من صفحات التاريخ | اغتيال الجنرال العسكري والسياسي الداهية فلافيوس أيتيوس

من أشهر الاغتيالات القاسية في التاريخ، هو اغتيال الجنرال العسكري والسياسي الداهية فلافيوس أيتيوس Flavius Aetius الروماني، من قِبل الإمبراطور فالنتنيان الثالث Valentinien III وحارسه الشخصي هرقل في يوم 21 سبتمبر 454م.

كان فلافيوس أيتيوس حوالي (391–454) جنرالًا رومانيًا ورجل دولة في فترة الإمبراطورية الرومانية الغربية وكان قائدا عسكريا والرجل الأكثر نفوذا في الإمبراطورية لمدة عقدين (433-454).

لقد أدار السياسة فيما يتعلق بالهجمات البربرية المسترسلة في جميع أنحاء الغرب. والجدير بالذكر أنه حشد جيشًا كبيرًا من القوات الرومانية والحلفاء في معركة السهول الكتالونية، منهياً غزوًا مدمرًا من قبل أتيلا في 451، على الرغم من أن الهون وحلفائه المقهورين ما زالوا قادرين على غزو إيطاليا في العام التالي.

لطالما أطلق على أيتيوس لقب “آخر الرومان”. يشير إليه إدوارد جيبون بأنه الرجل الذي يُحتفى به عالميًا على أنه كسر البرابرة ودعم الجمهورية لانتصاره في السهول الكاتالونية. يلاحظ أيضا أنه كان الدعامة الوحيدة للإمبراطورية الغربية خلال فترة حياته نال الإعجاب بالإجماع من قبل معاصريه.

فلافيوس أيتيوس يعتبره بعض المؤرخين كونه آخر روماني عظيم، وهذا بسبب شخصيّته ودهائه، والنجاحات التي أنجزها للإمبراطوريّة الرومانيّة، ويُحسب له إنه الوحيد الذي تمكن من تحدي الهونيّون بقيادة أسطورتهم أتيلا الهوني. Attila

الزحف الهوني بقيادة أتيلا على الإمبراطورية الرومانية الغربيّة في أوروبّا، لا يختلف كثيراً عن الزحف المغولي على الشرق بقيادة چنكيز خان وسلالته، وهذا لأنّ المغول والهون يتشابهون في نفس السمات البدويّة والحربية.

وهناك جزء من المؤرّخين يعتبرون المغول والهون ينتمون إلى سلالة واحدة، وجزء آخر يعتبر الهونيّون هم في الحقيقة أجداد الأتراك. ولولا فطنة ومهارة أيتيوس في الائتلافات والسياسات التي أقامها، وبترأسه للجيش في مجابهة الهون، لكانت الامبراطوريّة الرومانية قد انهارت منذ أمد سحيق.

بعض من الضاغنين أو المبغضين لنجاح أيتيوس، افتعلوا فتنة بينه وبين الإمبراطور فالنتنيان Valentinian، مدعيين ان أيتيوس يعمل على ترتيب زواج ابنه من ابنة الإمبراطور ليستولي على العرش.

حـاول أيتيوس أن يدافع عن نفسه من الإتّهامات التي واجهه بها فالنتنيان، ولكن تمت خيانته من قبل الامبراطور وحارسه وقتلوه في نفس اللحظة، وفي سرد ذكره الكاتب الروماني المُعاصر للأحداث سيدونيوس أبوليناريس Sidoine Apollinaire، إنّ في مَجلس الشيوخ تفاخر فالنتنيان بالتخلّص من أيتيوس، فجاوبه أحد الشيوخ قائلاً: “لا أعرف سواء أكان جيّداً أم لا، لكن ما أعلمه، هو أنَّكَ قَطعتَ يدك اليُمنى بيدك اليُسرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى