إسرائيل قد تشن ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية

كشف تقرير استخباراتي أمريكي حديث عن مخاوف من قيام إسرائيل بتنفيذ ضربة عسكرية استباقية تستهدف البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر المقبلة، في خطوة قد تؤجج توترات إقليمية واسعة النطاق. وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الضربة، وإن كانت قادرة على تعطيل التقدم النووي الإيراني مؤقتاً، فإنها قد تفتح الباب لموجة تصعيد غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط.

تفاصيل التحذير الاستخباراتي:


وفقاً لمصادر استخباراتية مطلعة، تُدرس إسرائيل خيارات عسكرية لاستهداف منشآت إيرانية حساسة، أبرزها مفاعل “فوردو” تحت الأرض ومنشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم. ويرجح الخبراء أن الضربة قد تُبطئ تقدم البرنامج النووي الإيراني لأسابيع أو أشهر، لكنها لن تقضي عليه بشكل نهائي. من جهة أخرى، حذر التقرير من أن أي عمل عسكري قد يدفع طهران إلى الرد عبر وسائل متعددة، بينها هجمات صاروخية مباشرة أو عبر وكلائها الإقليميين.

تداعيات متوقعة: صراع إقليمي مفتوح؟


يرى محللون أن الضربة الإسرائيلية المحتملة قد تُعيد المنطقة إلى حافة الهاوية، خاصة مع احتمال انضمام قوى إقليمية ودولية إلى المواجهة. فمن المتوقع أن ترد إيران باستهداف مصالح إسرائيلية وأمريكية في المنطقة، كما قد تشهد الممرات المائية الحيوية، مثل مضيق هرمز، اضطرابات تعطل إمدادات النفط العالمية. بالإضافة إلى ذلك، قد تُدفع دول مثل لبنان (عبر حزب الله) أو اليمن (الحوثيون) إلى المشاركة في موجة التصعيد، مما يعقد الجهود الدولية لاحتواء الأزمة.

مواقف دولية متباينة:


في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن التزامها بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، أبدت تحفظاً على الخيار العسكري المباشر، مفضلةً خيار المفاوضات لاستئناف الاتفاق النووي المعلق منذ 2018. من ناحية أخرى، هددت روسيا، الحليف التقليدي لإيران، بتحذير واضح من عواقب أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرةً أنه “خط أحمر” قد يفجر وضعاً لا تحمد عقباه. أما الدول الأوروبية، فأعربت عن قلقها من انهيار المساعي الدبلوماسية، داعيةً إلى ضبط النفس من جميع الأطراف.

مخاطر على الاتفاق النووي ومستقبل الدبلوماسية:


يأتي هذا التحذير في توقيت بالغ الحساسية، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران عبر وساطة أوروبية. وقد يُعقد أي هجوم إسرائيلي الجهودَ الرامية إلى إحياء الصفقة النووية، خاصة مع احتمال انسحاب إيران من محادثات فيينا أو تسريعها لتخصيب اليورانيوم بنسب عالية، كردٍّ انتقامي.

الخلاصة: دبلوماسية أم مواجهة؟


رغم إصرار إسرائيل على حقها في الدفاع عن أمنها القومي، يرى مراقبون أن الضربة العسكرية ستكون بمثابة مقامرة بسلامة المنطقة، التي تعاني أصلاً من أزمات متشعبة. وتتفق الأغلبية الدولية على أن الحل الواقعي يكمن في إعادة إطلاق حوار جدي يشمل جميع الملفات الخلافية، بدلاً من الانزلاق نحو مواجهة قد تدفع الثمن دولٌ لم تكن طرفاً فيها. فهل تنجح الأطراف المعنية في كبح جماح التصعيد، أم أن الشرق الأوسط مقبل على فصل جديد من العنف؟ الساحة الإقليمية تُعدّ الإجابة في الأشهر القليلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى