“ظل الشوك” رواية واقعية تثير المسكوت عنه بأسلوب مشوق
شخصية "شرارة" في "ظل الشوك" هي نموذج الشخص المتحيل
في محتوى هذا المقال
“ظل الشوك” رواية واقعيه طرحت قضايا الساعة في تونس والعالم العربي، بأسلوب طريف ولغة حديثه تقوم على كثافه التشابيه والمجاز. لتأكد قدرة الروائي (الامين السعيدي) على توليد أسلوب خاص في السرد الروائي.
“ظل الشوك “هي رواية متوسطة الحجم وردت في 160 صفحة صدرت عن دار القلم للنشر والتوزيع. وهي الثالثة في رصيد مؤلفها بعد رواية “ضجيج العميان” ورواية “المنفى الأخير”.
تتعدد القضايا المطروحة في الرواية، فتنقل الواقع في تونس منذ سنه 2011 إذ تتعدد الحكومات، وتنوع الإدارات، ولكنها تظل بطعم واحد وهو الفساد والمحسوبية والرشوة والظلم.
فساد الطبقة الحاكمة
غياب العدل، واستغلال أحلام الشباب في شعارات الأحزاب. فكانت مجرد أوهام تباع في سوق الجهل للفوز بأصوات العامة في الانتخابات بالمال الفاسد الذي يصل الطبقة المسيسة إلى الحكم.
فشخصية “شرارة” في “ظل الشوك” هي نموذج الشخص المتحيل بعد أن استحوذ على أموال “بشير” لتكون وسيلته في الوصول الى رئيس الحكومة. وقد استخدم “شراره” المرأة لسلب أموال بشير.
تتراوح احداث الرواية بين الريف والمدينة فتجعل من الجفاف خصبا ومن العقم حياة.
وصف المناطق الفلاحية داخل القرى كان دقيقا المزارع، وأطراف الحقول والرعاة ومواشيهم والمياه في الخضرة والأشجار. فتبرز بذلك أهمية سكان القرى في تحقيق التوازن داخل البلاد، والعمل المستمر. كما تبرز دور قطاع هام جدا في تونس وهو مجال الفلاحة الذي يعاني بدوره من فساد الطبقة الحاكمة.
جدلية المثقف العربي والسلطة
من أهم القضايا التي طرحها الروائي الأمين السعيدي هي جدلية المثقف والسلطة في تونس والمجتمعات العربية، ولأول مره نجد مثقفا اديبا يحمل المثقف والاديب العربي مسؤولية انتشار الفساد في المجتمع.
كما يبرز تقصير المثقف العربي في خدمة مجتمعه. لأن المثقف دوره الأساسي هو الإصلاح معتقدا ان الاديب والمثقف عموما دوره يقتصر على انتاج الفن ولكن في الحقيقة دوره أعمق من ذلك بكثير فهو مطالب بتقديم مشروع سياسي جريء ومقنع للمجتمع حتى إذا حكم المثقف يقود البلاد الى العدل والمساواة.
المسألة الدينية في رواية ” ظل الشوك”
تتناول كذلك رواية “ظل الشوك” مواضيع أخرى منها المسألة الدينية. حيث أصبح التأويل للنص الديني في متناول العامة. حتى كثرت القراءات الخرافية فشوهت الدين وساهمت في انتشار العنف والتطرف، فتدخل السياسة على الخط مستغلة الارهاب لتستخدمه إما لترهيب الناخبين أو توجيهم وتأطيرهم على النحو الذي يجعلهم على شاكلة المواشي والدواب في زريبة السلطان صاحب القرار…
تصف الرواية بإطناب انتشار الطاقة السلبية في المجتمع إذ تعمه الكراهية والحقد والفوضى. كما تطرح الرواية كذلك قضية أخرى في المسألة الدينية وهي تقديس الاشخاص حتى أصبح التفكير والتعبير عن الرأي مقتصرا على فئة دون الأخرى وأصبح شيوخ الدين في منأى عن أي نقد أو لوم.