تفسير حلم الإعتذار والاسف لصديق أو قريب أو حبيب

الاعتذار في المنام يدل على الصفح أو العفو أو المغفرة وهو في التأويل حسن ما لم يكن في طلب الاعتذار مهانة أو ذل أو توسل من قبل الرائي تجاه شخص آخر، قريبا كان أو بعيدا.

قال تعالى:

{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].

الاعتذار في المنام قد يدل على التوبة وحتى الاستغفار وهو محمود خاصة إذا كان موجها للأب أو الأم أو كلاهما.

في الواقع يمكن للاعتذار في الحلم أن يتحمل أكثر من دلالة ومعنى، فهو أحيانا يدل على نفسه أي أنه يدل على الصفح والتسامح بين الرائي والشخص الظاهر معه في الحلم.

وأحيانا يدل الاعتذار على الأضداد من معانيه حين يكون في غير موضعه كأن يعتذر الأب من ابنه أو المعلم والمربي من تلميذه أو صاحب العمل من العامل وقد يدل الاعتذار في هذا المقام على غضب الشخص الذي شوهد في الحلم وهو يعتذر وقد يدل المنام على تعنته وعناده.

الاعتذار سمة الأقوياء والنبلاء والشرفاء، إذا رأى شخص في منامه كأنه يطلب المعذرة لنفسه أو لغيره فهو في الواقع يتسم بشخصية قوية وثابتة خاصة إذا رأى في الحلم كأنه يقدم الأدلة والشواهد المبررة لاعتذاره فإن قبل اعتذاره في الرؤيا فلذلك تأويلات عديدة فإن كان يعيش أزمة مالية خانقة فإن الله يفرج كربه وإن كان له دينا فإنه يقضيه وإن كان مريضا فاعتذاره شفاء وإن كان سجينا أو متهما ورأى كأنه يعتذر أو يتوب لذنب قد اقترفه فإنه بإذن الله ينجو أو يتوب توبة نصوحا لا زلل بعدها.

الاعتذار في منام الفتاة غير المتزوجة أوالعزباء

يمكن للرائية (العزباء) أن ترى في منامها كأنها تطلب العفو أو السماح أو الغفران من قبل أبويها وذلك في التأويل حسن ويدل على رضاهم وهو بالتالي يدل على المغفرة من قبل الله سبحانه وتعالى ويحمد في التأويل أن تطلب العزباء العفو والسماح بالبكاء الخافت من أبيها أو جدها وذلك في التأويل عفو ومغفرة من قبل الله ولا يحمد في التأويل أن تستجدي الفتاة العفو والأعذار من قبل حبيب أو خطيب خاصة إذا كان في المشهد ما يعبر عن المهانة والاستجداء.

إذا كانت الفتاة على خلاف مع صديقتها أو شقيقتها أو جارتها أو قريبة لها، ورأت في الحلم كأنها تعتذر منهن أو رأت كأنهم يطلبون منها السماح فذلك تأويله حسن لأن الاعتذار والاعتراف بالذنب يدل على الصلح والتئام الجراح وعودة العلاقات إلى طبيعتها أو سالف عهدها.

الأسف في المنام يجب ما قبله من خطأ أو جرم أو زلل وهو في التأويل حسن إذا كان موجها للأب أو الأم أو المربي أو أي شخص آخر يكون بمنزلة هؤلاء مثل الجد والعم والخال …

تفسير الاعتذار في منام المتزوجة

إذا رأت المتزوجة كأنها قامت بفعل أو عمل يستوجب الاعتذار ثم رأت في المنام كأنها تستنكر ذلك أو شعرت كأن اللذين من حولها يستنكرون ذلك ويدينونه فالاعتذار في مثل هذه الحالة يفيد العفو والسماح والمغفرة وقد يمح ذلك الأسف كل ما صنعت أو اقترفت من أخطاء سواء تجاه الزوج أو غيره من الأشخاص اللذين قد يظهرون في الحلم والأصل في هذا التأويل تلك العبارة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“‏ كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ‏”‏‏

يحمد في الرؤى أن ترى المتزوجة كأنها تطلب العفو من زوجها لأن ذلك في التأويل يرجح التوافق بينهما والأصل في هذا التأويل، العبارة الشهيرة ” الصلح خير”.

ويجري هذا التأويل على الحوامل والمطلقات والأرامل من النساء كما يحمد في تعبير الرؤى أن يطلب الزوج من زوجته الصفح والعفو والسماح فكلما كان ذلك المشهد في الحلم مصورا للسلم والتوافق بينهما كلما دلت الرؤيا على خير يصيبهما في الرزق أو الصحة أو الأبناء.

الاعتذار والأسف والسماح في منام الرجل

يتوقف تفسير حلم الاعتذار عند الرجل على المشهد أو الموقف الذي يستدعي ذلك فلا يحمد في التأويل استجداء العدو أو الغريم بطلب العفو منهما لأن الحلم في هذا السياق قد يصور ضعف الرائي أو وهنه وقد يترجم الحلم حالة العوز والقصور أو التقصير وربما دل المشهد على العجز وعدم القدرة على الأخذ بزمام الأمور.

بينما يحمد في التأويل أن يرى صاحب المنام كأن عدوه جاء يطلب منه الصفح والعفو فيرى النائم أو الرائي كأنه قبل ذلك الاعتذار بقلب صافي أو نية خالصة لقوله تعالى:

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}

حيث يدل اعتذار العدو وتأسفه على ذهاب الأذى من قبله وحلول الخير والأمن أو السلام.

يحمد في التأويل أن يعتذر الرجل لصديقه أو شخص عزيز وأن يتوجه له بعبارات في الحلم تدل على طلب العفو مثل السماح والرجاء ويكره في التأويل عبارات مثل (أتوسل لك بأن تسامحني) لأن فيها ما يعبر عن الإهانة ويكره ما قد يصاحب تلك العبارات من دموع أو بكاء لأن كلاهما مكروه في أحلام الرجال.

فضل الاعتذار في الحلم كفضله في اليقظة لقوله تعالى:

{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]

وفق هذه الآية الكريمة، الصفح والعفو وقبول الاعتذار ممن أخطأوا في حقنا أو تسببوا لنا في المتاعب والآلام قد يدل على مغفرة من الله وهي أعظم وأبقى، فالمؤمن الصادق هو الذي يتسامح ويصفح لذلك يمكن اعتبار الحلم بمنزلة الرسالة التي تذكرنا بمدى قيمة وفضل الاعتذار أو العفو والتسامح لأن في ذلك احتساب الأجر لله سبحانه وتعالى.

وفي ختام هذه الرسالة من تفسير الأحلام، أود أن أهدي السيدات والسادة القراء هذه الأبيات للشاعر كعب ابن زهير والتي فيها يطلب الاعتذار من النبي صلى الله عليه والسلم بعد أن أهدر الرسول دمه.

أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي

وَالعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

وَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا

وَالعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى