قصة نهاية عصر المماليك ودخول العثمانيين الغزاة الجدد إلى مصر
ذكرى نصر العثمانيين على المماليك في واقعة الريدانية، لتتحول مصر لولاية بعد أن كانت دولة محورية
في محتوى هذا المقال
وقعت معركة الريدانية بين المماليك بقيادة السلطان طومان باي والعثمانيين بقيادة السلطان سليم. وذلك في 29 ذي الحجة 922 هجري الموافق في تاريخ 1517/01/22 م.
وكان عدد العسكر العثماني 150000 مقابل 90000 من العسكر المملوكي.
قبل القتال
كان المماليك يكابدون من الخوف نتيجة الانكسار في مرج دابق قبل شهور قليلة، حيث أبوا مقترح طومان باي بالمضي إلى العريش لملاقاة العثمانيين هناك، وآثروا المكوث في الريدانية قرب القاهرة والتعويل على دفاعاتها.
وقام طومان باي بجلب 200 مدفع ووضعها في الريدانية والغرض منها هو مفاجأة العثمانيين عند مرورهم والإغارة عليهم وحُفرت الخنادق وأقيمت الدشم لمئة مدفع وكذلك المتاريس المضادة للخيول، ولكن جان بردي الغزالي نائب طومان باي كان متآزرا مع العثمانيين وأرسل لهم المخطط الدفاعي، فقام السلطان سليم بالانعطاف حول جبل المقطم وهاجم جيش المماليك من الخلف.
الحرب
التقى الجيشان في الريدانية، فكان بين الجيشين حرب استثنائية تفوق المماليك في البدء ثم تفوق العثمانيين، وأمام التفوق العثماني، أزمع طومان باي بنفسه أن ينفذ عملية فدائية بأن يهاجم فسطاط السلطان سليم ويغتاله لكي يحطم معنويات العثمانيين، وفعلا نجح في الوصول للفسطاط، وقبض على سنان باشا الصدر الأعظم العثماني وقتله بيده ظناً منه أنه سليم.
وتواصلت الحرب وزاد التفوق العثماني بسبب كثافة تشغيل الأرشاق والبواريد وقتل من جيش المماليك حوالي 25000 محارب أمام 9000 من العثمانيين.
وبعد زهاء 8 ساعات من بداية الموقعة فر طومان باي وانتصر العثمانيين ودخلوا القاهرة، وبعدئذ تم القبض على طومان باي وقتله على باب زويلة.
بعد الحرب
تحولت مصر من دولة حرة رئيسية إلى ولاية خاضعة للدولة العثمانية، ولم يقم السلطان سليم بتغيير النظام الاداري المملوكي، بل أبقى عليه بشكل يكون تابع له، وعين المملوكي خاير بيك واليا على مصر، وقام بإنشاء الديوان الأكبر والديوان الأصغر، وكانا يجسدان النفوذ العسكري والديني، ورتب في مصر سبعة أفواج لحمايتها.
المصادر:
- بدائع الزهور في وقائع الدهور، ابن إياس
- بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى، عبد العزيز بن فهد المكي.
- انفصال دولة الأوان واتصال دولة بني عثمان، ابن زنبل
- تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر، عمر الإسكندراني