الولايات المتحدة ترفض اقتراح عقد مؤتمر مع ستالين في مثل هذا اليوم 2 فبراير 1949
في ظل الأزمة الأكرانية الراهنة والسجال الدبلوماسي القائم بين روسيا والولايات المتحدة، نتذكر اليوم معا أحداثا مشابهة تماما لما يقع اليوم. اذ نستحضر وإياكم حدث سياسي هام في أواخر الأربعينيات، ألا وهو رفض الرئيس الأمريكي مقترح ستالين بزيارة موسكو لعقد مؤتمر.
في محتوى هذا المقال
البرود والجفاء الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي
رداً على اقتراح الزعيم السوفيتي (جوزيف ستالين) بأن يسافر الرئيس (هاري ترومان) إلى روسيا لحضور مؤتمر، رفض وزير الخارجية (دين أتشيسون (الفكرة بجفاء معتبرا إياها “مناورة سياسية”.
كان هذا البرود السياسي المثير للفضول دليلًا إضافيًا على الخلاف الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. والذي كان سمة مميزة للسنوات الأولى لما سمي فيما بعد بالحرب الباردة.
طرح ستالين فكرة سفر ترومان إلى الاتحاد السوفيتي، أو ربما إلى بولندا أو تشيكوسلوفاكيا، خلال تصريح أشار فيه إلى أن صحته تمنعه من المجيء إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي.
اقتراح ستالين الغامض يواجهه رد حاد من الخارجية الأمريكية
كان جدول أعمال ستالين لمثل هذا الاجتماع سطحيًا، بما يتجاوز الدعوة العامة لإعلان كل دولة أنها لن تلجأ إلى الحرب في التعامل مع الأخرى. صرح الوزير (أتشيسون) أنه وجد هذه الفكرة “محيرة”، مجادلاً بأن الالتزامات التعاهدية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة قد استبعد فعلا الحرب بين القوتين العظمتين.
علاوة على ذلك كان ستالين بدون أجندة واقعية وكان (أتشيسون) مترددًا في إلزام الولايات المتحدة بأي محادثات مباشرة مع الاتحاد السوفيتي. وخلص الوزير آنذاك إلى أنه على أي حال، لم يكن الرئيس ترومان على استعداد لعبور المحيط ويقطع مسافة بعيدة لمجرد لقاء الزعيم السوفيتي.
كان اقتراح ستالين الغامض، ورد أتشيسون الحاد، نموذجًا للحرب الكلامية المتواصلة التي وقعت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة خلال أواخر الأربعينيات وكذلك خلال الخمسينيات.
أوضح السجال اللفظي انعدام الثقة من كلا الجانبين والفشل في تحديد أي أساس للمفاوضات الدبلوماسية. على الرغم من أن العلاقات بين البلدين تحسنت قليلاً خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، استمرت الحرب الخطابية بلا هوادة.