
وفاة البابا فرنسيس: نهاية حقبة إصلاحية وبدء التحضيرات لانتخاب خليفته
في محتوى هذا المقال
أعلن الفاتيكان صباح اليوم الاثنين 21 أبريل 2025، عن وفاة البابا فرنسيس (خورخي ماريو بيرغوليو) عن عمر ناهز 88 عامًا، في شقته بدار القديسة مَرْثا، مسجلاً ختام مسيرة حافلة بالإصلاحات والانفتاح على العالم. جاء الإعلان الرسمي عبر الكاردينال كيفن فاريل، كاميرلينجو الكرسي الرسولي، الذي أكّد في بث مباشر عبر قنوات الفاتيكان أن البابا أسلم الروح عند الساعة 07:35 صباحًا (بتوقيت وسط أوروبا الصيفي) إثر مضاعفات التهاب رئوي مزدوج. وتُفتح وفاته صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية مع دخولها مرحلة “سِيدي فاسانتي” (الكرسي الشاغر) استعدادًا لانتخاب خليفته خلال الأسابيع المقبلة.
تفاصيل الوفاة والإعلان
- التوقيت والمكان: رحل البابا فرنسيس في شقته المتواضعة بدار القديسة مَرْثا، التي آثر الإقامة فيها منذ انتخابه عام 2013 بدلًا من القصر البابوي التقليدي، في خطوةٍ عبّرت عن نهجه البعيد عن البذخ.
- الإعلان الرسمي: بعد نحو ساعتين من الوفاة، ظهر الكاردينال فاريل على شاشات “Vatican Media” عند الساعة 09:47 صباحًا، مُعلنًا بوقار: «عاد أسقف روما إلى بيت الآب… نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته»، مع تأكيد بدء الإجراءات القانونية للشغور البابوي.
الخلفية الصحية
عانى البابا فرنسيس من التهاب رئوي مزدوج حاد في مارس 2025، نُقل على إثره إلى مستشفى جراحة القلب في روما، قبل أن يعود إلى الفاتيكان في حالة ضعفٍ واضحة. ورغم ذلك، ظهر بحيوية في قداس عيد الفصح قبل يومين من وفاته، ما أثار تفاؤلًا مؤقتًا. وبينما لم يُصدر الفاتيكان تقريرًا طبيًّا نهائيًّا، استبعدت تقارير إعلامية إيطالية فرضية الوفاة بسكتة دماغية مفاجئة، رغم الإشارة إلى تدهور تنفسي حاد.
إجراءات ما بعد الوفاة
- بروتوكول “سِيدي فاسانتي”: دخل الفاتيكان رسميًّا مرحلة الشغور البابوي، والتي تشمل إتلاف خاتم الصياد وخاتم البابا لمنع تزوير الوثائق الرسمية، وتكليف الكاردينال فاريل بإدارة الشؤون اليومية حتى انتخاب الخليفة.
- المجمع الكاردينالي: من المقرر أن يجتمع الكرادلة دون الثمانين عامًا بين 6 و11 مايو 2025 في غرفة السيستين للتصويت السري، مع ضرورة حصول المرشح على ثلثي الأصوات زائد واحد.
- خيارات الخليفة: يُتوقع أن يستمر المجمع في نهج فرنسيس الإصلاحي، خاصة أنه عيّن 80% من الكرادلة المشاركين في الانتخاب، ما يرجح اختيار شخصية منفتحة على قضايا البيئة واللاجئين والعدالة الاجتماعية.
إرث البابا فرنسيس: بين الإصلاح والجدل
- مسار غير تقليدي: كأول بابا من أمريكا اللاتينية واليسوعيين منذ قرون، حطّم بيرغوليو التقاليد البابوية عبر تبني لغة شعبية، وتشديده على “كنيسة الفقراء”، ودعمه حقوق اللاجئين والمرأة، وإصلاح النظام المالي للفاتيكان.
- مواجهة الانتقادات: واجه اتهامات بالتساهل في ملف الانتهاكات الجنسية، وخلافات حول تصريحاته حول المثلية الجنسية والطلاق، والتي اعتبرها محافظون “انزياحًا عن العقيدة”.
- بصمة ثقافية: سجّل حضورًا إعلاميًّا لافتًا عبر أفلام وثائقية، منها تعاون مع المخرج مارتن سكورسيزي، وحوّل قضايا الكنيسة إلى نقاش عالمي.
ردود الفعل العالمية
- حدادٌ وعرفان: أعلنت الأرجنتين (مسقط رأس البابا) والبرازيل حدادًا وطنيًّا لسبعة أيام، بينما رفعت الكنائس أجراسها 88 دقةً رمزًا لسنوات عمره. وتجمهر آلاف المصلين في ساحة القديس بطرس تحت شعارات “شكرًا فرنسيس”.
- تأبين قادة العالم: أشاد الملك تشارلز الثالث بدور البابا في “تعزيز الوحدة الإنسانية”، بينما نعته منظمات حقوقية كـ”مدافع عن الضعفاء”.
ماذا بعد؟
يواجه خليفة فرنسيس تحديًا ثلاثيًّا: الحفاظ على زخم الإصلاحات، وإدارة الخلافات الداخلية حول دور المرأة والشفافية، ومواكبة تطلعات جيلٍ جديد في كنيسةٍ يتنازعها التقليد والحداثة. وفيما ينتظر العالم اسم البابا الجديد، يبقى سؤالٌ معلق: هل ستستمر “كنيسة الرحمة” أم تعود إلى الخلف؟







