تفسير سبب رؤية الارهاب والارهابيين في المنام

قنابل موقوتة ، جثث و أشلاء وقتلى في كل مكان ، رصاص يدوي و أم ثكلى ، حزن و بكاء ودم … لو كان الرسام العاامي ليوناردو دافنشي بيننا لرسم بقعة كبيرة سوداء ثم قال لنا : هذا هو عالمكم!

تلك الصور و الأخبار التي يتلقاها عقلنا الواعي من خلال شاشة التلفزيون لا يستطيع أن يستوعبها و لا أن يتحملها ، الإرهاب مصطلح قديم في لفظه حديث في معانيه ، بكل بساطة هو الخوف المستمر هو الرعب المتحرك هو لعبة عصرنا هذا للأسف مثله مثل الدمية المخيفة …

لم تعرف البشرية عن الإرهاب و القتل و سفك الدماء أكثر مما عرفنا نحن اليوم . يظهر الإرهابي في أحلامنا ليدل على جشع نفوسنا و قتامة واقعنا وقبح ذوقنا العام و سوء تصرفاتنا و أخطائنا تجاه أنفسنا و تجاه الإنسانية كقيمة نحن نتجمل كل يوم ولكن قبح نفوسنا لا نراه إلا في المنام . 

يظهر الإرهاب في المنام ، لينقل لنا أشد الصور قسوة عسى أن نتطهر من ذنوبنا على غرار ما كان يقع في المسرح الإغريقي البطل يقطع رأس زوجته لأنها تحب غيره ، ثم يقتل أولاده و أخيرا يبقر بطنه بسكين… كذلك يفعل الإرهابي اليوم إذ يرتدي حزاما ناسفا ثم يدخل ديرا أو كنيسة ليحول مشهد التعبد الرائع إلى كومة من الأشلاء، تراجيديا عبثية لا منطق فيها سوى منطق الشيطان : القتل ، الدم ، الموت ، الفناء .

الإرهاب في المنام هو إطلالة على زوايا النفس المتألمة

يراه النائم لأنه أصبح يتوجس من كل أمر ، حياة يومية صعبة ، هموم أو ديون متراكمة واقع سياسي ممزق و إنسان لم يعد منامه يتسع لحلم جميل واضح . منام فيه تراكمات الحاضر و تداعيات الماضي ، ليس حلم الإرهاب رؤية شخصية هو حلم مجتمع بأكمله و لكن الرائي” شاهده بالوكالة “. الإنسانية اليوم تعيش أسوأ مراحلها و كأنها تحتضر !

قد يكون الرائي يعيدا عن بؤر التوتر (العراق ، سوريا ، ليبيا ، اليمن ) قد يكون آمنا في مسكنه أو مخدعه ، قد يكون محبا لزوجته و أبنائه قد تكون حياته الاجتماعية مستقرة في ظاهرها و لكنه على الرغم من ذلك يرى الإرهاب و التفجير و الذبح و القتل لأنه ببساطة شخص أو إنسان مهموم ، نسي همومه في واقع رخو أو حياة ناعمة و مخملية إلا أن عقله الباطن لا يزال مشردا مثقلا بصور تعيسة وواقع مر وصفه الإعلام فأطنب في وصفه من خلال آلاف المقاطع و المشاهد، قطع الرؤوس و المشي على جثث الضحايا من النساء و الأطفال و العجائز ، مشاهد الرعب تلك هي ما نسميه الإرهاب ، إرهاب الذات ، إرهاب النفس المطمئنة إرهاب الإنسان ببساطة . 

الإرهاب في اليقظة له وظيفة واحدة ، تخويف المجتمع عسى أن ينام مبكرا و يتحول إلى آلة ضخمة لا تفكر بل تعمل وفق برمجة معينة محولة طاقته الإيجابية من حلم جميل يدفعه نحو الحياة إلى كابوس مرعب يقوده إلى الموت و الفناء ، موت الروح و ليس الجسد موت العقل موت القيم و المثل موت الأخلاق لتحيا أجسادنا مثقلة بالشحوم و الدهون و من ثمة الأمراض .

الإرهاب في منام المرأة المتزوجة 

المرأة المتزوجة ترى في أحلامها كأنها أاختطفت أو كأن مجموعة إرهابية ملثمة اقتحمت منزلها ذالك تأويله الخوف من مصير مجهول ، قد تكون الخلافات مع الزوج أحد أسباب هذه الرؤيا ، لذلك يتحتم على المرأة المتزوجة التي ترى أحلام القتل و التفجير الإرهاب أن تنتبه إلى الأساسيات في بيتها و تترك المسائل الثانوية جانبا ، حلم الإرهاب يصور مخاوف عميقة في نفس المرأة ، ليس بوسعها أن تشعر بها في اليقظة . عليها تجنب المهاترات الزائدة و أن تهتم أكثر بأبنائها و أن ترعاهم رعاية كاملة .

الإرهاب في منام الفتاة العزباء 

الفتاة العزباء كذلك تحلم بالإرهابيين من حولها و أحيانا ترى وجوههم و راء اللثام و في بعض الأحلام تشعر بالرصاص و هو يخترق جسدها و في البعض الآخر تشعر بسكين فوق رقبتها ، تلك الصور القاتمة ليست سوى تعبيرا عن هموم دفينة داخل نفس مكتئبة ، لعل الفشل في الدراسة أحد أسبابها و لعل تأخر الزواج أو استحالته جعل تلك الصور تظهر بتلك القتامة أو الفظاعة و لكن الحلم قد لا ينتهي على مشاهد مروعة، أحيانا تتحول ساحة الخوف و الرعب و الإعدام و قطع الرؤوس إلى مكان عادي أو سوق أسبوعي فيه تشترى البضائع و تباع !

و قد يتحول الإرهابي البغيض إلى رجل عادي و تختفي القنابل و السكاكين و الدماء ليحل محلهم أدوات عادية تستعمل للطبخ أو الأكل أو الزينة و لعل المشهد الأخير من حلم الإرهاب يتحول إلى حفل زفاف أو عرس جميل ، انه صراع الأنا الحالمة مع الأنا اليائسة … هكذا حدثتني إحدى صديقات الموقع و هي تستفسر عن معنى لحلمها في رسالة خاصة و كانت فعلا تعيش حالة نفسية صعبة بعد أن فقدت وظيفتها و أصبح حلم الإرهاب يراودها كل ليلة تقريبا لعدم شعورها بالأمان لذلك نشير في العديد من مواضيعنا إلى العمل و الرزق بوصفهما رموز أو أركان الأمان إلى جانب الإيمان بالله و القضاء و القدر . 

خاتمة

على كل شخص يرى في أحلامه صور كتلك التي تحدثنا عنها ، صور الدمار و الخراب و القتل و العنف و الدماء أن يعود إلى الله خالق الوجود و أن يدعوه ليلا و نهارا ، أن يزيح عنه الهم و الكرب و الحزن لأن الله وحده قادر على فعل ذلك و الله يستجيب لكل شخص دعاه و يجب على الرائي أن يتطهر من الكراهية و البغضاء و العدوان و أن يتحلى بروح التسامح و الحب ، أحبوا الحياة لأن على الأرض ما يستحق الحياة…على رأي الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى