كيف كانت نهاية الإمبراطور الفرنسي والقائد العسكري العظيم نابليون بونابرت؟

قلما شهد التاريخ شخصية مثل شخصية نابليون التي شغلت العالم لعقود، شخصية تميزت بالحنكة والذكاء العسكري وكذلك السياسي. في هذا المقال سوف نكتشف كيف كانت نهاية نابليون بونابرت بعد سلسلة من الأمجاد التي حققها لنفسه ولوطنه فرنسا.

لقد أنهى نابليون دراسته الحربية وتخرج في 1785 وعين برتبة ملازم أول في سلاح المدفعية التابع للجيش الفرنسي الملكي. وقد ظهرت مهارته الفائقة حينما ساهم مساهمة فعالة مع الضباط (اليعاقبة) في ظل نفوذ «لجنة الإنقاذ العام» في طرد الإنجليز من مدينة تولون.

وفى سنة 1795 ظهرت براعته حين شارك في تعضيد حكومة الإدارة وفي القضاء على المظاهرات التي قام بها الملكيون.

حملة نابليون على مصر

وبعد قيام الثورة الفرنسية تمت ترقية نابليون، وقام بحملته الشهيرة على مصر التي كان يعتبرها مدخل الشرق للقضاء على تجارة بريطانيا مع الهند. ولكن حملته انتهت بالفشل الذريع أمام الأسطول الإنكليزي بقيادة نيلسون في معركة “أبى قير” البحرية.

رجع نابليون إلى فرنسا، ثم أعلن بعدها نفسه قنصلا وبعد عشر سنوات لقب بالإمبراطور.

اصطحب نابليون معه في حملته على مصر، تشكيلة من العلماء وكانوا أكثر من 150 عالما وأكثر من 2000 متخصص من صفوة الفنانين والرسامين والمؤرخين وغير ذلك. وأدخل نابليون الطباعة العصرية إلى مصر وترك باحثو الحملة وفننوها وعلمائها وراءهم كتبا كثيرة تصف مصر، و التي أصبحت فيما بعد مرجعا أساسيا في فهم التاريخ المصري.

حروب نابليون وانتصاراته العسكرية

خاض نابليون الكثير من الحروب ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من الدول، حيث حقق انتصارات مذهلة في 40 معركة منها. حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر.

الإبعاد والمنفى

عقب هزيمته في معركة واترلو يوم 18 يونيو 1815، أجبر الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت على التنازل عن العرش مرة ثانية لتنتهي بذلك مدة المئة يوم التي تلت هروبه من منفاه الأول بجزيرة ألبا.

وعلى إثر هذه الهزيمة، أبعد الإمبراطور الفرنسي إلى جزيرة سانت هيلينا   بعرض المحيط الأطلسي أين وضع تحت الحراسة المشددة.

وبهذه الجزيرة أمضى نابليون بونابرت ما تبقى من أيامه حيث فارق الحياة يوم 5 مايو 1821 في ظروف صعبة للغاية.

مرض نابليون

وفقا لبعض مصادر تلك الحقبة، كابد نابليون بونابرت خلال الأشهر الأخيرة من حياته، أوجاع شديدة ببطنه. ويوم 17 مارس 1821، أصبح الإمبراطور الفرنسي طريح الفراش.

 بالإضافة لعدم قدرته على الحركة، امتنع بونابرت شيئا فشيئا عن تناول الطعام المقدم إليه، وضل يتقيأ بشكل يومي تزامنا مع تراجع وزنه بشكل مفاجئ.

وفي الرابع من شهر مايو، قدم الطبيب الإنجليزي “أرشيبالد أرنوت”   جرعة من “كلوريد الزئبق الثنائي”-وسط معارضة من الطبيب الفرنسي فرانسوا أنتوماركي-لنابليون بونابرت أملا في مساندته على تخطي الآلام.

وفي بادئ الأمر لاحظ الجميع بعض بوادر التحسن على صحة الإمبراطور السابق الذي اشتكى فيما بعد من أوجاع أخرى أكثر حدة من السابقة.

وفاة نابليون بونبارت

وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 4 و5 من مايو 1821، كان نابليون بونابرت شبه غائب عن الوعي في احدى اللحظات التي استعاد فيها وعيه، نطق بونابرت بكلماته الأخيرة قائلا ” رأس … جيش”.

في حدود الساعة الخامسة وتسع وأربعين دقيقة مساء يوم 5 مايو 1821، فارق نابليون بونابرت الحياة عن عمر يناهز 51 عاما و8 أشهر و20 يوما. لتنطفئ بذلك أعظم شخصية فرنسية عرفها التاريخ، شخصية نابليون بونابارت التي أرعبت أوروبا على مدار سنوات طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى