تفسير مكالمة هاتفية من الميت في المنام

كنا في المقالات السابقة قد تحدثنا عن ظهور الميت في الحلم، حيث تعرضنا إلى مجمل الظواهر والأوضاع التي قد يبديها الميت في الرؤيا، إلا أننا في هذا المقال سوف نتحدث عن حلم غريب بعض الشيء، ألا وهو تلقي مكالمة أو اتصال من الميت في المنام. 

لتحليل أو تفسير هذا الحلم يجب التوقف عند جملة من القواعد التي اعتمدها ابن سيرين في تفسير حلم الميت وهي كالتالي: 

  1. كلام الميت في المنام حق وما يقوله غالبا ما يصح أو يراه النائم في صحوه. 
  2. حال الميت في الحلم يعبر عن حالته في الآخرة. 
  3. لا يحمد في التأويل قبول أي أمر يطلبه الميت، خاصة المال واللباس والطعام. 
  4. لا يحمد في التأويل قبول دعوة الميت إلى حفل زفاف أو عشاء أو وليمة… 

من خلال هذه الأسس والقواعد التي انتهجها ابن سيرين ومن بعده النابلسي وابن شاهين، نستطيع أن نفك بعض الرموز والإشارات الواردة في المكالمة الهاتفية مع الميت. في هذا المقال قد نستأنس بمنهج فرويد في التحليل السيكولوجي للحلم، لعلنا في المحصلة نفهم مخرجات الحلم وتعابيره، نتمنى للجميع متابعة رائقة للموضوع. 

تفسير المكالمة أو الاتصال التليفوني مع الميت في المنام للعزباء 

أحينا ترى الفتاة العزباء في منامها رقما غريبا يتصل بها! قد يكون مجموعة من الأصفار أو الرموز غير المفهومة! مثل علامات التعجب، أو الاستفهام، تتردد الفتاة في البداية ثم تستقبل المكالمة لتكتشف في النهاية أن الذي يتصل بها، شخص قد مات منذ أمد بعيد وربما يكون أحد أقربائها وكثيرا ما يكون الميت المتصل والدها المتوفي أو جدها أو أمها أو أي شخص آخر. 

فإن كان المتصل، أي الميت، شخصا صالحا فالرؤيا تتجه ضمنيا نحو أم فيه خير. 

وإن كان الميت الذي اتصل بها على الجوال أو الهاتف، شخص قد عرف بسوء عمله في الدنيا، أو كان أفاق أو مارقا أو ماكرا فالرؤيا عندئذ قد تؤدي معنى سلبي ودلالة غير محمودة. 

سواء كان الميت صالحا أو سيئا، فلا يمكننا تأويل الرؤيا إلا من خلال الحديث التي دار بينها وبين الميت. هل كانت المكالمة طويلة أم قصيرة؟ هل خبر الميت الرائية بأمر فيه خير؟ هل حذرها من أمر ما؟ هل طلب مقابلتها؟ هل طلب منها مساعدة …؟ كل هذه المسائل يجب أخذها في عين الاعتبار. 

إذا سمعت العزباء في منامها رنة غريبة تصدر عن هاتفها الجوال فكان المتصل ميتا صالحا وكان يحدثها عن حاله في الآخرة في الرؤيا تعد صادقة. 

فإن كان الميت معروفا أو مقربا وكان حديثه معها شيقا وممتعا، فالرؤيا تعد حسنة خاصة إذا كانت المكالمة مطولة، فإن أخبرها بأمر فيه خير مثل الخطوبة أو الزواج أو النجاح فإن العزباء قد ترى ذلك في يقظتها قريبا. 

غالبا ما تكون المكالمة الهاتفية مع الميت تتسم بطابع التوصية أو النصيحة، خاصة إذا كانت واردة من الأب أو الأم أو الجدة والجد اللذين قد توفاهم الله، في هذه الحالة يجب على الرائية أن تأخذ كل كلمة واردة في هذا الاتصال على محمل الجد لأننا أشرنا منذ البداية، أن الميت في المنام لا يقول سوى الحق. 

