الحرب من منظور الجيل الخامس (5GW): إسرائيل نموذجًا
كيف تمزج إسرائيل بين التكنولوجيا المتقدمة والاستخبارات الدقيقة لتقود نمطًا جديدًا من الحروب في الشرق الأوسط؟
في محتوى هذا المقال
١. تعريف منهجي لحروب الجيل الخامس
تشير حروب الجيل الخامس (5GW) إلى استخدام أدوات غير تقليدية للسيطرة على ساحة المعركة: الحرب المعلوماتية، الهجوم السيبراني، الذراع القانونية والدعائية، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وأنظمة القتال الذاتية. المصطلح يعبر عن تحول جذري تعتمد فيه الجيوش المتقدمة على التأثير الإدراكي والميداني دون دخول مباشر على الأرض .
٢. بنية إسرائيل القتالية في إطار 5GW
| العنصر | التطبيقات في إسرائيل |
|---|---|
| الاستخبارات المتقدمة | وحدة 8200 تتبعها أنظمة AI مثل “The Gospel” لتحديد أهداف دقيقة بمئات يوميًا في غزة (en.wikipedia.org) |
| شبكة القيادة والسيطرة الرقمية | مشروع “Hunter” الجوي–البري، منصات “Momentum/ Tenufa” تجمع مستشعرات طائرات مسيرة، صواريخ، براجمات، وخوادم ذكاء إصطناعي |
| أسلحة ذكية وتكنولوجيا شبحية | F‑35I الشبحية مزودة بأنظمة إنذار وتغليف إلكتروني، تستخدم مع غواصات وصواريخ دقيقة لتحقيق عمليات “sensor‑to‑shooter” |
| وحدات متعددة الأبعاد | الوحدة 888 “Ghost Unit” تقود عمليات خاصة متكاملة تأخذ من الإستخبارات الجوية والفضاء والهجمات الأرضية |
“The goal here is efficiency and time… closing the loop” (fdd.org).
٣. تطبيق استراتيجي: عملية “Rising Lion” – 13 يونيو 2025
في صباح 13 يونيو 2025، نفذت إسرائيل عملية هجومية شاملة داخل إيران باسم “©Rising Lion”، شاركت فيها 200 طائرة مقاتلة و100 هدف استراتيجي، مستهدفة منظومات نووية وصاروخية، ورئاسة الحرس الثوري والمراكز العلمية (washingtonpost.com).
- التحضيرات: الموساد زرع أجهزة وتعطيل شبكات دفاع جوي، وأدّى دورًا حاسمًا في “قطع رأس التنين” عبر استهداف قيادات عليا .
- التنفيذ: ضربات جوية مكثفة غرمت الطيران الإيراني الدفاعات وتدمير منشآت حساسة مثل نطنز.
- رد فعل إيران: إطلاق 100 طائرة مسيّرة وصدرت بعد ذلك موجة صواريخ، لكن اعتراض “القبة الحديدية” أبعد الخطر عن المدنيين في إسرائيل .
هذه العملية تمثل نموذجاً واضحاً لتحالف الاستخبارات والهجمات الجوية، وجوهر عقيدة 5GW الإسرائيلية.
٤. التمكين التقني والذكاء الاصطناعي
- “The Gospel”: نظام ذكاء اصطناعي تابع لـUnit 8200 يصنّف الأهداف بدقة عالية، ينتج 50 إلى 100 هدف يوميًا في غزة، مقارنةً بيد بشرية كانت تحقّق نفس النتائج خلال عام واحد (reddit.com, en.wikipedia.org).
- أنظمة مشوشة إلكترونية: مثل Sky Shield التي تمكّن المقاتلات (F‑35، F‑16) من اختراق دفاع العدو بسرعة وبدون كشف (en.wikipedia.org).
- دمج الأذن-عين–فعل: فلسفة “أغلاق الحلقة” تُفعّل عبر أجهزة تحكم تربط طائرة مسيرة، غرفة تحكم، صاروخ أرض، وضابط ميدان في حلقة مزدوجة تستجيب باللحظة .
٥. مقارنة إقليمية واستراتيجية
- إيران: تمتلك مقاتلات قديمة وصواريخ بعيدة، لكن عدم توفر سلاح شبح وهجمات دقيقة يجعلها تابعة في سيناريو 5GW، وتعتمد الاستراتيجية الإيرانية على وكالاتها الدفاعية وسيبرية مركزية، أقل مرونة من الطرح الإسرائيلي .
- تركيا: قوة F‑16 كبيرة، وطائرات دون طيار متقدمة، لكن افتقارها إلى شبكات إلكترونية مشتركة وأنظمة ذكاء اصطناعي متكاملة يحرمها من نموذج “closing‐the‐loop” الحقيقي .
- مصر: بها رافال وهيلفاير، لكنها تبقى خارج إطار 5GW بسبب عدم وجود بنية رقمية استخبارية مشتركة ووحدات خاصة قادرة على تنفيذ ضربات متزامنة باستخدام AI وشبحية.
٦. التحديات والمخاطر
- تعقيد الشبكات: اعتماد Israel على شبكات رقمية ويزيد من خطر عطلها ببرمجيات مضادة .
- الهجمات السيبرية المضادة: واجهات AI يمكن استهدافها بالهجمات المضادة، ما يهدد مصداقية المعلومات.
- إدماج إنساني: لا تزال قرارات إطلاق الذخيرة النهائية إنسانية، لكن التطور نحو آليات أوتوماتيكية قد يخلق أزمة أخلاقية .
- سباق التكنولوجيا: المنافسون قد يلحقون، ما يلتهم التفوق مؤقتاً إذا استمرت النزعات السيبرية والتسليعية.
✅ الخلاصة
تقدم إسرائيل نموذجًا متكاملاً لحروب الجيل الخامس، مستفيدًة من شبكة استخباراتية قوية، أنظمة عسكرية متقدمة، وحدات خاصة متعددة الأبعاد، وطائرات شبحية تقودها AI. عملية “Rising Lion” هي دليل حي على this التكامل. رغم تفوقها، تواجه إسرائيل تحديات تقنية وأخلاقية واقتصادية تتطلب تحديثًا مستمرًا وتعزيز قدرات الدفاع السيبرية لضمان قيمة استراتيجية مستمرة في ظل عالم رقمي سريع التغير.
