
حمدين صباحي: ما يحدث بين إسرائيل وإيران حرب مصيرية ستحدد مستقبل المنطقة
في محتوى هذا المقال
في خضم تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، ومع توالي الضربات الجوية والهجمات الصاروخية المتبادلة، كان لنا لقاء هام من القاهرة مع السيد حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق والقيادي في الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، للحديث عن رؤيته لهذه التطورات الجيوسياسية الحرجة التي تهدد بتغيير معالم المنطقة.
حرب لا تخص إيران وحدها… بل مستقبل الأمة بأكملها
استهل صباحي حديثه بالتأكيد أن ما نشهده اليوم ليس مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل “حرب فاصلة ستحدد مصائر أوطاننا العربية بأسرها”، مشدداً على أن العدوان الإسرائيلي على إيران “ليس وليد اللحظة بل مخطط صهيوني ممنهج تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالتواطؤ والإمداد والدعم السياسي والعسكري”.
ويرى صباحي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية “تدفع ثمن مواقفها الثابتة إلى جانب القضية الفلسطينية، ودعمها التاريخي لقوى المقاومة العربية في وجه مشروع الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن الرد الإيراني جاء “كحق مشروع في الدفاع عن النفس وضرب عمق الكيان المحتل بأسلوب لم يعهده من قبل منذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023”.
المعركة القادمة: مصر في مرمى الخطر
وحذر صباحي من أن “إسرائيل لا تطيق وجود قوة عربية مستقلة قادرة على تحديها”، معتبراً أن “إذا انكسرت إيران، فإن الدور التالي سيكون على مصر مباشرة”، لأن العقيدة التوسعية الصهيونية – حسب تعبيره – “لا تقف عند حدود فلسطين بل تسعى لإعادة رسم خرائط الشرق الأوسط بالنار والدم، من النيل إلى الفرات”.
وأضاف: “مصر، بتاريخها وجيشها وقدرتها، تمثل حجر عثرة أمام هذا المشروع، ولذلك فإن استمرار صمتها أو تقييد دورها تحت وهم الاستقرار هو خطأ استراتيجي فادح”.
ماذا يجب على مصر أن تفعل؟
طرح صباحي سلسلة من الخطوات التي يرى أن على الدولة المصرية القيام بها فوراً، أهمها:
- إعلان موقف واضح وحازم ضد العدوان الإسرائيلي، وليس مجرد إدانة شكلية.
- المطالبة بتجريد إسرائيل من أسلحتها النووية، أسوة بما تطالب به تجاه إيران.
- إدخال المساعدات إلى غزة بالقوة، احتراماً لقرارات القمم العربية ومواجهة الحصار اللاإنساني.
- دعوة جامعة الدول العربية إلى اجتماع طارئ لتجميد أو إلغاء اتفاقيات التطبيع، بدءاً من اتفاقية كامب ديفيد.
- التحذير من أن التراخي في دعم إيران اليوم، قد يؤدي إلى عدوان مباشر على مصر غداً.
ورداً على من يعتبر ذلك دعوة إلى الحرب، أجاب صباحي: “لسنا دعاة حروب، لكننا لا نقبل الانكسار ولا التبعية. الأمن القومي المصري مهدد، والجيش المصري يعلم ذلك، كما يعلمه كل من يعي حركة التاريخ وخطر المشروع الصهيوني”.
حول المشروع الإيراني والمقارنة مع إسرائيل
وفي رد على من يساوي بين خطورة المشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي، أكد صباحي أن “هذا الطرح فاسد ومضلل ويخدم أجندات صهيونية”، مضيفاً أن “الخلاف بين العرب وإيران أو تركيا هو خلاف طبيعي بين جيران في التاريخ، أما الصراع مع إسرائيل فهو صراع وجود لا حدود”، ودعا إلى “تحالف تاريخي بين العرب وتركيا وإيران ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية”.
النخب العربية والتقصير السياسي
وحول دور النخب العربية في خضم هذه التطورات، اعترف صباحي بـ”التقصير الكبير للنخب”، مشدداً على أن “الكلمة الصادقة والواعية هي أساس المعركة”، واعتبر أن “معركة الوعي لا تقل أهمية عن الصواريخ”، موجهاً نقداً مباشراً لمن يروّج لثقافة الخنوع والانكسار قائلاً: “من لا يقاتل ولا يتكلم لا يملك أي حق أخلاقي في المزايدة على من يقول كلمة حق”.
خاتمة: لا خيار إلا المقاومة
في ختام حديثه، أكد حمدين صباحي أن “المعركة الحالية هي حلقة من صراع طويل وشرس، لا يوقفه سوى المقاومة، السياسية والعسكرية والشعبية”، ووجه نداءً مباشراً إلى الأمة العربية قائلاً:
“الآن، وليس غداً، آن الأوان لتقف العواصم العربية خلف طهران، لا حباً بإيران بل دفاعاً عن فلسطين، عن غزة، عن مصر، وعن كل دولة عربية مهددة بهذا المشروع الصهيوني المارق”.
تحرير: وحدة الشؤون العربية – شبكة العربيّة الإخبارية
تاريخ النشر: يونيو 2025







