قرار إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا من النزاع

أعلنت الولايات المتحدة في 24 يونيو 2025 عن وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بهدف إنهاء الصراع الذي دام 12 يوماً. وصرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصة «تروث سوشيال» بأن الهدنة ستدخل حيّز التنفيذ خلال نحو 6 ساعات، وأن إيران ستبدأ الالتزام بها أولاً تليها إسرائيل بعد 12 ساعة. وهنّأ ترامب الطرفين على «امتلاك الشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب أن تُسمّى حرب الأيام الـ12»، مشيراً إلى أن الحرب «كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمّر الشرق الأوسط بأكمله لكنها لم تفعل». وتمت الوساطة في الاتفاق بدعم أميركي قطري، حيث لعب أمير قطر ووزراؤه دوراً محوريّاً في إقناع طهران بالقبول، في حين تراسَّل ترامب هاتفياً مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لترتيب التفاصيل النهائية.

أسباب القرار

  • الخسائر البشرية والمادية: تكبد الطرفان خسائر فادحة؛ فالغارات الإسرائيلية على منشآت طهران ألحقت أضراراً كبيرة وأدّت إلى نزوح آلاف المدنيين، بينما أسفرت هجمات صاروخية إيرانية عن سقوط قتلى وإصابات بين المدنيين في بئر السبع وجوارها.
  • الضغط الدولي والمخاوف الأمنية: تزايدت الدعوات الدولية لتهدئة التوتر، وأعرب ترامب عن خشية من «تصعيد مدمر» يمتد سنوات لو استمر النزاع. فإن مصرع المزيد من المدنيين وتوسع القتال كان سيثير قلقاً عالمياً حول استقرار المنطقة.
  • تحقيق إسرائيل لأهدافها الاستراتيجية: ذكرت إسرائيل أنها قبلت وقف النار بعد أن تحققت أهدافها الأمنية المعلنة، وأعلن نتنياهو أنها «حقّقت إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني». ويعني ذلك أن مستوى الضغط العسكري المطلوب تمّ تحقيقه فعلياً، فقلّ الدافع لمواصلة العمليات.
  • الوساطة الدولية: لعبت الوساطة الأميركية – القطرية دوراً محورياً في الضغط على الطرفين. فقد أجرى كبار المسؤولين اتصالات مع طهران لإقناعها بالاتفاق، في حين قبلت إسرائيل وقف النار شريطة التزام طهران بعدم شنّ هجمات جديدة. أدى هذا التنسيق الدبلوماسي إلى بناء ثقة متبادلة نسبياً لإقرار الهدنة.

تبعات القرار

  • انتعاش الأسواق المالية: ارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية (وخاصة الأوروبية) بنحو 1% مع انحسار مخاوف النزاع، بينما هبطت أسعار النفط حوالي 4% إلى أدنى مستوى في أسبوع بسبب تراجع التهديد على الإمدادات. كما انخفضت أسعار الذهب بنحو 1% مع تخفيف التوتر في المنطقة.
  • انحسار مخاوف الإمدادات: يُتوقع أن يؤدي وقف النار إلى انحسار ضغوط الإمدادات النفطية مؤقتاً في الأسواق العالمية، لا سيما أن إيران ثالث أكبر منتج نفط في أوبك. وقد يعود تدفق النفط الإيراني إلى الارتفاع تدريجياً بعد الهدوء، مما يسهم في استقرار الإمدادات العالمية.
  • التخفيف الأمني المؤقت: يساهم الاتفاق في تهدئة حدة التوتر الإقليمي على المدى القريب وتجنب مواجهة أوسع. ويرى محللون أن ردّ إيران على الضربات الأميركية جاء متوازناً يهدف إلى حفظ ماء وجه طهران دون المضيّ في صراع شامل، مما جعل من وقف إطلاق النار خياراً واقعياً لكلا الطرفين.
  • تعزيز التحالفات والوساطة الدولية: يعكس الاتفاق دور الولايات المتحدة وقطر كوسطاء رئيسيين في المنطقة. من المتوقع أن تُعزز واشنطن روابطها الأمنية مع إسرائيل ومع دول الخليج المتخوفة من التصعيد، بينما ستواجه إيران ضغوطاً دبلوماسية متجددة بشأن ملفها النووي. وقد يمهد وقف النار الطريق لمفاوضات جديدة حول القضايا العالقة بوساطة دولية.

الموقف الإسرائيلي

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل قبلت الاتفاق بعدما حقّقت أهدافها الأمنية المعلنة بإضعاف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية. ونُقل عن مسؤول أميركي أن تل أبيب اشترطت في الصفقة ألا تنفذ إيران أي هجمات إضافية مستقبلاً. وبعد الإعلان، أبلغ نتنياهو وزراء حكومته عدم الإدلاء بتصريحات علنية، في إشارة إلى حرصه على ضبط الموقف رسميًا. ويعتقد المراقبون أن إسرائيل ترى في وقف النار فرصة لاستكمال جهودها الأمنية وتعزيز عقوباتها على إيران دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

الموقف الإيراني

واصلت القيادة الإيرانية التأكيد على أن موقفها كان دفاعياً. فقد صرح وزير الخارجية عباس عراقجي بأن طهران «لن تواصل ردها العسكري» إذا أوقفت إسرائيل «عدوانها غير القانوني» بحلول الساعة الرابعة فجراً، وأضاف أن «القرار النهائي بشأن وقف العمليات سيتخذ لاحقاً». كما أكد المرشد علي خامنئي أن «إيران لم تعتد على أحد، ولن تقبل أي اعتداء عليها تحت أي ظرف»، مجدداً رفض طهران للضغوط الخارجية. وتعكس هذه التصريحات تركيز طهران على منطقتها الدفاعي؛ إذ روجت وسائل الإعلام الإيرانية الرسميّة للاتفاق بوصفه استجابة لظروف قاهرة، لا تنازلاً عن أهدافها الاستراتيجية. مع ذلك، فإن اضطرار إيران للقبول بالهدنة بعد الخسائر الفادحة قد يزيد الضغط عليها لمواصلة إحياء مفاوضات الملف النووي في المستقبل.

المصادر: تصريحات رسمية وتحليلات صحفية من CNBC العربية والجزيرة وعربي 21 وأشراق وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى