الحديقة في المنام و تفسير حلم المشي و الجلوس في البستان
أيها الإخوة و الأخوات ، مرحبا بكم في موسوعة تفسير الأحلام ، موضوع هذه المقالة يتلخص في تفسر الحديقة في المنام أو حلم الحديقة ، حيث نطالع في هذه المقالة حلم المشي و التجول في الحديقة و كذلك الجلوس في الحديقة بين الورود و الأشجار . مع العديد من الظواهر الأخرى المتصلة بحلم البستان .
في محتوى هذا المقال
المعاني و الرموز و كذلك الدلالات التي تشير إليها الحديقة في المنام
” يجب على كل إنسان أن يكون بستانيا في حديقة روحه …” هذه المقولة التي جاءت على لسان جورج هوسمان Georges Haussmann تقدم في نفس الوقت ، تعريفا للحديقة النفسية عند الرائي أو صاحب الحلم و الذي يكون بذلك بستانيا لحياته العقلية و الروحية و النفسية.
الحديقة في المنام هي إحدى رموز الجنة ، و هي كذلك العالم الخلفي الجميل الذي يعيشه صاحب الحلم بعيدا عن أنظار المحيطين به ، و هي الملاذ الآمن أو المكان شديد الخصوصية وهي المكتبة في حلم المثقف أو العالم ، وهي الحبيبة أو الزوجة .
إن الذي يرى في منامه كأنه يتجول في بستان أو حديقة ، فمعنى ذلك أنه يحظى بسعادة و شعور بالرضا و الكمال . أما رسالة الحلم فهي تحمل عناوين بارزة مثل ديمومة الفرح و تجدد الأمل و الخير خاصة إذا كان المنام ينطوي على مشاهد خلابة مثل النافورة أو الساقية أو يستمع في الحديقة إلى رقرقة الماء و زقزقة العصافير .
إذا كانت الحديقة التي تظهر في الحلم من الطراز أو النمط الغربي حيث تحتوي على ممرات و أشجار أو فسقية فذلك يرمز للإرادة التي تتقوى على العفوية أو الارتجال في أخذ القرارات و أن الأعراف و القوانين و الأخلاق تحظى بمكانة عظيمة عند صاحب الحلم .
أما إذا كانت أشجار الحديقة أو ورودها و أزهارها ذابلة و تكون الغصون مكسورة فذلك يعكس جوا من الكآبة و الحزن لدى الرائي ، و أن أفكاره أصبحت شيئا فشيئا سلبية للغاية و أنه أصبح يميل للعزلة و الانزواء . أما الأشجار الباسقة في حديقة غناء أو خضراء ممتدة أو شاسعة و التي تكون محملة بشتى أنواع الثمار فترمز إلى عمار البيوت و سكينتها ، وهي في المحصلة دلالة خير مرتبط بالرزق أو الأبناء .
أما الحديقة في المنام التي تكون خالية من الأعشاب أو النبات فإنها ترمز غالبا إلى الوحدة أو الفراغ الروحي و الفكري كما تعبر على زيف مشاعر الآخرين تجاهنا .
أما الحديقة التي تكون مليئة بالورود و الأزهار مثل الريحان أو الياسمين و البنفسج أو تلك التي يرى فيها بأن اللوز أو الرمان قد نور أو تفتح في جو ربيعي خلاب فذلك كله يعد إشارات بعيدة المدى ترمز إلى المستقبل المشرق أو الزاهي و الذي يتسم بالنجاح و العطاء و الخير .
إن الذي يرى في بستان أحلامه كأنه يزيل الأشواك و الأعشاب الضارة و يقتلعها من جذورها أو منبتها فإنه بالأساس يتخلص من الأفكار السلبية و الأوهام التي تكبل نشاطه و إبداعه ليتحول في زمن قصير إلى شخص جديد مليء بالنشاط مقبل على العمل و الخير سعيد بمن حوله . أما تنظيف البستان من الحشرات و العقارب أو الأفاعي فيدل في المنام على التخلص من أصحاب السوء و الأعداء .
الحديقة الخضراء في منام المتزوجة و الحامل و العزباء
لعل الحديقة أو البستان و الجنان في حلم الرجل ترمز لعقله و أفكاره المنظمة ، أما الحديقة في منام المرأة فهي رمز للأنوثة و الجمال و التألق العاطفي و الروحي ، فالحديقة في منام الفتاة العزباء أو البنت غير المتزوجة هي كل مسألة تتعلق بالعاطفة و الإحساس الرومانسي للكينونة أو الوجود و الحديقة كذلك رمز لجسد لم يمسسه سوء و لا مرض .
و لعل الحديقة هنا تشير إلى الحياة بعينها فكل ما يظهر فيها من مباهج سيظهر في حياة العزباء و كل ما يظهر فيها من كآبة و حزن سوف تراه الفتاة في مستقبلها على هيئة انكسارات و أحزان . كذلك هو الأمر بالنسبة للمرأة المتزوجة مع إضافة رمز جديد أو أخر لحلم البستان و هو البيت و الأسرة ، المنزل و العائلة … فالحديقة الغناء رمز للبيت السعيد و الحديقة الجرداء في حلم المتزوجة ترمز للبيت الكئيب الخاوي من مظاهر السعادة و الاستقرار . أما الحديقة الخضراء في منام المرأة الحامل فهي رمز للولادة المباركة و الخير الكثير الذي قد يعقب تلك الولادة .
تفسير حلم المشي و الجلوس في الحديقة
يعبر المشي أو التجول في الحديقة بين ضلال الأشجار الخضراء و الورود أو الأزهار اليانعة على تحولات إيجابية في الحياة ، منها ما يتصل بالمال و النجاح و الرزق و منها ما يرمز لسعادة عاطفية و شعور بالطمأنينة و الاستقرار أو الانسجام مع الآخر أو مع الذات .
أما الجلوس في الحديقة الخضراء أو البستان الأخضر فيدل غالبا على زواج الفتاة أو البنت العزباء. كما يرمز الجلوس في الحديقة الخضراء إلى جانب شخص إلى علاقة أو صداقة أو تعارف جديد .
خاتمة
تظل الحديقة أو البستان الأخضر في المنام فسحة للأمل و ملاذ آمن للمشاعر الجميلة المتصلة بالنبل و الود و هي في التأويل خير و فأل حسن و رمز للانسجام الوجودي و التصالح مع الذات رمز للعطاء الإلهي بعد جهد روحي و مثابرة رمز للرخاء المادي كذلك النماء و الإنجاز و النجاح .