أما إذا كان المتصل بها شخص ميت قد عرف بسوء سمعته أو أعماله الشنيعة فالمكالمة الهاتفية في هذا الخضم لا تعد محمودة، خاصة إذا كانت المكالمة قصيرة أو كان الميت يتحدث عن مسائل سيئة أو يخبرها أنباء غير سارة… 

فإن أنهت الرائية الاتصال قبل أن تستمع إلى حديث ذلك الميت، فلا ضرر على الإطلاق ولا خوف من الرؤيا لأن إنهاء المكالمة من طرفها يعد درء للسوء. 

إذا تلقت العزباء مكالمة على هاتفها النقال من قبل شخص ميت، فدعاها إلى حفل أو وليمة أو عشاء، فذلك تأويله سيئ، إذ يحمد في سياق هذه الرؤيا أن ترفض العزباء جميع طلبات الميت، لأن في رفضها ذاك تعبير عن زوال السوء الذي قد يكون يحوم حولها وحيالها قبل فترة الحلم أو بعده… 

تفسير المكالمة أو الاتصال التليفوني مع الميت في المنام للمتزوجة

مثلما أشرنا منذ بداية المقال، المكالمة الهاتفية مع الميت يتوقف تأويلها على عوامل عديدة، لعل أبرزها صفات الميت أو حاله في الدنيا، موضوع المكالمة أو الاتصال، فإذا تلقت المتزوجة مكالمة هاتفية من شخص قد عرف عنه الصلاح أثناء فترة حياته، فالتحدث إليه عبر التليفون أو الموبايل يعد محمودا، شريطة أن يكون كلامه أو حديثه إيجابيا لأن ما يقوله الميت قريب جدا من الحقيقة. 

يحمد في التأويل أن ترى المتزوجة في حلمها كأن ميتا يكلمها في التلفون ليهنئها بأمر ما قد يكون متصلا بنجاح ابنها أو ابنتها، أو ربما يخبرها بأمر إيجابي متعلق بعمل زوجها أو وظيفته، كل هذه الرؤى أو الأنباء قد تصدق. 

فإن كانت المتصلة امرأة ميتة، فالحلم يعد إيجابيا للغاية، خاصة إذا كانت الميتة قريبة للرائية، مثل أمها أو جدتها أو خالتها أو عمتها، فإن أخبرتها بأمر فيه خير فذلك الأمر بعون الله يتحقق. 

أغلب المكالمات الهاتفية التي تتلقاها أو تجريها المتزوجة في منامها مع الأموات تكون بشائر، ويمكن في هذا الخضم من التأويل، الاستئناس باسم الميت أو الميتة، فإن كان الاسم يحمل معاني البشر فالرؤيا في مجملها بشارة. 

لا يحمد في التأويل أن تتلقى المتزوجة مكالمة هاتفية عبر جوالها من طرف ميت عرف عنه الفسق أو الفجور في الدنيا، والأفضل في مثل هذا الحلم أو الرؤيا ألا تطيل المتزوجة كلامها مع ذلك الشخص، وألا تصدق ما يقوله سواء كان خيرا أو شرا. 

لا يحمد في التأويل أن تتلقى المتزوجة مكالمة هاتفية، يشكو فيها الميت من حاله في الآخرة، مثل الحر الشديد أو البرد أو الجوع أو العطش أو المرض أو الألم… 

شكوى الميت في المنام غالبا ما تنعكس على أهله، وأغلب المسائل التي قد يشتكي منها الميت في الهاتف، قد تنذر أهل بيته، بالفقر والعوز والسقم… وقد لا تكون الرائية بالضرورة معنية بذلك عدى أن تكون ابنت ذلك الميت. 

تفسير المكالمة أو الاتصال التليفوني مع الميت في منام الحامل 

إذا تلقت الحامل مكالمة هاتفية من ميت تعرفه فالرؤيا قد تعد بشارة، خاصة إذا كان ذلك الميت في حياته شخصا صالحا، فإن أخبرها بأمر، فإن ذلك الأمر يتحقق بإذن الله، وغالبا ما تكون المكالمة الهاتفية مع الأموات بشارة. 

يحمد في التأويل أن تتصل الحامل بشخص ميت لتسأله عن أمر ما أو تطلب منه حاجة فإن استجاب ذلك الميت لما تطلبه الحامل في الهاتف فإن امنياتها تتحقق. 

و يحمد في التأويل أن يكون صوت الميت جميلا عذبا مستساغا… مثل هذه الأحلام تعد طمأنة لقلب الرائية من بعض الهواجس التي قد تسيطر على نفسيتها خلال فترة الحمل. 

الاتصال التلفوني من قبل الأموات يضل دائما محمودا سواء كان الرائي هو المتصل أو الميت هو الذي اتصل، شريطة أن يكون الميت صالحا وصوته في الهاتف واضحا وكلامه طيب أو محملا بالبشائر. 

أحيانا قد يخبر الميت الرائية عبر الهاتف الجول عن المولود، فيخبرها إن كان ذكرا أو أنثى. 

الخبر في هذا السياق قد يصدق بنسبة كبيرة، وفقا للقاعدة التي اعتمدها ابن سيرين، والتي تقول:” بأن كلام الميت حق لأنه يسكن دار الحق …”

تفسير المكالمة أو الاتصال التلفوني مع الميت في منام الرجل

إذا سمع الرجل في منامه كأن جرس هاتفه المحمول قد أصدر رنة غريبة، فهرع إليه مسرعا ليكتشف من المتصل! فإذا كان المتصل ميتا صالحا فالرؤيا في مجملها محمودة. مثل هذه المكالمات الغريبة في المنام قد تبشر الرجل بالرزق أو الزواج أو الإنجاب. 

فإن كان المتصل والده الميت منذ فترة، فإن الرؤية قد تحمل في طياتها بشائر… خاصة إذا حدث الميت الرائي عن النعيم و الجنة والفردوس… كل هذه الرموز هي في التأويل بشائر دنيوية وأغلبها متصل بزوال المتاعب على مستوى العيش والكسب. 

فإن كان الرائي مريضا أو مهموما أو يعيش في كدر أو كرب، فإن اتصالا هاتفيا من والده أو والدته الميتة قد يريح قلبه، ويطمئن باله، خاصة إذا كان الرائي في شوق وحنين إلى إحداهما أو كلاهما. 

ملخص تأويل المكالمة الهاتفية مع الميت في الحلم 

كل ما ورد في هذا المقال من تفسير هو متعلق أساسا بثلاثة رموز: الميت، المكالمة أو الحديث ثم الهاتف. 

هذه الرموز الثلاثة تدل في النهاية عن الأخبار والأنباء الجديدة، فإن كان الميت صالحا كانت المكالمة بشارة، وإن كان الحديث بين الرائي والميت حسنا فالرؤيا طمأنة بال الرائي حول أمور تشغله، ولا يجب أن ننسى الرمز الثالث وهو الهاتف أو الموبايل والذي يدل في التأويل عن الأنباء السارة، خاصة إذا كان يعمل بكفاءة عالية والصوت فيه واضح غير متقطع، فإذا توفرت هذه الشروط في المكالمة الهاتفية مع الميت فالرؤيا عندئذ تعد حسنة. 

في الختام أود أن أتوجه إلى جميع مستخدمي الموقع بخالص عبارات الود والعرفان لما يبدونه من متابعة واهتمام بمنشوراتنا حول تفسير الأحلام، نلتقي إن شاء الله مع مقال جديد حول تعبير الرؤى، حتى ذلك الموعد أستودعكم الله، الذي لا تضيع ودائعه. 

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى