
تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل: خمس ليالٍ من القصف المتبادل وواشنطن تترقب
في محتوى هذا المقال
في تطور لافت يُنذر بتغييرات عميقة في خريطة الشرق الأوسط، دخل النزاع بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث شهدت مدن تل أبيب والقدس سلسلة انفجارات عنيفة ناتجة عن موجة صاروخية إيرانية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاقها ردًا على هجمات إسرائيلية سابقة. في المقابل، أُطلقت صافرات الإنذار في أجزاء من وسط وشمال إسرائيل، وسط استمرار الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي.
إيران تقصف ومركز حافلات يتعرض للقصف في تل أبيب
الهجمات الأخيرة، والتي وُصفت بأنها أقل كثافة من الليالي السابقة، لم تسفر عن إصابات مؤكدة حتى اللحظة، غير أن الصور التي بثتها قنوات إخبارية – منها قناة العربية – أظهرت تعرض مركز للحافلات في تل أبيب لقصف مباشر. في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية وقوع انفجارات في طهران خلال الليل مع تحرك كثيف للدفاعات الجوية.
مصدر إيراني رفيع نقلت عنه وكالة “إرنا” الرسمية أن الضربات الإيرانية ستتكثف في الساعات المقبلة، مما يرفع احتمالات اتساع نطاق المواجهة.
موقف الولايات المتحدة: انسحاب مفاجئ لترامب وتلويح بالقوة
وسط هذه التطورات، غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة مجموعة السبع التي عُقدت في جبال روكي بكندا، متجهًا إلى واشنطن. وعلى الرغم من التصريحات التي ربطت انسحابه بالتوتر بين إسرائيل وإيران، نفى ترامب أن يكون سبب مغادرته له علاقة بأي محاولة لوقف إطلاق النار.
وفي تصريح أدلى به لشبكة CBS، قال الرئيس الأمريكي:
“إيران تعرف جيدًا أن الولايات المتحدة سترد بقوة إذا ما تجرأت على المساس بالشعب الأمريكي.”
لكنه في المقابل لم يستبعد إرسال نائبه أو أحد مستشاريه، مثل “جي ديفانس” أو “ويتكوف”، للقاء المسؤولين الإيرانيين. هذه الإشارات المتضاربة تعكس حالة من الحذر والترقب داخل الإدارة الأمريكية.
الشارع الأمريكي والكونغرس منقسمان
داخل الولايات المتحدة، تتصاعد الأصوات المعارضة لأي تدخل عسكري مباشر. إذ تقدم عدد من أعضاء الكونغرس بمشروع قانون يمنع الرئيس من خوض حرب ضد إيران دون العودة إلى المجلس التشريعي. ورغم أن مشروعًا مشابهًا قُدم خلال الولاية الأولى لترامب وواجه “فيتو رئاسي”، إلا أن الظروف الحالية تنذر بصراع داخلي جديد بين السلطة التنفيذية والتشريعية.
اللافت أن الانقسام لا يقتصر على الحزبين؛ حتى داخل الحزب الجمهوري، هناك أصوات – خاصة من الداعمين لحركة “ماجا” – تعارض تورّط الولايات المتحدة في حرب جديدة. في المقابل، يرى مؤيدو ترامب أنه يجب دعم إسرائيل عسكريًا في حال تطور الأمر.
هل اقتربت إيران من امتلاك سلاح نووي؟
واحدة من أكثر التصريحات المثيرة جاءت على لسان ترامب، الذي قال إن “إيران أصبحت قريبة جدًا من امتلاك قنبلة نووية”. وهو تصريح يزيد المخاوف من احتمال اتخاذ خطوات استباقية سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
تصريحات مشابهة صدرت من البيت الأبيض، إلا أن الإدارة الأمريكية شددت على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الغارات الإسرائيلية على إيران حتى الآن، لكنها على أهبة الاستعداد لحماية مصالحها وقواتها في المنطقة في حال تم تجاوز “الخطوط الحمراء”.
مفاوضات محتملة… أم مواجهة مفتوحة؟
رغم لغة التصعيد، يواصل ترامب إرسال رسائل مزدوجة: تصعيد في التصريحات، ومطالبة إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وقد صرح مرارًا بأن “التفاوض هو الحل الوحيد”، وأنه ما زال يتوقع توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران.
وزير الدفاع الأمريكي هو الآخر شدد على ضرورة المفاوضات، حتى في ظل إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، ما يدل على رغبة واشنطن في إبقاء جميع الخيارات مفتوحة.
إجلاء رعايا أجانب… وتايلاند تستعد
في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الأزمات الإقليمية الكبرى، أعلنت تايلاند استعدادها لإرسال طائرات لإجلاء رعاياها من إسرائيل وإيران، ما يعكس حجم القلق الدولي من تفجر الوضع إلى حرب إقليمية شاملة.
خلاصة
المنطقة تقف على شفا انفجار شامل، وفيما تُصر إسرائيل على حقها في الدفاع، وتؤكد إيران أن ضرباتها تأتي كردّ على العدوان، تقف الولايات المتحدة في المنتصف بين التصعيد والدبلوماسية. كل الأنظار تتجه الآن نحو اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي قد يرسم ملامح المرحلة القادمة.
هل تفتح هذه الضربات أبواب حرب أوسع، أم أن التفاوض سيجد له مكانًا بين الصواريخ والدخان؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.







