بأي ذنب تقتل نيرة أشرف في المنصورة وإيمان رشيد في عمان؟

وعينا الاجتماعي وجهلنا هما من قتلا نيرة في المنصورة وإيمان في عمان

كنت أعد هذا المقال منذ أربعة أيام، أي منذ مقتل الطالبة المصرية نيرة أشرف على يد زميلها الطالب محمد عادل. ولكن لم أتمكن من كتابة الموضوع لعدة أسباب، أولها حالة الغضب والإحباط التي كنا عليها جميعا، وكذلك خشينا ان تطرأ مستجدات او معلومات في التحقيقات تغير مجرى القضية.

ولكن عندما هممت في الشروع بكتابة المقال، تلقيت خبرا آخر لا يقل هولا عن مقتل نيرة أشرف وهو مقتل طالبة أردنية في جامعة خاصة بعمان بواسطة طلقات نارية اصابت احداهما رأس الضحية التي نقلت الى المستشفى وفاضت روحها هناك. –الطالبة الأردنية اسمها ايمان رشيد-.

حتى هذه اللحظة لا زلنا واجمين مذهولين مما حصل، طالب متفوق في جامعة المنصورة يقدم على طعن فتاة في ربيعها العشرين عدة طعنات من الخلف والصدر، ثم ينهي حياة الفتاة نيرة من خلال ذبحها قبل ان يتمكن أحد حراس بوابة الجامعة من الإمساك به والسيطرة عليه.

الجاني محمد عادل اعترف لدى النيابة العمومية باقترافه هذه الجريمة البشعة وقام بتمثيل الجريمة بكامل تفاصيلها البارحة في ساعات متأخرة من الليل وقامت النيابة العامة بإحالة القضية الى المحكمة الجنائية بالمنصورة.

من خلال تحقيقات النيابة وشهادة أقارب المجني عليها نيرة عادل، تبين ان القاتل كان يتعقب القتيلة منذ ثلاثة سنوات، وكان يضايقها بدعوى انه يحبها ويريد الارتباط بها. الا ان الفقيدة كانت تصده وترفضه حتى آخر لحظة في حياتها وكشفت احدى الرسائل الصوتية هذا الرفض من قبل نيرة وكذلك كشفت عن تهديد القاتل لها، بأنه سوف ينتقم منها، وقد أقدم على ذلك بالفعل.

توفيت الفتاة المصرية نيرة أشرف على عتبة الجامعة، قتلت وهي ذاهبة لتجري امتحان آخر السنة وكان حلمها ان تتخرج وتصبح مضيفة طيران، الا ان القدر اختار لها طريقا آخر ونهاية حزينة على يد شخص نرجسي مفرط الانانية وحش في ملامح بشرية.

بالأمس قتلت نيرة المصرية واليوم تقتل فتاة اردنية وما يغيض في هذه المسألة هو صمت المجتمع على جرائم كهذه، جرائم ذبح بناتنا على الملأ كل ذنبهن هو خروجهن لطلب المعرفة والعلم، شأنهن شأن اخوانهن من الشباب.

قاتل الطالبة الاردنية ايمان ارشيد اطلق على نفسه النار بعد محاصرة الشرطة له

القاتل في جريمة المنصورة معروف واسمه محمد عادل، والإعدام حتما سيكون مصيره، ولكن من هو القاتل الحقيقي في الجريمتين؟ جريمة المنصورة وجريمة عمان؟ القاتل الذي ذبح نيرة في المنصورة وأطلق الرصاص على ايمان في عمان من هو ذاك الذي قتل حلمين في اقل من أسبوع واحد؟ الحقيقة يا سادة ان الذي قتل نيرة وايمان هو ضميرنا المعطل وعينا الخرب وجهلنا المفرط .جهلنا بأن المرأة هي المجتمع كله. وهي في الشارع والجامعة وفي أي مكان اخت لنا يجب ان نصونها ونحافظ عليها لأنها أم المستقبل ومربية الأجيال المقبلة. الآن كيف ستقبضون على هذا المجرم وكيف ستحاكمونه وتعدمونه؟

بالأمس خرج علينا داعية مصري اسمه مبروك عطية يطلب من الفتيات ان يخرجن وهن متشحات “قفة” حتى لا يطمع فيهن أحد. وقال بالحرف الواحد ان التي لا تفعل ذلك سوف تلقى الذبح. وعلى الرغم من بشاعة التصريح من داعية وأستاذ في الجامعة، الا ان المجتمع المدني لم يتحرك. حتى تلقينا اليوم خبر مقتل الطالبة ايمان رشيد في عمان.

ما دام الوعي الجمعي في وطننا العربي يشكله دعاة مثل المدعو مبروك عطية ترقبوا المزيد من الضحايا في بيروت وفي الرباط وتونس. ما دام المجتمع العربي ينظر للمرأة كأنثى تشبع غرائزنا، انتظروا المزيد من التقهقر والتخلف والضعف. فكما تقتل بناتنا.. تغتصب مدننا .. والا كيف ضاعت القدس وكيف نحرت بغداد ….؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى