كيف تجعل مقالك جذابا و مميزا

القواعد و الأسس العامة لكتابة مقال جيد

كتابة المقال شأنها شأن أي صنف من الكتابة يخضع إلى جملة من الضوابط و القواعد التي لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها أو إهمالها.

كما هو معلوم، المقالات أصناف و أنواع متعددة. إذ نجد المقال الصحفي و المقال المعرفي أو العلمي. و كذلك المقال التحليلي أو النقدي. و تنقسم المقالات أيضا حسب مواضيعها، إذ نجد المقال الأدبي يختلف عن المقال السياسي. و المقال الفلسفي يختلف عن المقال التوثيقي أو التحقيقي. و هناك مقالات تعليمية أو توجيهية تختلف شكلا و صياغة عن المقالات الأخرى .

كما يجدر بنا في هذا السياق، أن نفرق بين المقال و التدوينة رغم التشابه الكبير بينهما. و لكن توجد أيضا تدوينات على المنصات الاجتماعية تكتب في صيغة مقالات خاصة منها التي تطرح فيها الأفكار بشكل منهجي أو جدلي .

على الرغم من التشابه الكبير بين المقال الصحفي و التدوينة، إلا أن هناك قواعد إضافية بالنسبة للتدوين، إذ يجب على المدون مراعاة (قواعد السيو) إذا كان يريد لمقالته أن ترتقي و تتصدر محركات البحث. وهذا سنخصص له مقالا لاحقا بإذن الله تعالى .

أما الآن دعونا نتعرف على القواعد و الأسس العامة التي تطلبها كتابة المقال. و كيف تجعل مقالك جذابا و مميزا .

موقع نموذج يقدم لك أهم القواعد و المناهج حتى تكتب مقالا مفيدا تثري من خلاله المحتوى على الويب .

أهم الشروط و القواعد لكتابة مقالة جيدة و مفيدة

كتابة المقال تخضع لأحكام و شروط و من أهمها التخطيط الجيد، تقسيم المقال إلى محاور و عناصر ، استعمال لغة سلسة مبسطة .

كل مقال أي كان نوعه و تصنيفه يجب أن يحتوي على عنوان رئيسي ، و كذلك مقدمة و جوهر و خاتمة .

لا يصنف المقال مقالا إذا افتقد إلى أحد تلك العناصر أي

  • العنوان
  • المقدمة
  • الجوهر
  • الخاتمة

عنوان المقالة هو مفتاح نجاحها

البعض يهمله و آخرون يكتبون العنوان على عجل، فيأتي خاو من أي دلالة أو معنى . في حين أن العنوان يجب أن يلخص المقالة كلها، و يشير إلى أهم عناصرها، وهو بالتالي يصاغ بكيفية جذابة في جملة تامة المعنى لاهي بالطويلة المركبة و لا هي بالقصيرة المنقوصة.

 أكتب عنوان مقالتك على نحو يجعل القارئ متشوقا إلى المحتوى و من الأفضل أن تكتب عنوان مقالتك بعد أن تنتهي من كتابتها أو مراجعتها خذ وقتا كافيا لاستنباط العنوان المناسب.

العنوان يجب أن يلخص فكرة المقالة ، مثلا يمكنك صياغة هذا العنوان إذا كنت تكتب مقالة عن الهجرة السرية : ( الهجرة السرية بين المخاطر و الطموح) أو ( الهجرة السرية هاجس الشباب و رؤيته الضيقة) أو ( عشرة أسباب تجعلك تتخلى عن فكرة الهجرة)…

المقصد هنا أن على كاتب المقال أن يعير اهتماما كبيرا لعنوان المقالة، يجب تجنب التسرع أو تعويم المقال من خلال عنوان” لا  طعم له و لا رائحة” كأن تكتب ( مشاكل الهجرة السرية وحلولها) عنوان لا يشد القارئ و ربما تجد هذه الصياغة متكررة على صفحات الويب .

العنوان المثالي أو النموذجي لأي مقالة هو العنوان الذي يترك صدى و انطباعا. لا ضير إذا وظفت “الفنطازيا ” أو شيئا من الخيال إذا كانت مقالتك تستدعي ذلك.

اجعل إيقاعا في عنوان مقالتك ، كأن تكتب ( هكذا وجدت الوطن بعد عشرة  أعوام يا  أبي) أو ( عشرة أعوام من  الغربة علمتني الحب) أو ( الغربة حلم كل غريب في وطنه) أو ( موسم الهجرة إلى الوطن…). العنوان ليس مدخلا للمقالة فحسب بل هو كل المقالة تقريبا. أنصحك بالتفكير مليا قبل وضعه .

مقدمة المقال ليست مجرد افتتاحية

يعتقد البعض أن مقدمة المقال مسألة ثانوية فلا يعيرها حيزا هاما من الاهتمام فتجده فجأة يخلص إلى الجوهر أو ما يعتقد خطآ بأنه صلب الموضوع.

مقدمة المقال يجب أن تحتوي بدورها على  ثلاثة عناصر:

  1. الافتتاحية
  2. التقديم
  3. الملخص

إفتتاحية المقال

أما الافتتاحية فهي  تشبه الديباجة أو هي  مدخل الكاتب إلى  مقاله وهي مقدمة المقدمة و البعض يسميها استهلالا. كأن تكتب مثلا :

كثيرة هي قوارب الموت… و الموج الصاخب مرتفع في بحر بلا نهاية … بحر يحلم بجثث و بقايا لأسراب من الحمائم أضاعت سبيلها إلى حلم بلا وطن أو وطن بلا حلم…

لا يجب على افتتاحية المقال أن تكون مطولة حتى لا تكون مملة. تجنب الجمل الإنشائية مثل: (أيها السادة أو عزيزي القارئ نقدم لكم في هذا المقال جملة من الأفكار حول الهجرة …). تجنب هذا الأسلوب الركيك من خلال  توظيف الخيال و الإيقاع الشعري، فالقارئ يستهويه هذا الأسلوب إذا كان غير متكلف أو غوغائي.

كن مفكرا و شاعرا و مبدعا و ملهما كن مؤثرا عندما تكتب 

تقديم المقال

أما تقديم المقال فيأتي مباشرة بعد الاستهلال، و لكن طريقة صياغته تكون مختلفة بعض الشيئي، فلا توظيف للخيال فيه، و لا مكان للإيقاع هناك،. بل يجب أن تسود الأفكار و المعاني المتصلة بالموضوع مباشرة كأن تكتب:

[الهجرة السرية تحتل المرتب الثالثة عالميا من خلال حصدها للأرواح بعد الجوائح و  الحروب، و هي بالتالي مبعث قلق بالنسبة للدول و المنظمات الإنسانية]. يمكنك هنا إدراج رقم أو رقمين لتعليل أفكارك و يمكنك الاستشهاد برأي خبير أو كاتب أو مسؤول.

التقديم غالبا  ما يطرح الفكرة الرئيسية يقسمها ، يبوبها ، ينظمها، فهو  روح المقال أو بالأحرى عقله.. فإذا حسن التقديم حسن المقال كله، و إذا فسد فسدت المقالة أيضا و ربما سقطت في فخ الحشو.

لذلك يجب عليك صياغة التقديم على مهل، خذ نصف ساعة على الأقل قبل تحريره.

التمهيد أو  ملخص المقال

ليس ملخص المقال ملخصا لشيء لم يكتب بعد، بل هو للتخلص من المقدمة و  التمهيد للجوهر. إذا هو مرحلة تسبق الجوهر مباشرة، لا يجب إغفاله أو الإطناب فيه، و الأفضل أن يكون طرحا في شكل تساؤل كأن تقول مثلا:

[ترى ما هي دواعي الهجرية السرية ؟ من المسؤول عن قوارب الموت ؟ كيف نضع حدا نهائيا لآلاف الضحايا ؟ أي دور يجب أن تلعبه الدولة  للحد من  تفاقم الظاهرة؟]

كتابة جوهر المقال

جوهر المقال هو ببساطة شديدة محوره و موضوعه، وهو الفكرة الرئيسية التي من أجلها كتب المقال ( الهجرة السرية نموذجا).

جوهر المقالة فيه تناقش الفكرة الرئيسية، و فيه تتفرع إلى أفكار أو عناصر.

لا يكتب الجوهر في كتلة واحدة بل يقسم إلى محاور و كل محور بدوره يقسم إلى فقرات… مثال:

  1. الهجرة السرية : أسبابها و دواعيها
  2. الهجرة السرية ظاهرة سلبية أم حل للآلاف من الشباب.
  3. كيف نتفادى قوارب الموت
  4. كيف نجعل شبابنا يتجنب مخاطر الهجرة السرية

جوهر المقالة إذا كان مقسما و مبوبا على نحو منظم يجعل الكتابة يسيرة و الأفكار واضحة و بالتالي ينطلق الكاتب نحو التحرير .

يجب على الجمل أن تكون متوسطة الطول غير معقدة و لا ركيكة التركيب .

الفقرات بدورها يجب أن تكون واضحة و منفصلة و لا يجوز كتابة أربع فقرات في عنصر في حين يكتب العنصر الثاني في فقرة واحدة . التقسيم يجب أن يكون متعادلا كل عنصر يحتوي على فقرتين على الأقل.

اختر العبارات أو الكلمات بعناية ، لا تكتب أي شيء دون التحقق و التثبت من صحته و سلامته . الأخطاء النحوية و الإملائية مرفوضة تماما عند كتابة أي مقال. لذلك تجب المراجعة الدورية و النهائية ثلاثة مرات على الأقل، أو توجيه المقال لطرف ثاني يساعدك في تصحيحه، شريطة أن تكون له دراية لغوية و أسلوبية كافية.

كيفية كتابة و صياغة خاتمة المقال

هي ليست” قفلة” كما يظن البعض و لا هي نهاية بل هي ذيل المقال، يكتب فيها ما لم يكتب في الجوهر أو بالأحرى ما لا يتحمله الجوهر لاعتبارات منهجية أو أسلوبية. يكتب فيها ملخص  الموضوع، أهم الأفكار و لكن الأهم من  ذلك كله، أن خاتمة المقال هي أفق لموضوع جديد. لأن كل فكرة هي متصلة بأخرى، فالهجرة متصلة بالبطالة و البطالة متصلة بتردي الوضع الاقتصادي و هكذا…

لذلك يجب على مقالتك أن تنفتح على فكرة جديدة، و تكون تمهيدا لكتابة و إبداع جديد.

 تلك كانت مجمل تصوراتنا عن مضمون و محتوى كتابة المقالة، حاولنا فيها تبسيط الفكرة لدى الكثيرين ممن يعتقدون أن كتابة المقالة مسألة صعبة أو عسيرة، لا بل على العكس تماما هي تجربة مثيرة و مغامرة شيقة .

نأمل في المحصلة أن تسارع إلى دفترك و أوراقك لصياغة مقال رائع   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى