الاستقالة في المنام وتفسير الطرد أو فقدان العمل في الحلم
في محتوى هذا المقال
إخوتي الأعزاء، أخواتي الكريمات، أهلا ومرحبا بكم جميعا في موقع تفسير الأحلام. هذا اللقاء موضوعه تفسير الاستقالة في المنام وكذلك حلم ترك العمل وما يتصل بذلك من ظواهر مثل الطرد التعسفي وما إلى ذلك.
الأحلام المتصلة بالعمل أو الوظيفة، أغلبها ذات صبغة سيكولوجية أو أبعاد اجتماعية، كلما كانت ظروف العمل في المنام جيدة كلما دل ذلك على استقرار وتوازن نفسي شامل لأن العمل قد يشكل جوهر الإنسان وكينونته.
أحلامنا غالبا ما يكون مسرحها مكان العمل أما الشخصيات الطاغية على الأحداث والمشاهد فهي الزملاء وصاحب العمل أو مدير المؤسسة أما الاستقالة من الوظيفة أو تركها فهي ناجمة عن رغبات الرائي في تطوير ذاته أو تحسين دخله.
أغلب اللذين يرون في أحلامهم كأنهم يستقيلون من عملهم هم بالدرجة الأولى يبحثون عن مجال أو نشاط يتماشى مع مؤهلاتهم وقدراتهم لأن الوظيفة الحالية لا تلبي لديهم جانب الطموح أو الإبداع ومن ثمة النجاح.
عندما نفكر في الاستقالة أثناء اليقظة، يتملكنا شعور بالخوف من الندم لأن العثور على وظيفة أفضل قد لا يكون متاحا في الوقت الراهن ولكن الحلم قد يصور لنا عكس ذلك وذلك في الحقيقة ناجم عن صراع بين طموح الرائي ورغبته في تطوير ذاته وبين مخاوف الرائي من فقدان عمله الحالي وبالتالي مواجهة وضع اجتماعي صعب.
أحيانا لا تكون الاستقالة متصلة بالعمل على الرغم من بروز ذلك في الحلم ولكنها أساسا متصلة بالتغيير عموما، نحن نعيش في عصر يسوده الروتين والميكنة، حياتنا تشبه الآلة الضخمة أو الدوامة التي تدور في نفس الاتجاه دونما توقف، نصحو في الصباح نتجه إلى مكان العمل نقضي ثمانية ساعات في نفس النشاط نكرر نفس الكلمات ثم نعود إلى بيوتنا لنتناول العشاء ونقضي بعض الساعات أمام التلفزيون ثم ننام لنكرر في اليوم الموالي نفس النسخة وكأننا في الواقع لا نعيش إلا يوما واحدا طيلة حياتنا.
أستحظر في هذا السياق و إياكم فيلم “ألف مبروك” للنجم المصري أحمد حلمي هذا الفلم المستوحى من أسطورة سيزيف يعبر بشكل جيد عن حلقة الزمن المغلقة حيث يستيقظ البطل صباح كل يوم ليعيش نفس المراحل ( يستيقظ ، يذهب للعمل …) ولكنه يموت في منتصف الليل عندئذ يستيقظ مرة أخرى ليفاجئ بأنه يعيش أحداث اليوم السابق فيحاول تغيير واقعه و لكنه يفشل في كل مرة فيضطر إلى إتمام يومه بنفس الأحداث و الأشخاص و الأماكن حتى يأتي موعد موته فيفاجئه كل ليلة بأسلوب مختلف ومغاير و يتكرر هذا الواقع أو الحلم كل ليلة ليصور مأساة البطل سجين يومه .
هذا الفلم أو الحلم يصور بشكل واضح صراع الإنسان مع ذاته صراع الإرادة مع القدر نحاول أن نغير واقعنا من خلال الاستقالة ولكننا نفاجئ بعجزنا التام عن فعل ذلك نحن في المحصلة نشبه الرهائن داخل سفينة قرصان ربانها الزمن أو الوقت.
الاستقالة أو ترك العمل في منام العزباء
يتوقف تفسير حلم الاستقالة أو ترك العمل بالنسبة للفتاة العزباء على المشاعر التي رافقتها أثناء ذلك الحلم فإن شعرت براحة أو فرحة نتيجة تلك الاستقالة فذلك تأويله حسن إذ من المتوقع أن يطرأ تغيير إيجابي في حياتها يدعم تحررها أو استقلاليتها خاصة إذا رأت كأن صاحب العمل قد قبل تلك الاستقالة بكل ترحيب أو كانت أجواء ترك العمل بهيجة ليس فيها مظاهر حزن أو ندم.
الاستقالة أو ترك العمل في منام المتزوجة
الضغط النفسي أو التوتر قد يكون سببا مباشرا في رؤية الاستقالة في المنام بالنسبة للمتزوجة لأن المسؤوليات الملقاة على عاتقها غالبا ما تكون متضاعفة.
المرأة المتزوجة التي ترى في منامها كأنها تستقيل من عملها هي بالضرورة تبحث عن متنفس خارج إطار العمل والبيت، هي بحاجة إلى تحقيق ذاتها بعيدا عن مستلزمات الحياة اليومية أو الروتين.
قد يكون حلم الاستقالة في منام المرأة المتزوجة تعبيرا عن رغبتها في أخذ قسط من الراحة مثل الإجازة أو العطلة أو تقضية أوقاتا ممتعة مع الأسرة.
الطرد من العمل أو الوظيفة في المنام
هذا الحلم يتكرر بكثرة خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تعلق خاص بوظائفهم أو بالأحرى الذين شغلوا وظائفهم حديثا، الخوف من فقدان تلك الوظيفة لأتفه الأسباب، قد يجعل هذا الحلم يراودهم باستمرار.
أحيانا تكون ثقة الرائي بنفسه أو بقدراته محدودة للغاية فيعتقد في أعماق نفسه أن مكانه في تلك الوظيفة أصبح وقتيا و أنه مهدد بالطرد في كل لحظة فتجده في الحلم يفاجئ بالمدير أو صاحب العمل يترك له رسالة مضمونها أنه قد تم فصله و التخلي عن خدماته هذا الحلم قد يتحول إلى كابوس مؤرق في بعض الأحيان لكن تأويله عادة ما يكون إيجابيا فأغلب الرؤى المزعجة و التي تكون متصلة بالواقع أو تحاكيه يجري تأويلها على العكس لأن العقل الباطن قد يخطئ أحيانا في توجيه بعض الإشعارات أو الرسائل فيضمنها مشاهد أو عبارات قد تجد صداها في اليقظة على النقيض تماما .
ومثل ذلك أن يرى النائم كأنه تلقى على هاتفه المحمول رسالة من صاحب العمل تفيد بأن لا داعي من الالتحاق بالعمل لأن الشركة قد تخلت عن خدماتك ولكنه في اليوم الموالي يفاجأ بأن صاحب العمل يدعوه إلى مكتبه ليبلغه شكره أو تقديره وربما يعلمه بأن ترقية أو علاوة تنتظره في الأيام القليلة المقبلة. وأحيانا كثيرة يكون حلم الطرد أو الفصل غير متعلق بالرائي ولكنه مرتبط بأحد أصدقائه في العمل وهذا الصنف من الأحلام مبعثه الاستشعار أو التخاطر وهذه ملكة متوفرة عند الكثير من الناس إذ بوسعهم أن يعيشوا أحداثا في الأحلام كثيرا ما تتحقق لأصدقائهم أو إخوتهم.
فقدان العمل أو الوظيفة في الحلم قد يكون ناجما عن عدم الشعور بالأمان على المستوى النفسي والاجتماعي، العمل أساسا مرتبط بالرزق والرزق يعد أحد أركان الأمن في حياة الفرد فلا معنى للحياة دون عمل.
الخوف من المستقبل أو عدم الثقة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن قد يكون سببا مباشرا في رؤية الأحلام المتصلة بفقدان العمل أو الطرد من الوظيفة.
خاتمة
يشكل العمل إحدى الدعائم الأساسية بالنسبة للفرد أو الأمم إلى جانب الصحة والمال فهو بالتالي يعد صمام أمان من دونه لا نستطيع تحقيق توازننا النفسي، لذلك نحن نخشى دائما من أن نفقد عملنا ذلك الشعور يراود كل شخص حتى أصحاب السلطة والنفوذ قد يرون في أحلامهم بأنهم قد عزلوا من مناصبهم أو قد تمت إقالتهم من قبل رؤسائهم هذا الحلم سببه القلق الدائم من المستقبل المجهول الذي قد يفاجئنا في كل مرة بمسائل غير متوقعة.
إذا كان حلم الاستقالة من الوظيفة ناجم عن صلابة الإرادة والرغبة في خوض تجارب جديدة أكثر مواءمة مع قدراتنا فإن حلم الطرد أو فقدان العمل متصل بمخاوفنا أو هواجسنا التي قد يبررها وضع غير آمن في الواقع، أحلامنا في المحصلة تصف ما نشعر به في أعماق اللاشعور من قلق أو خوف خاصة تجاه المستقبل أو المجهول.
أيها السيدات والسادة، أشكركم من أعماق الفؤاد على تفضلكم بزيارة هذا الموقع نأمل أن يكون الموضوع قد حاز على إعجابكم، وإلى لقاء قريب إن شاء الله دمتم في رعاية الله وحفظه.