علياء منذ أن كانت طفلة لأنه كان يقضي إجازته المدرسية في بيت السفير. منذ تلك اللحظة، بدأت الصداقة بين الملك وعلياء وبعد بضعة أسابيع فقط أشهرا خطبتهما. وطلب منها الملك الإشراف على تأهب للدورة الأولى لمهرجان التزلج على الماء الدولي الذي سيعقد في تلك السنة.
عندما تقدم الملك لطلب الزواج كان لا يزال متزوجًا من قرينته الثانية منى، وقد تسبب ذلك في ضجة كبيرة في الأردن في ذلك الوقت.
عُرفت الملكة علياء بحبّ الخير والتصدق. كما عُرفت بحضورها في العديد من النشاطات وتشجيع عمل المرأة الأردنية في كافة القطاعات، قادت اللجنة الوطنية لدعم المعركة التي تألفت خلال حرب 1973، كما ساهمت في اجتماعات المؤتمر البرلماني النسائي الإفريقي العربي الذي عُقد بالقاهرة بتاريخ 18 أيار 1974، وتصدرت اللجنة الملكية لتأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن، وتولت الرئاسة الشرفية لنادي خريجي الجامعة الأردنية.
نادت الملكة في عام 1974 بمنح المرأة حق الاقتراع مثل الرجل في الأردن ، وفي وقت لاحق من ذلك العام ، تم إصدار القانون الذي أعطى المرأة حق الانتخاب. تم إنشاء المكتبات في جميع أرجاء المملكة بدافع حبها للأدب أيضًا.
لعبت الملكة علياء دورًا فعالا بصفتها ملكة وأحدثت مكتب الملكة. مثلت الملكة الراحلة السيدة الأردنية في الكثير من الندوات الدولية، لتشكل رمزا للمرأة العربية، وتأييدا لشؤون المرأة العربية وحضورها في الإنماء الاجتماعي والاقتصادي. أفضت رعايتها للفنون إلى إقامة مركز هيا الثقافي للأطفال (14 نوفمبر 1976) وفرقة الفولكلور الوطنية.
في عهدها الوجيز كملكة للمملكة الأردنية الهاشمية، كسرت علياء طوقان الأعراف وأثارت التعجب بين البورجوازيين المسلمين في مجتمع عمان المحافظ. وفي أرض كانت لا تزال المرأة تعيش فيها في ظل الأصفاد القديمة، اشتهرت الملكة اليافعة ذات الطباع الغربية بشغفها بالسيارات السريعة والدراجات النارية والتزلج على الماء وموسيقى البوب الأمريكية والجينز الأزرق.
عائلة الملكة علياء
تزوجت علياء من الملك الراحل الحسين بن طلال في 24 ديسمبر 1972، حيث أقيم احتفال العرس في 24 ديسمبر 1972 في بيت أبو الملكة علياء في عمان. كان حفل العرس خاصًا، حضره 12 شخصًا فقط. وحصلت علياء طوقان، الزوجة الثالثة للملك حسين، على تسمية الملكة بعد القران، في حين لم تحصل قريناته السباقات على الكنية. أنجبت له الأميرة هيا (3 مايو 1974 -) التي تزوجت من الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة و الأمير علي بن الحسين (23 ديسمبر 1975 – ) شقيق الملك عبد الله الثاني الذي تزوج من ريم الإبراهيمي كريمة وزير الخارجية الجزائري الأخضر الإبراهيمي. كان للزوجين أيضًا بنت بالتبني، عبير في ديسمبر 1973، حيث فقدت عبير والديها في نفس العام عندما ارتطمت طائرة سوفيتية ببيتهم في معسكر للاجئين في عمان.
كانت الملكة علياء أول زوجة للملك الحسين تلقب بالملكة، كما كانت أول من صاحبته في جولاته إلى الخارج. فكانت معه خلال زياراته للولايات المتحدة عامي 1973 و1974. استضافت أول حفلة كريسماس يقام في بيت عاهل مسلم سنة 1974.
وفاة الملكة علياء
توفيت الملكة علياء يوم 9 شباط/ فبراير عام 1977م عندما كانت عائدة من جولة تفقدية إلى مصحة الطفيلة في جنوب الأردن عندما تحطمت المروحية العسكرية التي كانت تُقلها. ومن بين ضحايا الحادث وزير الصحة محمد البشير والطيار بدر الدين ظاظا صديق الملك حسين والطبيب العسكري و”مهند الخص” المرافق الخصوصي للملكة علياء طوقان. على الرغم من سوء الأحوال الجوية وتنبيهات الملك حسين بعدم القيام بالزيارة في ذلك النهار، شاءت الملكة علياء معرفة ما إذا كانت المراسلات التي تسلمتها من المرضى صحيحة.
وبعد تأكيد وقوع الحادث في الساعة 17:30، أعلن الملك حسين عبر التلفاز والإرسال مصرع زوجته وبدء الحداد سبعة أيام في كافة الأردن. بعد يومين، في 11 فبراير، دفنت الملكة علياء في الأرض المحيطة بقصر الهاشمية، وهو قصر صمم للملكة الشابة. تم المبنى قبل رحيلها بثلاثة أشهر فقط. إكراما للملكة علياء، تم إطلاق 21 رصاصة في توديعها في الزمن الذي تم فيه دفن جسدها بمحاذاة شجرة كانت هي قد غرستها. وحضر مأتمها إلى جانب الملك وأفراد الأسرة الزعيم السوري حافظ الأسد ووزير الخارجية الألماني هانز ديتريش وإمبراطورة إيران فرح والملكة صوفيا ملكة إسبانيا وجيهان السادات.
صادف العام 1977م اليوبيل الفضي لتولي الملك حسين عرش الأردن، لكنه كان عامًا تراجيديا على مستوى حياته الخاصة. ما زاد من حزنه شعور بالذنب لسماحه للملكة علياء بالسفر على متن المروحية الملكية في وضع جوي سيئ.
يختلف البعض حول ظروف وملابسات مصرع الملكة الراحلة كما تباينوا في وفاة المشير عبد الحكيم عامر في مصر مع الفارق، ويرى البعض أنها توفيت في مروحيتها لسبب أو لآخر. ولكن قصة الحادث الذي وصفه البعض انه “مخطط” هي في رأي البعض آراء ضاغنة وإشاعات في غير موضعها.
تخليد لذكرى الملكة علياء
تم إطلاق اسمها على مطار عمان الدولي الجديد في الذكرى الأربعين لرحيلها. وأطلق اسمها أيضا على مركز القلب في مدينة الحسين الطبية. وصدر طابع بريدي موشح بصورتها. في عام 1983 أنشئ مستشفى الملكة علياء العسكري بطاقة استيعابية 170 سرير وقتها. بعدئذ أنشأت كريمتها الأميرة هيا تكية أم علي، في ذكراها، وهي أول منظمة غير حكومية للمساعدة الغذائية في المنطقة تقدم المساعدة للعائلات المعوزة.