الضربة الأمريكية على إيران: قصف المنشآت.. وخسارة المعركة!

مقدمة: اللعبة الكبرى في لحظة الحسم

في فجر 22 يونيو 2025، نفَّذت الولايات المتحدة ضربات جوية وبحرية غير مسبوقة على ثلاث منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز، أصفهان)، مستخدمةً قنابل GBU-57 “أم القنابل” الخارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك. لكن هذه الضربات، رغم دقتها التكتيكية، لم تحسم الصراع، بل كشفت عن تعقيدات جيوسياسية قد تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية .


القوة التدميرية الأمريكية: بين الدقة والحدود المخفية

  1. تكتيك الضربة المحسوب:
  • استهدفت الطائرات الشبح B-2 منشأة فوردو تحت الأرض بقنابل تزن 13.6 طنًّا، قادرة على اختراق 60 مترًا في التربة، ما خلف 6 حُفر ضخمة وفق صور الأقمار الصناعية .
  • لكنَّ الصور أظهرت أيضًا أن إيران أخلت اليورانيوم عالي التخصيب (60%-83%) قبل الضربة بيومين، ما حمى المواد النووية وحوَّل الضربة إلى تدمير للبنى التحتية فقط .
  1. الخدعة الاستراتيجية:
  • أعلن ترامب مهلة “أسبوعين” للتفاوض، لكن الضربة نفذت قبل انقضائها، في إشارة إلى خداع مُخطط لتجنب استعداد إيراني كامل .
  • وزير الدفاع الأمريكي أكد أن الهدف ليس تغيير النظام بل “تدمير البرنامج النووي”، لكنَّ محللين يرون أن العملية رمزية أكثر منها حاسمة .

إيران: هزيمة تكتيكية… وانتصار استراتيجي

  1. الرد الصاروخي المدوي:
  • ردّت طهران فورًا بإطلاق صاروخ “خيبر” الباليستي المتطور على مطار بن غوريون الإسرائيلي، وهو صاروخ قادر على المناورة وتفادي أنظمة الدفاع الجوي، محمَّلًا برأس حربي ضخم .
  • هذا الرد يُظهر أن إيران تحتفظ بـ قدرة ردع متطورة رغم الضربات.
  1. البرنامج النووي: الدمار المحدود والأوراق المخبأة:
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت عدم رصد تسرب إشعاعي، ما يشير إلى نجاح إيران في نقل المواد الخطرة .
  • الخبراء العسكريون يُقرون: “المبنى الأساسي للمفاعلات لم يُدمر… الضربات ركزت على مداخل الأنفاق” .
  • تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي قد يُعيدها إلى سباق التسلح النووي كخيار للبقاء .
  1. المكاسب السياسية الداخلية:
  • الضربات عززت شعبية النظام الإيراني كـ “ضحية للعدوان الغربي”، وحولت الانتباه عن الأزمات الداخلية إلى التضامن الوطني .

التداعيات الإقليمية: دول الخليج في مرمى النيران

  • الموقف المزدوج: قدمت دول مثل السعودية قواعد للقوات الأمريكية، لكنها سارعت إلى نفي دعم الضربة علنًا، خوفًا من ردود إيرانية تستهدف منشآتها النفطية أو تقاربها مع إسرائيل .
  • تهديد مضيق هرمز: تحمله إيران كـ ورقة ضغط نهائية؛ فإغلاقه سيرفع أسعار النفط عالميًّا بنسبة قد تتجاوز 40%، ويُعطل 30% من إمدادات النفط البحري، ما يهدد الاقتصادات الآسيوية والأوروبية .
  • منظمة التعاون الإسلامي أدانت الضربات وطالبت بـ محاسبة إسرائيل، لكنها حذرت إيران من التصعيد، في موقف يعكس الانقسام الإقليمي .

الردود الدولية: بين الإدانة وحافة الحرب العالمية

  1. انقسام الأمم المتحدة:
  • الأمين العام للأمم المتحدة وصف الضربة بأنها “تهديد للسلم العالمي” وحذر من “خروج الصراع عن السيطرة” .
  • روسيا اتهمت إسرائيل بـ “تعطيل مبادرات نزع السلاح النووي” في الشرق الأوسط .
  1. المفاوضات النووية: الباب المغلق:
  • الضربات دمرت مسار المفاوضات شبه المباشرة بين واشنطن وطهران، التي بدأت في أبريل 2024. الآن، إيران تُصر على أن “الغرب لا يفهم إلا لغة القوة” .

إسرائيل وأمريكا: انتصار هش وتكاليف باهظة

  • فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية: بعدما اعترضت أنظمة “القبة الحديدية” 90% من الصواريخ الإيرانية في بداية الحرب، بدأت فاعليتها تتراجع إلى 70%، ما يظهر تآكل قدراتها تحت الضربات المتكررة .
  • الانقسام الأمريكي الداخلي: جمهوريون أشادوا بالضربة، لكن ديمقراطيين ومشرعين مثل “جيم ريش” أكدوا أن “هذه حرب إسرائيل، ليست حربنا”، ورفضوا إرسال قوات برية .
  • ترامب ونتنياهو يروجان للضربة كـ “عملية تاريخية”، لكن الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية (مثل تلقي طيران العال 25 ألف طلب للهروب من تل أبيب) تكشف ثمن التصعيد .

المستقبل: أربعة سيناريوهات مرعبة

وفقًا لتحليل مركز “ستراتيجيكس” :

  1. احتواء التصعيد: تقبل إيران بالخسائر وتعود للمفاوضات، لكن هذا يُضعف شرعيتها داخليًّا.
  2. حرب الوكالات: تطلق إيران هجمات بالوكلاء (الحوثيون، حزب الله) ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية.
  3. إغلاق مضيق هرمز: يرفع أسعار النفط ويُدخل العالم في أزمة طاقة.
  4. سباق التسلح النووي: انسحاب إيران من المعاهدات النووية وتطوير سلاح سري.

“الهجوم الأمريكي قد يؤخر البرنامج النووي مؤقتًا، لكنه يدفع إيران إلى الإيمان بأن امتلاك السلاح النووي ضروري للردع” — د. محمد أبو النور، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية .


الخاتمة: الضربة التي لم تُغيِّر المعادلة

الضربات الأمريكية على إيران لم تحقق نصرًا استراتيجيًّا، بل كشفت أن:

  • إيران احتفظت بـ أوراق نووية خفية وقدرة على الرد.
  • النظام زاد تماسكًا داخليًّا رغم الخسائر المادية.
  • المنطقة على حافة حرب متعددة الجبهات، خاصة مع تهديد مضيق هرمز.
    المستقبل الآن يرتهن بمفاوضات قد تكون آخر جسر لتفادي الكارثة… فهل تتعلم واشنطن أن “القنابل لا تبني السلام”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى