كيف تصبح شخصا سعيدا في الحياة
مفهوم السعادة وطرق تحقيقها
في محتوى هذا المقال
لو سألت أي شخص عن مفهوم السعادة أو معناها لوجدت تعريفا مختلفا من شخص إلى آخر . فمن الناس من يرى أن السعادة تكمن في الرضا و القناعة و راحة البال، و آخرون يرون السعادة في المال، و كثير من الأشخاص يؤمن بأن السعادة تكمن في تحقيق الذات و النجاح. و البعض الآخر سيجيبك بأن السعادة في الصحة الجيدة وهناك إجابات كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المقال .
الحقيقة يا سادة أن السعادة هي كل ذلك أو هي جمع من المفاهيم تختلف باختلاف الأشخاص و المجتمعات و العقائد و البيئة و القانعات.
في هذا المقال سوف نتعرف عن معنى السعادة وكيفية تحقيقها أو الوصول إليها .
قبل الولوج إلى صلب موضوع السعادة ، أود أيها الإخوة و الأخوات الإقرار منذ البداية بأن السعادة المطلقة أو الكلية مسألة يصعب تحقيقها بنسبة مائة في المائة. و لكن يكفي أن يصل المرء إلى نسبة ثمانين أو تسعين في المائة ليشعر بسعادة دائمة و موصولة شريطة أن يتبع نهجا أو أسلوبا في الحياة يجعله سعيدا.
مفهوم السعادة و معناها العام
السعادة هي شعور نسبي بحالة من الرضي و التوازن و الاستقرار. فلا سعادة لشخص في الحياة، إذا كان غير منسجم مع ذاته و محيطه. و لا سعادة لشخص في الحياة، يكون مضطربا غير متوازن في جميع الأصعدة النفسية و المادية و حتى الاجتماعية و لا سعادة أيضا لمن يشعر بعدم الاستقرار.
عكس السعادة هو التعاسة و الحزن و الكآبة و الشخص غير السعيد دائم الشعور بالقلق و التوتر و الاكتئاب.
الشعور بالسعادة الدائمة هو مبلغ كل شخص في الحياة. لذلك نجد الأشخاص يكدون و يجدون في العمل لأجل توفير أسباب الراحة أو الرفاهية و هي مسائل تشكل جزء من السعادة و ليس السعادة كلها .
ترى ما هي أنواع السعادة ؟
سعادة الإنسان تنقسم إلى :
- سعادة نفسية و روحية
- سعادة صحية
- سعادة مالية أو مادية
- سعادة اجتماعية
- سعادة عاطفية
تعريف السعادة النفسية و الروحية
السعادة النفسية هي الشعور بالارتياح التام بعيدا عن أجواء الخوف و التوجس و القلق. أما السعادة الروحية فهي الاطمئنان الشامل لما هو مجهول. ويجد الكثير من الناس سعادتهم الروحية في الصلاة و الإيمان و ممارسة الشعائر الدينية .
السعادة النفسية و الروحية قد تكتمل إذا أضيف إليهما السعادة الفكرية أو العقلية . إن الذين يتمتعون بقدرات فكرية أو ذكاء أو تحصيل معرفي جيد، كثيرا ما يشعرون بالسعادة، خاصة عند المطالعة أو ممارسة بعض الألعاب الفكرية أو عند الكتابة و الإبداع. و أخص من بين هؤلاء المفكرين و الشعراء و الكتاب. هؤلاء جميعا لهم حيز معتبر من الشعور بالسعادة من العسير أن يدركه غيرهم.
إذا السعادة النفسية و الروحية هي أساس كل سعادة حقيقية، لأن السعادة كثيرا ما تتجلى في الروح و النفس و العقل ، إذ من الصعب الشعور بالسعادة دونما أن يكون الشخص سعيدا في أعماق نفسه ، راضيا بوجوده قانعا بذاته .
تعريف السعادة الصحية
قيل قديما : إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. نعم الصحة هي أهم شيء في الحياة إذ بدونها لا تستقيم حياة. و الصحة الجيدة تجعل الإنسان سعيدا مهما كانت الظروف أو العوامل الخارجية قاسية. إذ بالصحة الجيدة يمكن للفرد أن يقاوم الفقر بما أن لديه ساعدين قوين من خلالهما يمكنه توفير كل شيء .
الصحة الجيدة تشعرك بالأمان و تمنحك قدرات أخرى تجعلك تسلك حياتك بمنتهى الثقة و العزم و الثبات .
من له صحة جيدة و جسم سليم بوسعه أن يحقق كل آماله إذا ما تعلقت همته بذلك .
السعادة المالية أو المادية
هل شعرت يوما بالسعادة و قد كان جيبك خاويا ؟ هل شعرت بالسعادة و الجوع يقطع معدتك ؟ طبعا لا، و لكنك أيضا لم تشعر بالتعاسة . غياب المال لا يسبب الحزن أو و القلق و لكنه يشعرك بالنقص .
المال مهم جدا وهو وسيلة أساسية لتحقيق التوازن و الاستقرار الكلي في الحياة . بلا مال لا يستقيم عيش، أما وفرة المال لم تكن في يوم من الأيام سبب سعادة، خاصة إذا اعتل الجسم أو هرم أو مسه الوهن و الضعف.
المال قد يفتح لك أبواب السعادة إذا ما أحسنت التصرف فيه. أما إذا أسأت التصرف في المال فلن يجلب لك سوى المتاعب.
تعريف السعادة الاجتماعية
السعادة الاجتماعية هي مطمح أي شخص ذكر كان أو أنثى، لأن الشخص يبحث في مجتمعه عن الأمان أولا ثم الاعتراف.
من يكون منبوذ اجتماعيا هو ليس سعيدا بالتأكيد، نحن في حاجة إلى الآخر و الإنسان على رأي العلامة ابن خلدون ” مدني بطبعه” فما فائدة الثروة إذا كان الشخص وحيدا لا صديق أو صاحب له، لا جار يسأل عنه أو شقيق. و ما فائدة المال إذا كان المجتمع يرفضه لأي سبب من الأسباب .
النجاح الاجتماعي و حسن التواصل مع الآخرين يجعلان منك سعيدا بالتأكيد. لأن كل شخص قد يبتسم في وجهك أو يقول لك كلمة طيبة، سوف يمنحك طاقة إيجابية و يغذي شعورك الداخلي بالرضا و الثقة و من ثمة السعادة .
تعريف السعادة العاطفية
هل سمعت يوما عن الحب؟ بالتأكيد نعم و ربما قرأت عنه الكثير . الحب هو أساس السعادة أو مولدها و نحن نسمي ذلك السعادة العاطفية. لأن مجالات الحب مختلفة و متنوعة. يكفي حب الأم وحدها و كذلك الإحساس بالحب بين الإخوة و الأخوات حتى تكون سعيدا فلا تفارق الابتسامة محياك.
السعادة العاطفية هي القدرة على الحب أو القدرة عن التعبير عنه. الحب هو مصدر كل سعادة حقيقية فمن يتجرع الحب لا يكون تعيسا أبدا.
حالة الحب هي حالة من السعادة لا يضاهيها في ذلك شيء. حب الأم و حب الوطن حب الله و حب الناس حب الآخر مهما كان الاختلاف بيننا و بينه .
لا تستقيم حياة بدون حب، و لا معنى للسعادة بدونه ، الحب هو جوهر الكينونة كلها يجب البحث عنه و التعبير عنه بسبل شتى بالكلمات و الحركات و العمل كن محبا تكون محبوبا و سعيدا.
كيف تدرك السعادة لتصبح شخصا سعيدا
عندما بحثنا في بداية المقال عن مفهوم السعادة و قسمناه إلى جملة من المفاهيم، كان الغرض من ذلك فهم الظاهرة و بالتالي تيسير تحقيقها أو الوصول إليها . في هذا الجزء سوف نسرد جملة من النصائح قد تجعل السعادة مطمح يسهل تحقيقه .
حتى تكون سعيدا عليك إتباع هذه الوصايا أو النصائح:
- اعتني بصحتك النفسية و البدنية من خلال المواظبة على الرياضة و إتباع نظام غذائي صحي .
- اعتني بمواعيد نومك ، لا تفرط في السهر و لا تستيقظ متأخرا خذ كفايتك من ساعات النوم و التي تقدر بثمانية ساعات يوميا.
- اعتني بفروضك الدينية لأن الصلاة تشعر الإنسان بالراحة و السعادة .
- اجعل عملك أو مهنتك مصدرا لسعادتك ، لا تركن إلى الخمول و التقاعس ، اجتهد ، تفانى في العمل لتحقق النجاح لأن النجاح هو مصدر للسعادة أيضا بما يحققه من موارد أو دخل فإذا أعطيت الكثير لعملك أعطاك عملك الكثير.
- السعي لبناء علاقات اجتماعية وطيدة ، ابحث عن أصدقاء يتقاسمون معك نفس الاهتمامات ، كن اجتماعيا بامتياز من خلال حسن المعاشرة و المعاملة.
- لا تبغض أحدا و لا تؤذي أحدا. كن صادقا أمينا شريفا كن مثلا للآخرين لتجلب لنفسك الإحترام.
- احرص على أن تكون علاقتك بالأهل و الأسرة طيبة ، حافظ على صلة الرحم ، أكثر من الزيارات العائلية و السؤال عن العمة و العم أو الخالة أو الجد لأن الوسط الأسري الدافئ يبعث على الانشراح و السعادة .
- لا تهمل المقربين من أهلك أبدا ، يجب أن تكون أكثر قربا من والديك و إخوتك حتى بعد الزواج.
- لا تجعل الدنيا أو مشاغلها تلهيك عن أبويك و إخوتك لأن هؤلاء ثروة منحك الله إياها لن تدرك قيمتها إلا بفقدان واحد من هؤلاء لا سمح الله .
- اجعل الحب شعارا و دستورا في الحياة. أحب أهلك و عشيرتك، أحب زوجتك أحب إخوتك، و أصدقائك أحب الوجود و الطبيعة و الزهر و سائر المخلوقات إذ لا تستقيم حياة بلا حب و لا سعادة أيضا.
- ثق بنفسك و قدراتك ، لا تقلل من شأنك أو ذاتك ، كن دائم السعي نحو الخير و المبرات لا تكن بخيلا فيمقتك الناس و يهجرك اهلك. و لا تكن كذابا حتى لا تكون منبوذا. تمسك بالأخلاق و القيم العليا مثل الحق و الخير و الجمال .
كانت هذه أيها الإخوة و الأخوات بعض الوصايا أو النصائح و التي ارتأيتها مفيدة لأي شخص يبحث عن السعادة. أتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم و إلى لقاء قريب إن شاء الله أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .